< قائمة الدروس

الأستاذ السید المکي

بحث الأصول

34/11/24

بسم الله الرحمن الرحیم

العنوان: الأصول \ الوضع\حقيقة الوضع\
الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على خاتم النبيين حبيب قلوب المتقين الصادق الطاهر البر الأمين أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
الاتجاه الثاني: اتجاه الاعتبار وحاصلة ان الواضع مارس عملا اعتباريا ليربط اللفظ بالمعنى وقد وجدت لذلك اتجاهات عدة منها:
‌أ.ان ذلك حصل من الواضع على طريقة وضع الاشارات فوق الطرق مع الفارق بأن الاشارات مواضع خارجية والمعاني مواضع اعتبارية يوضع عليها اللفظ وهذا الكلام على صحته في الجملة كما ستعرف لا يفسر لنا السببية واما ما ذكره السيد الخوئي من التفريق بين الوضع وبين الاشارة بأن الثانية ثلاثية أي يوجد موضوع وموضوع له وموضوع عليه وأما في الوضع فهو ثنائي فجوابه يسير بأن المراد التشبيه في الدلالة مع امكان أن تكون الاشارة ثنائية كإشارات الألغام.
‌ب.ما ذكره المحقق العراقي وستعرف أنه يعود بوجه الى ما ذكره الشهيد الصدر وحاصله التفريق بين الاعتبار المحض وبين الخارج التكويني فالوضع برزخ بينهما فلا هو اعتباري لا واقع له ولا هو خارجي كياني بل له حظ من الواقعية وذلك من خلال العلاقة والربط بين اللفظ وبين المعنى، بحيث نلاحظ انسحاب الصفاة من المعنى الى اللفظ قبحا او حسنا غايته انها واقعية نشأت من الاعتبار في مقابل ما ينشأ من التكوين كالحرارة والنار، وما ذكره رحمه الله يفسّر لنا حصول هذه العلاقة ولم يحدد لنا معنى الوضع وهل يحصل بمجرد الاعتبار فان قلنا انه يتحقق به فالواقعية متأخرة، وان قلنا أنه لا يحصل به وانما يحصل من شدة الربط وهو ما عبر عنه الشهيد السعيد بالقرن الكيد فهو أول الكلام في كونه هو الوضع لأنك ستعرف الاشكال على مبنى الشهيد ان الاقتران هو تحقيق للوضع وليس هو الوضع .
‌ج.ومنها أن يقال بأن الواضع قام بعمل اعتباري تنزيلي اذ نزل اللفظ منزلة الخارج الذي يراد بيانه فكأن اللفظ وجود صوري للخارج فالشيء في تحققه له وجودان الوجود الخارجي والوجود الصوري واللفظ هو الوجود الصوري والجواب أنه مجرد تبديل في العبارة لا يفسر لنا السببية والعلاقة والانتقال من اللفظ الى المعنى ان قلنا أن الوضع هو ذلك والا فلا مشاحة ان سمي تنزيلا او وضع اشارة او اعتبار محظ كما ستعرف انه الصحيح .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo