< قائمة الدروس

الأستاذ السید المکي

بحث الأصول

34/11/26

بسم الله الرحمن الرحیم

العنوان: الأصول \ الوضع\حقيقة الوضع\
الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على خاتم النبيين حبيب قلوب المتقين الصادق الطاهر البر الأمين أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
وقد ذكر الشهيد من ان الوضع يرتبط بالدلالة وبالصورة ولما كان اللفظ بقول القائل لا يحقق الدلالة فذهب الى تحقيق منشأ الدلالة وربطها بواقع انساني تكويني فان الانسان لما كان من جنس الحيوان وكان من خصائصه ما يسمى بتداعي الاشباه والمعاني المترابطة وفسر بناء على ذلك حصول الدلالة بأنه نتيجة اقتران أكيد بين اللفظ والمعنى ولذا قال الوضع هو القرن الأكيد بين اللفظ والمعنى وذكر قدس سره أن ذلك يحصل من خلال شيئين:
‌أ.المضعف الكيفي: ذلك بان تكون طبيعة الحدث مما يربط اللفظ بها كما في الولادة
‌ب.المضعف الكمي: وذلك فيما لا امتياز في معناه وذلك بتكرار اطلاق اللفظ والاشارة الى المعنى وهذا ما يحصل غالبا في الوضع التعيني حيث يهجر المعنى الاول ويتحقق الوضع في الثاني لوجود الدلالة من خلال اللفظ على الصورة والمعنى .
ويرد على ما ذكره قدس سره بأن الوضع شيء وحصول الدلالة الفعلية شيء آخر وهذا ما نلاحظه في الواضع في سائر الفنون والعلوم ولا يشك احد في صدق الوضع من المرة الاولى دون امتياز عند أهل كل علم، ولكن لما كانت الفائدة لا تحصل من مجرد الوضع الاولي كان المضعف الكيفي أو الكمي مما تحصل بهما الفائدة وهذا أمر بين . ان قلت : ان هدف الواضع هو الافهام وما ذكرتموه هو الدلالة والصورة قلنا ان الشهيد لا يرى الافهام من مقومات الواضع وان الواضع قد يصل الى غرضه مباشرة وهو افهام المعاني بالألفاظ كما قال اصحاب مسلك التعهد وقد يصل اليه بواسطتين او اكثر لغرض في البين كما في ارادته للإفهام والاجمال .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo