< قائمة الدروس

الأستاذ السید المکي

بحث الأصول

34/12/08

بسم الله الرحمن الرحیم

العنوان: الأصول \ الوضع\كيفية الوضع\
الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على خاتم النبيين حبيب قلوب المتقين الصادق الطاهر البر الأمين أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
وقد تصدى علماؤنا للجواب عن هذا الاشكال الذي طرحناه بالأمس ولو بأمل تصحيح قضية الوضع العام والموضوع له خاص لاعتقاد البعض بأن الحروف واسماء الاشارة ونحوهما هي من هذا القبيل منها ما اجاب به المحقق العراقي وهو ينحل الى تحليل للعام والكلي الى قسمين:
‌أ.قسم ينتزعه العقل من الخارج ويحصل ذلك بتجريد الخصوصيات من الوجود الخارجي وابقاء القاسم المشترك المعبر عنه بالكلي او العام وهذا يستحكم معه الاشكال المتقدم اذ كيف يري العام المجرد الخاص المؤيّد
‌ب. قسم لا ينتزعه العقل من الخارج وانما يلبسه للخارج من قبيل الفردية او الخاصية في قولنا زيد فرد وعمر فرد وبكر فرد فهذا كلي ولكنه خاص ايضا وهو جامع يلبسه العقل للأفراد بخصوصياتها وينطبق على غيره .
واذا قبلنا ذلك فههنا خاص بلباس عام فيعقل أن يتصور الواضع عام ويضعه للخاص ولما وضعه وضعه لفرد خاص في الخارج .
وبعبارة واحدة فقد ميز العراقي بين الجامع الانتزاعي وما سماه الجامع الالقائي الذي ينسجم مع بقاء الخصوصيات وما ذكره غير مقبول فان الذهن هنا لا يخترع المفاهيم فقد أشرنا سابقا الى ان لوح الواقع اوسع من لوح الوجود الخارجي فزيد فرد في الواقع وانما كشف الذهن عنه فالفردية هي بالقياس الى عدم انضمام الآخر والعكس العكس وهذه صفة واقعية وبناء عليه فلا فرق بين زيد حيوان ناطق وبين زيد فرد ويكون الوضع كما قال الأخند في مثل الحروف وغيرها بالوضع العام والموضوع له عام .
واما ما ذكره صاحب الفصول رغم التزامه بالوضع العام والموضوع له عام في الحروف مما سماه الجزئي الاضافي كالإنسان فانه كلي بالنسبة الى زيد وعمر ولكنه جزئي بالنسبة الى الحيوان فانه اذ أريد تقديم صورة للوضع العام والموضوع له خاص فهذا لا ينفع لأن الواضع تصور الانسان وهو مفهوم كلي وعام وعاد الوضع عاما والموضوع له عاما هذا اولا.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo