< قائمة الدروس

الأستاذ السید المکي

بحث الأصول

35/04/11

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: الفاظ العبادات \
الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على خاتم النبيين حبيب قلوب المتقين الصادق الطاهر البر الأمين أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
الدليل الأول: ما ورد في عدد من الروايات من ترتب آثار معينة على إقامة الصلاة فكانها ملازمات ومن الوضح ان هذه الآثار القدسية لا تترتب على الصلاة الفاسدة كما في قوله: الصلاة معراج المؤمن أو قوله الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر
وهذا الكلام يرد عليه:ان الصلاة الفاسدة إن أردنا اخراجها من النص إما لأنها ليست بصلاة فهو خروج تخصصي وإما يراد إخراجها بالتخصيص للعلم بأن الفاسد لا أثر له ولا يوصل ومن المعلوم وجود الخلاف بين الأصوليين اذا دار أمر شيء في اخراجه بين التخصص وبين التخصيص فمنهم من قال بأصالة عدم التخصيص ليثبت التخصص ويكون لفظ الصلاة لخصوص الصحيحة ومنهم من يقول بالخروج التخصيصي لأصالة عدم التخصص مع الشك .
والصحيح : ان اصالة عدم التخصيص لا تجري وكذلك اصالة عدم التخصص لأن المرجع في الإطلاق والعموم والتقييد والتخصيص هو العرف والسبب أنه لا شيوع لدى العرف في دوران الأمور بين التخصص والتخصيص ولذا نلتزم بالإجمال ههنا هذا أولا. وثانيا : أنه يمكن دعوى القرينة هنا وهي المعراجية على ارادة خصوص الصحيح لا لأن لفظ الصلاة الصحيح .وثالثا انه يمكن ان يدعى ان الصلاة الفاسة لها معراج اذ لا يمكن ان يتعمد احد على صلاة فاسدة فهي لا تقل عن الناسي ويكون المراد من المعراجية العنوان في الجملة
ان يستدل بما ورد مما ظاهره نفي الإسم والحقيقة عن الناقص كقوله عليه لاسلام: لا صلاة الا بفاتحة كتاب مع أن الفاتحة ليست ركنا وقد جعل تركها موجبا لنفي الحقيقة فيثبت القول بالصحيح ويرد على هذا الإستدلال ايضا: أن ما ذكر وإن كان احتمال ولكن يحتمل في المقابل أن ذلك لبيان المأمور به والمهم أي لا صلاة أمرتم بها دون فاتحة الكتاب ووجود إنصراف للغلبة أو لقرينة ظاهرة لا يوجه اللفظ لخصوص الصحيح .
وثانيا أن ما ذكرتم معارض برواية التثليث الصلاة ثلثها ركوع وثلثها سجود وثلثها طهور فإنها تدل على عكس ذلك فتعارض ما سبق ولا مرجح وهذا يؤكد وجود قرينة أو مقدّر غير الحقيقة من قبيل لا صلاة كاملة لا صلاة مأمور بها لا صلاة تحمل الأهمية . وثالثا ان استعمال لا مع الجنس شائع في أساليب العرب بمعنى نفي الكمال أو نفي الصحة ويكون المراد هنا بناء عليه لا صلاة صحيحة الا بفاتحة الكتاب كما في لا صلاة لجار المسجد الا بالمسجد .
القياس على عمل العقلاء: فإنهم في ما يخترعون من ماهيات يطلقون عليها الفاظا لخصوص الصحيح منها والشارع سيد العقلاء ورأسهم وظاهر حاله أنه يسير على وفق نظام العقلاء سيما في ما لم يردع عنه وهذا مساوق للقول بأن الفاظ العبادات وضعت للصحيح وهو غير صحيح

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo