< قائمة الدروس

الأستاذ السید المکي

بحث الأصول

35/05/04

بسم الله الرحمن الرحیم


الموضوع: الصحيح والأعم في المعاملات\ المشتق\
الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على خاتم النبيين حبيب قلوب المتقين الصادق الطاهر البر الأمين أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
المشتق: قد يقال بأن هذا البحث لا معنى له ولذا حذفه بعض العاظم من مباحث علم الأصول بدعوى ان البحث في المشتق ما هو الا صغرى لكيرى الظهور والحجية بمعنى ان المدار في الألفاظ وفهمها على ما يظهر منها عرفا فلو قيل لا تتوضء بالماء المسخن بالشمس فإن الحكم يدور مدار ما يظهر من عبارة المسخن فإن قيل بأن العرف يراه في الفعلية افتي بذلك وان رآه بالأعم أفتي بذلك فلا قيمة اذا ليبحث عن انه حقيقة او مجاز فيما انقضى عنه المبدأ ولكن ستعرف في حنايا هذا البحث ان البحث في الظهور لا يغني عن البحث عن المشتق في عدة قضايا ولذا جعل العلماء استقلالية لبحث المشتق لا اشكال في ان المشتق حقيقة في المتلبس بالمبدأ ولا اشكال في المجازية اذا اطلق بلحاظ المستقبل وإنما الخلاف في ما انقضى عنه المبدأ اذ اختلف الأعلام في ذلك بل تحولت كما ستعرف الى نزاع عقائدي كلامي فذهب المعتزلة وجمهور اصوليي الشيعة الى ان اطلاق اللفظ على ما انقضى عنه المبدأ مجاز وأصر الأشاعرة على دعوى الحقيقة وبين هذا وذاك تفاصيا بين لاشأنية والملكة والفعلية في حالات الأشياء ولا بد من توضيح لمحل النزاع ههنا
1.لا شك في شمول البحث لصيغ الإشتقاق كإسم الفاعل والمفعول والصفة المشبهة واسم المكان والزمان على نقاش فيه سيأتي لأنها أعم في حقيقتها ولذا اكتفى بعضهم بالشمول ولو بلحاظ الفرد
2.يشمل البحث ايضا ما ليس اشتقاقا ولو كان جامدا اذا حمل على ذات كلفظ زوج وحر وعبد لأنها تتصرم
3.لا يشمل البحث العناوين التي ترتفع الذات بإرتفاعها اذ لا شيء باق ليقال بشمول الحكم له كزيد والإنسانية فإن ارتفاع الإنسانية لا يبقي لزيد مجال للبحث فيه
4.وقع الكلام بين الأصوليين في اللازم الذاتي للشيء فقد قال بعضهم بعدم شمول البحث له لأن ارتفاعه يعني ارتفاع الذات كالإنسان والإمكان كالله والوجوب وهكذا وقد ذكر الشهيد الصدر انه وان كان لازما لكن يعقل انفكاكه عقلا عن الذات ولا تناقض في البين لأن قولنا الله واجب مثلا وان استحال ارتفاع الوجوب مع بقاء الذات الا انه استحالة فلسفية .
وأما في المنطق فلك ان تقول الذات ثابتة والوجوب غير ثابت لأن أحدهما غير الآخر وبعبارة أوضح فإن الذاتي الذي يكون كالجنس والفصل والنوع يصح فيه ما ذكر لأن ارتفاع الثلاثة ترفع معها الذات والتناقض منطقي ههنا اذ لا يعقل ارتفاع الحيوانية عن زيد مع بقاء زيد وأما اذا كان الممكن عرضيا وان كان لازما فيجري البحث فيه ولا تناقض فلو فرضنا انه قال اكرم الموجود الممكن فإرتفع الإمكان بعد وجوده لأنه مع علته واجب الوجود ويقال عنه كان ممكنا فهل يجب اكرامه

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo