< قائمة الدروس

الأستاذ السید المکي

بحث الأصول

36/07/25

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: الأصول \ الواجب الكفائي

وأما النظرية الثانية: وهي رجوع الواجب الكفائي الى الواجب المجموعي والذي يحقق الخصائص الثلاث المتقدمة فإن أريد من المجموع أنه خطاب عام ولو نفذه فرد كما لو لحظ الآمر عشرين شخصا وقال دحرجوا هذا الحجر أي المسؤلية في عهدتكم ففيه انه ليس خطابا مجموعيا إذ ليس المراد إجتماع العشرين ليدحرجوا الحجر لكفاية صدوره من واحد فهذا تكليف إستغراقي مع قرينة بجواز ترك الآخرين هذا مضافا الى أن بعض الواجبات الكفائية لا تتحمل التكرار ولا المجموعية كصلاة الميت ودفنه وإن أريد به إنشاء وحدة إعتبارية من المجموع ويصدر التكليف لهذه الوحدة كما يقال في الركوع والسجود والقراءة والتسليم الخ حيث يجعل المولى منها عنوانا واحدا إعتباريا إسمه الصلاة ويطلب منك التحرك نحو هذا العنوان وههنا يمكن أن ينتزع عنوان أحد هؤلاء ثم يوجه التكليف له وفي ما ذكر إشكال واضح بأن الصلاة كعنوان نتحرك نحو أجزائها المجموعية بينما عنوان أحدهم لا يحرك نحو الجميع بل هو عبارة عن خطاب جميعي بل هذا العنوان كعنوان ليس له ذمة ليكون له إمتثال وعصيان .
أما النظرية الثالثة: وهي إرجاع الواجب الكفائي الى وجوب جميعي على نحو البدل كما في النظير مثل اكرم عالما إذ فيها إطلاق بدلي ويمكن أن نتساءل هنا أن هذا تقييد بالفعل الأول وهو مخالف لظاهر الدليل الإثباتي إذ نسبته للجميع على حد سواء وإن قُصِد بذلك انه مقيد بالوحدة على نحو البدل كما في " عالما " وكما قلنا في الوجوب التخييري قلنا انه يعقل هناك التحرك نحو احد الفعلين ولكن لا يعقل التحريك نحو احد الإنسانين لأن الهدف من الواجب الكفائي إشغال ذمة وعنوان احدهما بما هو عنوان لا ذمة له وإن قُصِد بالعنوان ما هو مشير الى الخارج فيشمل الإثنين معا فعاد الى الإستغراب وإن قصد من الواحد المردد فقد عرفت فلسفيا ان لا وجود للمردد .
وأما النظرية الرابعة : وهي إرجاع الواجب الكفائي إلى الفعل بحيث لو أمكن صدور الفعل دون المكلف لقبله المولى ولكن لإنعدام تحقيق الرغبة إلا بالإنسان فقد كُلِّفَ بذلك ولكن الشهيد الصدر إعترض على النظرية هذه بدعوى الإستحالة إذ لا يتصور باعث بلا مبعوث ويستحيل إشغال امر بغير عهدة وإن قبل في عالم المبادئ كمن يشتاق لشفاء ما بغض النظر عن صدوره من أحد وما ذكره الشهيد يلاحظ عليه : أنه ليس مسلما ما ذكره في مطلق الواجب الكفائي فقد يلحظ في بعض الأحكام النتيجة كما في الدفن بل في المرض لكن هناك أحكام خاصة كالعبادات الكفائية وما يتعلق بالجماعة حتى في مثل الصدقة فالمولى قد يريد غنى الفقير ويريد الحافز للكرم من الفرد.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo