< قائمة الدروس

الأستاذ السید المکي

بحث الأصول

37/03/03

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: الأصول \ المفاهيم

امام ما ذكرنا من المنبهات لبطلان دلالة الجملة الشرطية على المفهوم بالوضع حيث قلنا أن الوضع لا يفيد سوى المدلول التصوري لربط شيء بشيء او لتوقف شيء على شيء مما حدى بالأصوليين لإثبات اوسع من ذلك كالعلية والإنحصار بطرق أخرى منها ما ذكره الميرزا النائني حيث قال انا نثبت العلية والإنحصار في الشرط بغير الوضع وهو تمسك بأصالة التطابق بين المدلول التصوري والمدلول التصديقي حيث ان الجملة الشرطية تفيد الترتب بالوضع وبأصالة التطابق بين التصور وبين التصديق نثبت العلية إذ لا ترتب إلا كذلك وأما الإنحصار فبالإطلاق إذ لو كان للمجيء عدل آخر لذكره فبالإطلاق نثبت الإنحصار وفيه أن ما ذكره لا يثبت سوى الترتب ولا يثبت العلية ولذا ورد في الجمل ما لا علية فيه كقولنا إذا جاء الطالب بدء المدرس فما ذكره لا يثبت إلا التطابق في الترتب ومن هنا غدى المشهور امام مشكلة إذ لم يشعر عرفا عند ورود جملتين بشرطين كمجيء زيد وكنجاح زيد في أن إحداهما او كلاهما من المجاز ومن هنا ولدت نظريات أخرى .
اما على مسلك الشهيد الذي أفاد ان الوضع لا يفيد سوى النسبة التوقفية بين الجزاء وبين الشرط دون العلية والإنحصار وبما ان كلامه لا يثبت المفهوم لأنه الموقوف هو شخص الجزاء عدل الى تتميم نظريته فشرط للمفهوم مضافا للوضع أمرين إثنين
أ- إجراء الإطلاق في الجزاء لإثبات أن المعلق هو طبيعي الحكم ومع ورود عدل آخر للمجيء مثلا فإنه يهدم الإطلاق ولا يهدم النسبة التوقفية إذ يبقى الإكرام موقوفا على المجيء وإنما يقيد الإكرام بعدل آخر وتوقف آخر .
ب- إجراء الإطلاق الأحوالي وبيانه بتحويل الجملة الشرطية الى إسمية لتغدو " وجوب إكرامه موقوف على مجيئه إذ لا مانع من تقييد المجيئ كما في كل إسم بقولنا مثلا عند مجيئه إذا كان صحيحا ولا يلزم المجاز في الجملة الأولى وإستعمال اللفظ في غير ما وضع له كما في كل إطلاق وتقييد وتبقى النسبة التوقفية موجودة أما على مسلك العلية والإنحصار المشكلة قائمة هذا وقد ذكر الشهيد فارقا بين الجملة الخبرية والجملة الإنشائية قائلا ان الجملة الخبرية " مات زيد " تحكي عن واقعة واحدة فهي نسبة ناقصة واما الجملة الإنشائية التي لا تحكي عن الخارج وإنما موطنها الذهن فهي نسبة تامة وما ذكره الشهيد يلاحظ عليه ان الجملة الخبرية كما يمكن تصورها موت زيد في الذهن كنسبة إندماجية يمكن تصورها مات زيد او زيد مات فما فرقه قده لا دليل عليه فتأمل .
تنبيه1: لو تعدد الشرط في الجمل الشرطية وإتحد الجزاء فالذي تتضيق سعته هو المنطوق ويقابله التوسعة في المفهوم لأن إنتفاء الإكرام كان لعلة واحدة هي المجيء فغدى الإنتفاء للمجيء وللنجاح وهذا لا إشكال فيه وإنما الكلام في عكس ذلك أي إذا إتحد الشرط وتعدد الجزاء كما لو قلنا إذا جاء زيد فصلي ركعتين وقلنا إذا جاء زيد فصم شهرين فما هو المنفي ههنا .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo