< قائمة الدروس

درس فلسفة الأصول - الأستاذ رشاد

35/01/16

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع: نظريّة عدم إنحلال الخطابات القانونية ـ مقترحاتنا في تحسين تقرير النّظريّة وتنسيقها في قوالبها القشيبة / 23
وأمّا البحث عن الأُفروضات الأسُس الأربع لنظريّة الخطاب، وهي تعدّ کالمبادئ التصديقيّة لنظريّة الخطاب ونظريّة الحکم الشّرعيّين؛ وهي کالآتي:
الأساس الأوّل: أنّ کلَّ خطابٍ هو «رسالة» صدرت عن مبدأ مرسِل تتوجّه إلی مقصد مرسَلٍ إليه.
الأساس الثّاني: أنّ کلَّ خطاب رسالي هو ظاهرةٌ تمتلک خمسةَ أطراف، ويترتّب ويتوکّأُ عليها في مسيرتها من المبدأ إلی المقصد ؛ وهي تُعدّ کمکوِّنات لماهيّة الخطاب و هويّته؛ وهي کما يأتي:
الأوّل: « مخاطِب الخطاب » ( وهو مصدر الخطاب وجاعلُ الحکم).
الثّاني: « مخاطَب الخطاب » ( وهو متلقّی الخطاب والمکلَّف بالحکم).
الثّالث: « وسائطُ الخطاب » ( وهي طرائق إبلاغ الخطاب ووسائلُ إيصال الحکم).
الرّابع: « متعلَّق الخطاب » ( وهو مايتعلّق به الخطاب بالمعنی الأعمّ، من أنواع الخبر و الإنشاء وأصنافِهما).
الخامس: « مـادّة الخطاب » ( وهي مضمون الخطاب ومحتواه).
الأساس الثّالث: أنّ لکلّ طرف من الأطراف الخمسة، عديد من الخصائص والخصائل، سنبحث عنها آنفاً، فلتترصّد.
الأساس الرّابع: أنّ لکلّ خصلة وخصيصة من خصائل وخصائص کلٍّ من الأطراف ـ کما ألمحنا إليه آنفاً ـ دور فعّال في تکوُّن الشّؤون الأربعة للحکم والخطاب، وهي «إنشاء» الحکم وتصدير الخطاب، و«إحرازُ» الحکم وتيسيرُ الخطاب، و«إبرازُ» الحکم وتفسير الخطاب، و «إجراءُ» الحکم وتطبيقُ الخطاب. فينبغي إستخراج خصائل أرکانِ الخطابات الدّينيّة وخصائصِها، وإصطيادُ أدوار هذه الخصائل والخصائص في کلّ من الشّؤون الأربعة علی حِـدةٍ، ثم تنسيقُها کنسق معرفيّ منسجم، وإلقائه بمثابة «نظريّة الخطاب الشّرعي».
ولايخفی عليک وأنت اللبيب: أنّ نطاق نظريّة الخطاب الشّرعي موسَّع ومعطياتِها کثيرة جدّاً، حيث أنّة يعمّ کلّ المسائل المرتبطة بالعنوان، بل يبدو أن يعود کنسق معرفيّ شامل يتّضح في ضوئه أهمّ المباحث الأصوليّة والفقهيّة؛ بل يمکن تنسيق مسائل علم الأصول کلِّها وفقَه.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo