< قائمة الدروس

درس فلسفة الأصول - الأستاذ رشاد

35/01/23

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع: نظريّة الخطابات القانونية ـ مقترحاتنا في تحسين تقرير النّظريّة وتنسيقها في قوالبها القشيبة / 26
الثّالث: البحث عن خصائل وسائط الخطاب وخصائصِها، و نسميه بالمبدأ المعرِفيّ:
نبيّن مؤلّفات هذا المبدأ من خلال جهات ونکات مختلفة وهي کالآتي:
9. مصدر الحکمة و المعرفة کلِّها هو حضرة الرّبّ الحکيم العليم فحسب.
10. تتمّ عملية الترابط المعرفيّ بين العبد و ربّه عَبر نافذة الدّوالّ و الدّلائل و من خلال الطّرق المختلفة ؛ فتصل المعارف و الأحکام بتنزّلها من «الحضرة العُلويّة الإلهيّة»، بعد مسيرة کلّ من الدوالّ و الدّلائل مجراه المناسب له حسَب المورد، إلی «السّاحة السُفليّة البشريّة»، فتشکّل کلّ منها نسقاً حکميّاً ومعرفيّاً منسجماً علی حدة رغم إنسجام کلّ من النُّسُق مع غيره لوحدة مبدأ کلّها.
11. بعض تلک الدوالّ و الدّلائل أنفسي باطني، كالفطرة و العقل و الشهود؛ بينما أنّ بعضها الآخر آفاقيّ ظاهري، كالوحي النبويّ و السنّة القوليّة و السنّة الفعليّة للمعصومين(ع).
12. کلّ من النسقات الحکميّة الحاصلة عن کلّ من هذه، تنقسم إلی قسمين رئيسيّين: النظري (وهو يشتمل علی فرعين: وهما العقائد والعلوم) والعمليّ (وهو أيضاً يشتمل علی فرعين آخرين: وهما الشّريعة والشميمة).
ويمكن تشبيه هذه العمليّةِ ومراحلِها المختلفة، و طرق نزول و وصول الشريعة و الحِكمة من الحضرة الإلهية إلى السّاحة البشريّة، بالشّکل التّالي:

والغرض من إلقاء هذا «النموذر البياني» هو مجرّد الإشارة إلى أنواع الخطابات الإلهيّة و تنوّع وسائط و مسالک إيصال الشريعة و الحكمة من لدن البارئ (عزّ وجلّ) إلى البريّة جمعاء، و الدّور المتوازي لکل من الشريعة و الحکمة. لكن لا بدّ من بحث العديد من الجهات و النقاط في باب أدلّة و مدرکات الشّريعة و الحكمة، و قد ذكرنا بعضاً منها في فصول كتاب منطق فهم الدّين، فليراجع الطالب هناک، بينما تركنا البعض الآخر إلى فرصة أخرى مناسبة.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo