< قائمة الدروس

درس فلسفة الأصول - الأستاذ رشاد

36/05/04

بسم الله الرحمن الرحیم



موضوع: الجهة الخامسة: في جواز استعمال اللفظ فى اكثر من معنى في استعمال واحد، وعدمه.
هناک نکات مختلفة ينبغي التفطّن لها والالماح اليها قبل الخوض في البحث:
فمنها: انّ محلّ النزاع هناک هو مقام الاستعمال والتلقّي، بعد ان کان محطّ البحث عن الاشتراک هو مقام الوضع والتمعني فحسب.
ومنها: انّه لايختصّ هذا البحث بالمشترک اللفظي فقطّ، بل هو يفترَض: تارةً بارادة اكثر من معنى حقيقي للفظ واحد؛ و اخري بارادة المعنى الحقيقي والمجازي له معاً؛ وثالثةً بارادة المجازيين او اکثر؛ ورابعة بارادة معنيين او اکثر، من لفظ واحد في لغات مختلفة.
ومنها: انّه ليس موضوع البحث ومحلّ الخلاف هو المتعدّد الّذي اُعتُبر واحداً فاستعمل اللفظ فيه، کلفظة «القوم» و«الامّة»؛ ولا ما اذا کان کلّ من المعاني موضوعاً مستقلاً للحکم عليه بالنفي او الاثبات، کما ذکر المحقّق الرّشتي(قدّه) بانّ لفظة العشرة الموضوعة لمعني واحد والمستعملة في معني واحد، اذا وقعت موضوعة لاحکام متعدّدة مثلاً، کما قيل: هؤلاء العشرة علماء ...؛ لانه ايضاً ليس من استعمال لفظ واحد في معان متعددة، بل توجد هناک احکام متکثّرة لتلک العلماء. بل المحطّ ـ کما قال المحقّق الخراساني(قدّه) ـ هو «جواز استعمال اللفظ، في أكثر من معنى، على سبيل الانفراد والاستقلال؛ بأن يراد منه كلّ واحد، كما اذا لم يستعمل الّا فيه».
ومنها: انّ الکلام يقع تارةً في امكانه عقلاً وثبوتاً، و أخرى في جوازه وضعاً واثباتاً، و ثالثة في وقوعه خارجاً. فيجب تنسيق البحث في تلکم المراحل؛ والعمدة في المقام هو البحث عن إمكانه ذاتاً و عقلاً، و إلاّ فمع فرض عدم الامكان عقلاً، لم يبق مجال للنزاع فيه وضعا و وقوعا، و على فرض إمكانه عقلاً وثبوتاً، لا مانع من جوازه وضعاً وعقلائيا.
ومنها: انّه نظراً الي نطاق البحث، وهو مقام استخدام اللفظ للتفهيم والتفهّم، يکون الاجود هو تحليل ماهية «الاستعمال» و«التلقّي»، ثمّ دراسة الامکان والجواز اوعدمهما . فيترتّب المختار هنا علي المختار هنالک.
فالبحث يتبين من خلال البحوث الآتية :
الاوّل: ماهو معني الاستعمال والتفهيم وحقيقة الدلالة والتفهّم ؟(هناک امور مختلفة ينبغي الانتباه بها ومنها: 1. في مبحث دلالة اللفظية ثلاثة مقامات: التمعني، والتفهيم، والتفهّم. 2. کلّ مقام ليس يتابع اثر مقام قبله طابق النعل بالنعل، لانّه ليست المقامات تکوينية صرفة، ولانّها ليست بسيطة، بل هناک دخائل کثيرة، ـ وهي: تارةً انفسية واخري آفاقية، وثالثةً معلومة ورابعةً غيرمعلومة، وخامسةً ارادية وسادسةً غيرارادية، وما الي ذلک من الاقسام ـ تتدخَّل في تکوّن کلّ من التمعني، والتفهيم، والتفهّم. 3. سنشير الي بعض الدخائل في مقامَي التفهيم والتفهّم، وان شئت فقل: في ايجاد التّصوّر او القاء التّصديق.
والثاني: بيان الآراء في مقام الثبوت والامکان العقلي وتقويم ادلتها، وبيان الآراء في مقام الاثبات والجواز العقلائي وتقويم ادلتها. والالماح الي مقام الوقوع من خلال البحث عن الآراء في المقامين.
والثالث: تقرير المختار في کلّ من المقامين.
والرّابع: بيان ثمرات البحث علي المختار.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo