العنوان: شرطية الايمان في النكاح

 ان قلت: النصوص الثابتة في المقام طائفتان:

احديها: تدل علي جواز المناكحة مع المخالف مطلقا .

و ثانيها: تدل علي المنع عن تزويج المؤمنة مع المخالف .

 و النسبة بينهما عموم المطلق و ثبت في الاصول في مثل المفروض حمل المطلق علي المقيد و العام علي الخاص و نتيجته هو الحكم بجواز تزويج الرجل المؤمن مع مرأة غير المؤمنة و المنع عن تزويج المؤمنة مع المخالف المسلم.

 فلابد من التفصيل بين المؤمن و المخالفة و الحكم بجواز النكاح، و بين المؤمنة مع المخالف فلايجوز كما هو مختار جمع من علمائنا منهم صاحب جامع المقاصد ج12 ص131 نصه:‹‹ و الاصح اشتراز الايمان في تزويج المؤمنة... ص136: ‹‹ قد قدمنا أن الكفاءة منحصرة في الايمان إذا كانت الزوجة مؤمنة، و إن كانت مسلمة اكتفي بالإسلام، و لا يعتبر أمر آخر سوى ذلك‌ ...››.

 قلت اولا: لايمكن في المفروض هذا الحمل اذ من المطلقات صحيحة ابن سنان المذكورة آنفا و هي غير قابلة لذات الحمل اذ من المستبعد جداً حمل خصوص كلمة ( مناكحة ) علي ذلك دون كلمة (مواريثة) و كلمة (دم) مع وحدة سياقها.

 و ثانيا: ينافي ذاك الحمل قول الامام ابي جعفر عليه السلام حيث قال في خبر هشام المصدر باب 26 من ابواب مقدمات النكاح ح3::‹‹ أَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُكُمْ وَ لَا تَتَكَافَأُ فُرُوجُكُمْ ››.‌

اقول: الاقرب الاظهر هو عدم اشتراط الايمان و كفاية الاسلام.

 نعم لو كان النكاح موجبا للخروج عن الايمان فلايجوز سواء كان الخروج من ناحية المؤمنة كما هو الغالب او المؤمن كما هو النادر.

 و قد علم ان الناصب و الغالي ليسا من المسلمين في الدنيا ايضا فلا يجوز النكاح معهما مطلقا لا للمؤمن و لامؤمنة و لو لم يكن النكاح موجباً للخروج عن الايمان.

 و تقدم في مبحث الرضاع ايضا النهي عن استرضاع الناصبية و انه رومي.

 ِوسائل ج21 ص466 باب 77 من ابواب احكام الاولاد ح1:‹‹ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ قَالَ لِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ع رَضَاعُ الْيَهُودِيَّةِ وَ النَّصْرَانِيَّةِ خَيْرٌ مِنْ رَضَاعِ النَّاصِبِيَّة››.

تتميم:

1- لا يبعد القول بعدم جواز نكاح المؤمنة مع المخالف و لو لم يكن موجبا لتغيير المذهب لو كان الزواج موجبا لتكثير المخالفين و تقليل الشيعة كما هو المبان و الثابت في الايران.

 بل لايبعد لزوم تعدد الزوجات و لو متعة علي من تمكن من الشيعة للتقابل مع المخالفين.

معجم رجال الحديث ج13 ص338 : ‹‹ وعدّة- فضيل ممن اجمعت العصابة علي تصديقهم ››.

 و ص337:‹‹ قال: كان أبو جعفر ع إذا دخل عليه الفضيل بن يسار، يقول: بخ بخ بشر المخبتين، مرحبا بمن تأنس به الأرض... قال: حدثني غاسل الفضيل بن يسار، قال: إني لأغسل الفضيل بن يسار، و إن يده لتسبقني إلى عورته، فخبرت بذلك أبا عبد الله ع، فقال لي: رحم الله الفضيل بن يسار و هو منا أهل البيت››.