< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ حسن الرميتي

بحث الفقه

36/05/06

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع : فقه الصَّلاة / في لباس المصلَّي /

رآه أحد صلّى جالساً)[1]، ولكنَّهما ضعيفان بالإرسال .
ويشهد له أيضاً حسنة ابن مسكان أو صحيحة عن أبي جعفر (عليه السلام) (في رجلٍ عريانٍ ليس معه ثوبٌ، قال : إذا كان بحيثُ لا يراه أحدٌ ليصل قائماً)[2].
هذا، وقد شكَّك جماعة منا الأعلام في رواية ابن مسكان عن الإمام الباقر (عليه السلام) مباشرة، قال في الجواهر : (وإن كان في روايته عنه بلا واسطة غرابة)[3]، وفي المستمسك للسيد الحكيم (رحمه الله) (فإنَّ المذكور في ترجمته أنّه قليل الرواية عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وأنّه من أصحاب الكاظم (عليه السلام)، بل عن يونس أنَّه لم يسمع عن أبي عبد الله (عليه السلام) إلَّا حديث من أدرك المشعر فقد أدرك الحجّ، ومرسله كان عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله (عليه السلام)، فالموثوق به أنّه مرسل عن أبي جعفر (عليه السلام) ... ) .
أقول : هذا الإشكال في غير محلِّه، بل الرّواية صحيحة .
أمَّا ما حكي عن يونس - من أنَّ ابن مسكان لم يسمع عن أبي عبد الله (عليه السلام) إلَّا رواية واحدة - : فهذه الحكاية قد وردت في كتاب اختيار معرفة الرجال، حيث حكى الكشّي عن أبي النضر محمّد بن مسعود العياشي عن محمّد بن نصير عن محمّد بن عيسى عن يونس (أن عبد الله بن مسكان لم يروِ ... ).
وفيه : أنَّ هذه الحكاية لا يمكن الاعتماد عليها، لأنّ محمّد بن نصير الذي روى عنه العياشي إن كان هو النميريّ كما لعلَّه الأقرب فهو مذموم جدّاً، وإن كان ابن نصير الكشّي الذي هو شيخ الكشّي فهو وإن كان ثقةً إلّا أنّ احتماله بعيد، لكثرة رواية العياشي عن الأوّل، ومع التسليم باحتمال التساوي بينهما فلا ينفع أيضاً لتردّده بين الثقة وغيره، فتسقط حكاية الكشّي عن الاستدلال .
وأمَّا قول النجاشي في رجاله (قيل : إنّه - أي ابن مسكان - روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) وليس بثبت)[4] : فهو في غير محلّه أيضاً، فإنّ روايات ابن مسكان عن الإمام الصادق (عليه السلام) كثيرة، وقد ذكر المامقاني (رحمه الله) في تنقيح المقال، والأردبيلي (رحمه الله) في جامع الرواة، شطراً وافياً من رواياته عن الإمام الصّادق (عليه السلام)، فراجع .
وأمَّا روايته عن الإمام الباقر (عليه السلام) : فليست غريبة، لأنَّ الإمام الباقر (عليه السلام) توفي سنة أربع عشرة ومائة للهجرة، وكانت وفاة ابن مسكان قبل حادثة الإمام الكاظم (عليه السلام)، أي قبل أخذه (عليه السلام) من المدينة إلى السّجن، ومن المعروف أنّ شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام) كانت سنة ثلاثة وثمانين ومائة للهجرة .
وعليه، فتكون روايتُه عن الإمام الباقر (عليه السلام) مباشرة قريبةً جدّاً .
والخلاصة : أنّه لا إشكال في سند الرّواية .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo