< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ حسن الرميتي

بحث الأصول

37/04/15

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع : حجية خبر الواحد بالأخبار

الطائفة الثالثة: الأخبار الآمرة بالرجوع إلى ثقات الرواة وعدم جواز التشكيك في رواياتهم، منها رواية أحمد بن إبراهيم المراغي قال: ورد على القاسم بن العلاء وذكر توقيعاً شريفاً يقول فيه: (فإنه لا عذر لإحد من موالينا في التشكيك فيما يرويه عنّا ثقاتنا قد عرفوا بأنّا نفاوضهم سرّنا ونحملّهم إيّاه إليهم)[1] ، ولكنّها ضعيفة بعدم وثاقة كل من علي بن محمد بن قتيبة وأحمد بن إبراهيم المراغي.

ومنها رواية إسحاق بن يعقوب قال: سألت محمد بن عثمان العمري أن يوصل لي كتاباً قد سألت فيه عن مسائل أشكلت عليّ فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان (ع):(أمّا ما سألت عنه أرشدك الله وثبّتك – إلى أن قال ...وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله)[2] ، وهي ضعيفة أيضاً بعدم وثاقة محمد بن محمد بن عصام وجهالة إسحاق بن يعقوب، ورواه الشيخ في كتاب الغيبة ولكنه ضعيف أيضاً بجهالة إسحاق، ولكنه لا يخلو من إجمال في المراد إذ الرجوع إليهم هل هو في حكم الحوادث ليدل على حجّية الفتوى أو حسمها ليدل على نفوذ القضاء، أضف إلى ذلك، إذا كان المراد من الرواة هم الفقهاء فتكون خارجة عن محل الكلام وتدل حينئذٍ على حجّية الفتوى أو حكم الحاكم ولا تدل على حجّية خبر الواحد.

الطائفة الرابعة: الأخبار الآمرة بضبط الروايات وحفظها والعمل بما في كتب الروايات، منها صحيحة أبي هاشم الجعفري، قال:(عرضت على أبي محمد العسكري (ع) كتاب يوم وليلة ليونس. فقال لي: تصنيف من هذا قلت: تصنيف يونس مولى آل يقطين فقال: أعطاه الله بكل حرف نوراً يوم القيامة)[3] .

ومنها موثقة ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله (ع) أن رسول الله (ص) خطب الناس في مسجد الخيف، فقال:( نّضر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلّغها من لم يسمعها فربّ حامل فقهٍ غير فقيه وربّ حامل فقهٍ إلى من هو أفقه منه )[4] . ومنها رواية محمد الكناسي عمّن رفعه إلى أبي عبد الله (ع) في قول الله عز وجلّ: ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب )، قال: ( هؤلاء قوم من شيعتنا ضعفاء ليس عندهم ما يتحملّون به إلينا فيسمعون حديثنا ويقتبسون من علمنا فيرحل قوم فوقهم وينفقون أموالهم ويتعبون أبدانهم حتى يدخلوا علينا فيسمعون حديثنا فينقلون إليهم فيعيه هؤلاء ويضيعه هؤلاء فأولئك الذين يجعل الله لهم مخرجاً ويرزقهم من حيث لا يحتسبون )[5] ، وهي ضعيفة بالإرسال وبالرفع وجهالة محمد الكناسي، وفيها دلالة على جواز العمل بقول الثقة وان كان المخبر ممّن يضيعه ولا يعمل به.

ومنها رواية داود بن سليمان عن الرضا(ع) عن آبائه (ع) عن النبي (ص) قال:(من حفظ على أمتي أربعين حديثاً ينتفعون بها بعثه الله يوم القيامة فقيهاً عالماً)[6] . وهذه الرواية وان كانت ضعيفة السند إلاّ أن الروايات الواردة بهذا المضمون متواترة فلسنا بحاجة للبحث حول السند. قال الشيخ البهائي في أوّل أربعينه:(ان دلالة هذا الخبر على حجّية خبر الواحد لا تقصر عن دلالة آية النفر)[7] .انتهى

ومنها رواية عبد الله الكوفي خادم الشيخ الحسين بن روح عن الحسين بن روح عن أبي محمد الحسن بن علي (ع): أنه سُئل عن كتب بني فضال فقال:(خذوا بما رووا وذروا ما رأوا)[8] ،وهي ضعيفة بجهالة عبد الله الكوفي خادم الحسين بن روح، وكذا غيرها من الروايات الكثيرة.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo