< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ حسن الرميتي

بحث الرجال

37/04/10

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: الحسين بن أحمد المنقري

أمّا الحسين بن أحمد المنقري، فقال النجاشي في ترجمته: (الحسين بن أحمد المنقري التميمي أبو عبد الله، روى عن أبي عبد الله (ع) رواية شاذة لم تثبت وكان ضعيفاً ذكر ذلك أصحابنا رحمهم الله. روى عن داود الرقي وأكثر له كتب...ألخ)[1] ، وعدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الباقر (ع) ومن أصحاب الكاظم (ع) قائلاً: (أنه ضعيف...ألخ)، وذكره البرقي في رجاله ولم يذكر في حقه شيئاً.

أقول ذهب بعض الأعلام أن التضعيف راجع إلى العقيدة بدليل أن النجاشي وصفه بقوله روى عن داود الرقي وأكثر. وقد قال في حق داود ضعيف جدّاً والغلاة تروي عنه، فيمكن أن يكون هو أحد الغلاة الذين رووا عن داود. ويرد عليه أنه لو سلّمنا أنه أحد الغلاة إلاّ أن هذا لا يلازم أن التضعيف راجع إلى العقيدة، إذ المتبادر من معنى التضعيف هو الضعف في الرواية لا في العقيدة فإنه يحتاج إلى قرينة إذ المتعارف في التعبير عن كونه ضعيفاً في المذهب هو القول بإنه فاسد العقيدة.

يبقى أن الرجل واقع في تفسير علي بن إبراهيم، ولكنك عرفت أن التوثيق راجع إلى مشايخه المباشرين دون غيرهم بل حتى لو قلنا انه مشمول بالتوثيق العام إلا أن الجرح مقدم عليه كما لا يخفى. والخلاصة أنه ضعيف وقد روي عنه ابن أبي عمير ومن جملة ما روي عنه هو ما رواه الحسين بن أحمد المنقري عن خاله، قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: (من أكل طعاماً لم يدع إليه فإنه أكل قصعة من النار)[2] .

وأمّا عبد الله بن القاسم فهو مشترك بين ثلاثة أشخاص: عبد الله بن القاسم الجعفري ولم يرد في حقه شيء، وعبد الله بن القاسم الحارثي ذكره النجاشي وقال عنه: (ضعيف غال كان صحب معاوية بن عمار ثم خلط وفارقه)[3] ، وعبد الله بن القاسم الحضرمي وقد ضعفه النجاشي، وقال عنه: (المعروف بالبطل كذّاب غال يروي عن الغلاة لا خير فيه ولا يعتد بروايته). وعنونه الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم (ع) قائلاً: (عبد الله بن القاسم الحضرمي واقفي...ألخ).

وقال ابن الغضائري: (عبد الله بن القاسم الحضرمي كوفي ضعيف أيضاً غالٍ متهافت ولا يرتفع به...ألخ)[4] . أقول روى الشيخ الصدوق في الفقيه عن محمد بن أبي عمير عن عبد الله بن القاسم عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن جدّه عن عليّ (ع) قال: (كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو فإن موسى بن عمران (ع) خرج يقتبس لإهله ناراُ فكلّمه الله عزوجل فرجع نبيّاًّ وخرجت ملكة سبأ فأسلمت مع سليمان (ع) وخرج سحرة فرعون يطلبون العزّ لفرعون فرجعوا مؤمنين)[5] .

والخلاصة: أن الرجل ضعيف وأمّا حمل الضعف على الضعف في العقيدة فهو بعيد جدّاً لا سيّما قول النجاشي عنه أنه كذّاب وقد عرفت ان هذه الكلمة إذا اطلقت تحمل على الكذب في الحديث بل هي ظاهرة بلا حاجة للحمل.

وأمّا علي بن حديد، قال النجاشي: (علي بن حديد بن حكيم المدائني الأزدي روى عن أبي الحسن موسى (ع) له كتاب...ألخ). وعدّه الشيخ في رجاله تارة من أصحاب الرضا (ع) قائلاً: (علي بن حديد ابن حكيم كوفي مولى الأزد، وكان منزله ومنشأه بالمدائن وأخرى من أصحاب الجواد (ع) ...ألخ)[6] . وقال الكشي في ترجمته قال نصر بن الصباح: (علي بن حديد بن حكيم فطحي من أهل الكوفة وكان أدرك الرضا(ع)...الخ)[7] ، وقد ضعّفه الشيخ في التهذيب والإستبصار، قال في التهذيب: (فأوّل خبر زرارة فالطريق إليه علي بن حديد وهو مضعف جداً لا يعوّل على ما يتفرّد)[8] .

وقال في الإستبصار: (فأوّل ما في هذا الخبر أنه مرسل وراويه ضعيف وهو علي بن حديد وهذا يضعف الإحتجاج بخبره)[9] ، وقال في موضع آخر من الإستبصار: (وهو ضعيف جدّاً لا يعوّل على ما ينفرد بنقله)[10] .

وأما ما يدل على وثاقته أو مدحه، فعدّة أمور: الأول أنه واقع في إسناد كامل الزيارات. الثاني أنه موجود في تفسير علي بن إبراهيم. والجواب عنهما ما تقدم في أكثر من مناسبة من أن التوثيق راجع إلى مشايخهما المباشرين فلا ينفع وجوده فيهما إذا لم يكن من مشايخهما. الثالث روى عنه المشايخ الثقات كابن أبي عمير. وفيه أنه لم يثبت ان ابن أبي عمير أنه لا يروي ولا يرسل إلاّ عن ثقة. الرابع قال الكشي (ره) في ترجمة هشام بن الحكم: (علي بن أحمد بن محمد عن أبي علي بن راشد عن أبي جعفر الثاني (ع)، قال: قلت: جعلت فداك قد اختلف أصحابنا فأصلي خلف أصحاب هشام بن الحكم قال: عليك بعلي بن حديد، قلت: فأخذ بقوله، قال: نعم. فلقيت علي بن حديد، قلت له: نصلي خلف أصحاب هشام بن الحكم قال: لا)[11] .

وهذه الرواية وان كانت دالة على جلالة علي بن حديد وبالتالي فهو مدح له جدّاً إلاّ أنها ضعيفة بعلي بن محمد ابن قتيبة. وقال الكشي أيضاً في ترجمة يونس بن عبد الرحمان: آدم بن محمد القلانسي البلخي، قال: (حدثني علي بن محمد القمّي، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى القمّي عن يعقوب بن يزيد عن أبيه يزيد بن حماد عن أبي الحسن (ع)، قال: قلت له: أصلي خلف من لا أعرف. فقال: لا تصلي إلا خلف من تثق بدينه. فقلت له: أصلي خلف يونس وأصحابه. فقال: يأبى ذلك عليكم علي بن حديد. قلت: آخذ بذلك في قوله. قال: نعم. قال: فسألت علي بن حديد عن ذلك. فقال: لا تصل خلفه ولا خلف أصحابه)[12] .

وهي في الدلالة على جلالته ومكانته إلا أنها ضعيفة أيضاً بآدم بن محمد القلانسي وعلي بن محمد القّمي. وروى الشيخ الكليني عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد وأحمد بن محمد جميعاً عن علي بن مهزيار عن علي بن حديد. قال: كنت مقيماً بالمدينة في شهر رمضان سنة ثلاث عشرة ومائتين فلما قرب الفطر كتبت إلى أبي جعفر (ع) أسأله عن الخروج في عمرة شهر رمضان أفضل أو أقيم حتى ينقضي الشهر وأتم صومي. فكتب إليّ كتاباً قرأته بخطه. سألت رحمك الله عن أي العمرة أفضل عمرة شهر رمضان أفضل يرحمك الله)[13] . وهذه الرواية وان كان فيها مدح إلاّ أنه نفسه راويها فلا يفيد شيئاً. والخلاصة إلى هنا أن الرجل ضعيف فلا يعوّل على روايته.

وأمّا عمرو بن جميع


[2] الكافي، ج5، كتاب المعيشة، باب5، ح5.
[12] رجال الكشي، ص٢٣٧، ح٢.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo