< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الأصول

37/06/14

بسم الله الرحمن الرحيم

وأما محمد بن اسماعيل الزعفراني: أبو عبد الله قال:(في حقّه النجاشي ثقة عين روى عن الثقات ورووا عنه ولقي أصحاب أبي عبد الله (ع)...ألخ). وهذه العبارة الواردة في حقه مثل العبارة الواردة في حق جعفر بن بشير والكلام هو الكلام فلا حاجة للإعادة.

وأمّا أحمد بن محمد بن سليمان أبو غالب الزراري وكذا محمد بن أبي بكر بن همام بن سهيل الكاتب الإسكافي. فقد قيل في حقّه انه لا يروى إلا عن الثقات، واستدل لذلك بما ذكره النجاشي في حق جعفر بن محمد بن مالك بن عيسى بن سابور، حيث قال عن جعفر: (مولى اسماء بن خارجة بن حيص الفزاري كوفي أبو عبد الله كان ضعيفاً في الحديث. قال أحمد بن الحسين كان يضع الحديث وضعاً ويروي عن المجاهيل. وسمعت من قال كان أيضاً فاسد المذهب والرواية ولا أدري كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة أبو علي بن همام وشيخنا الجليل الثقة أبو غالب الزراري رحمهما وليس هذا موضع ذكره ...ألخ)[1] .

ومحل الشاهد هو تعجّبه من روايتهما عنه، وهذا يكشف عن أنهما لا يرويان إلاّ عن ثقة. ولكن الإنصاف ان هذه العبارة لا تدل على ذلك لأن التعجب انما كيف يرويان عن شخص فاسد المذهب والرواية ويضع الحديث مع ما هما عليه من الجلالة والرواية عن هكذا شخص بهذه الأوصاف تعدّ نقصاً وعيباً في الراوي فلا يستفاد من عبارته أنهما لا يرويان إلا عن ثقة. ثم أنه أقصى ما يمكن أن تدل عليه العبارة هو أنهما لا يرويان عن شخص معلوم الضعف والذم ولا تدل على عدم روايتهما عن مجهول الحال.

وأمّا أبو العباس أحمد بن علي أحمد النجاشي فقد ذكر جمع من الأعلام بل أغلبهم ان مشايخه ثقات ويظهر ذلك من خلال ترجمته لبعض الرواة. ونحن نذكر جملة ممّن ذكرهم النجاشي. أولاً: أحمد بن محمد بن عبيد الله بن الحسن بن عياش بن إبراهيم بن أيوب الجوهري أبو عبد الله. قال: وأمّه سُكينة بنت الحسين بن يوسف بن يعقوب بن اسماعيل بن اسحاق بنت أخي القاضي أبي عمر محمد بن يوسف كان سمع الحديث وأكثر واضطرب في آخر عمره، وكان جدّه وأبوه من وجوه أهل بغداد ايام آل حمّاد والقاضي ابي عمر إلى أن قال:رأيت هذا الشيخ وكان صديقاً لي ولوالدي وسمعت منه شيئاً كثيراً ورأيت شيوخنا يضعّفونه فلم أرو عنه شيئاً وتجنّبته، وكان من أهل العلم والأدب القوي وطيب الشعر وحسن الخط رحمه الله وسامحه ومات سنة إحدى وأربعماية). انتهى ويستفاد من هذا الكلام انه لا يروي إلاّ عن الثقة حيث علل عدم الرواية عنه بأن شيوخه يضّعفونه.

وثانياً: أبو الفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن البهلول قال في حقه النجاشي:(كان سافر في طلب العلم الحديث عمره. أصله كوفي وكان في أوّل أمره ثبتاً ثم خلط ورأيت جلّ أصحابنا يغمزونه له كتب إلى أن قال رأيت هذا الشيخ وسمعت منه كثيراً ثم توقفت عن الرواية عنه إلاّ بواسطة بيني وبينه)[2] . انتهى

وذكر المحدّث النوري بأن نقله عنه بالواسطة كان لمجرّد تورع واحتياط عن ابهامه بالرواية عن المتهمين. واحتمل بعض الأعلام ان استثناء ما ترويه الواسطة لإجل أنها كانت تروي عنه حال الإستقامة والثبت. وكان يعتمد على الواسطة بناءً على أن عدالة الواسطة تمنع عن الرواية عمّن ليس كذلك. ومهما يكن فإن كلام النجاشي واضح في عدم روايته عن الضعفاء، حيث أنه توقف عن الرواية عن هذا الشيخ لأن جلّ أصحابه كانوا يغمزونه.

وثالثاً: قال في ترجمة إسحاق بن الحسن بن بكران:(أبو الحسين العقرائي التمّار كثير السماع ضعيف في مذهبه رأيته بالكوفة وهو مجاور وكان يروي كتاب الكليني عنه وكان في هذا الوقت علواً فلم أسمع منه شيئاً له كتاب الرد على الغلاة وكتاب نفي السهو عن النّبي وكتاب عدد الإئمة (ع))[3] انتهى. ويفهم من هذا الكلام ان عدم الرواية عنه لكونه ضعيفاً في مذهبه.

ورابعاً: هبة الله بن أحمد بن محمد الكاتب المعروف بإبن بابن كرنيّة. قال: كان يذكر أن أمّه أم كلثوم بنت أبي جعفر محمد بن عثمان العمري سمع حديثاً كثيراً وكان يتعاطى الكلام ويحضر مجلس أبي الحسن ابن الشبيه العلوي الزيدي المذهب فعمل له كتاباً وذكر أن الإئمة ثلاثة عشر مع زيد بن علي بن الحسين. واحتج بحديثٍ في كتاب سُليم بن قيس الهلالي:(أن الإئمة اثنا عشر من ولد أمير المؤمنين (ع) له كتاب في الإمامة وكتاب في أخبار أبي عمرو وأبي جعفر العمريين رأيت أبا العباس ابن نوح قد عوّل عليه في الحكاية في كتاب أخبار الوكلاء. وكان هذا الرجل كثير الزيارات وآخر زيارة حضرها معنا يوم الغدير سنة أربعمائة بمشهد أمير المؤمنين (ع). انتهى

وعلّق المحدث النوري على هذا الكلام. قال:(ولم يعتمد عليه في كتابه ولا ادخله في طرقه إلى الأصول والكتب لمجرّد تأليفه الكتاب المذكور. قال السيد العلامة الطباطبائي بعدما نقل ما ذكرناه ويستفاد من ذلك كلّه غاية احتراز النجاشي وتجنّبه عن الضعفاء والمتهمين. ومنه يظهر اعتماده على جميع من روى عنه من المشايخ ووثوقه بهم وسلامة مذاهبهم ورواياتهم عن الضعف والغمز وأن ما قيل في أبي العباس ابن نوح من المذاهب الفاسدة في الأصول لا أصل له. وهذا أصل نافع في الباب يجب أن يحفظ ويلحظ)[4] . انتهى

وهو جيد نعم يبقى عندنا اشكال في استفادة عدم رواية النجاشي عن الضعفاء وأنه لا يروي إلا عن الثقة، وهو أن غاية ما يستفاد من تراجم أولئك المشايخ هو أنه لا يروي عن الضعفاء أي من ثبت ضعفه ولا تدل على أنه لا يروي عن مجهول الحال. وعليه فلا ملازمة بين عدم روايته عن الضعفاء وبين روايته عن الثقة فقط، ولكن الإنصاف أن هذا الإشكال غير وارد لأن مشايخه معرفون عنده فكيف يمكن فرض كون بعضهم مجهول الحال إلاّ إذا فرضت أن الراوي ليس شيخاً له. وبالجملة فإن العلاقة بين الأستاذ وتلميذه يستلزم عادة معرفة كل منهم بالآخر وعليه فكيف يكون شيخه مجهول الحال عنده.

ولعل أقوى ما يدل أنه لا يروي إلا عن الثقة هو ما قاله في ترجمة محمد بن أحمد بن الجنيد الأسكافي. قال:(وجه في أصحابنا ثقة جليل القدر صنّف فأكثر وأنا ذاكر لها بحسب الفهرست الذي ذاكرت فيه وسمعت بعض شيوخنا يذكر أنه كان عنده مال للصاحب (ع) وسيف أيضاً، وأنه وصّى به إلى جاريته فهلك ذلك. له كتاب تهذيب الشيعة لأحكام الشريعة ثم عدّد كتب هذا الكتاب وهي كثيرة جداً ثم قال في الأخير وسمعت شيوخنا الثقات يقولون عنه أنه كان يقول بالقياس وأخبرونا جميعاً بالإجازة لهم بجميع كتبه ومصنفاته)[5] . انتهى

ولكن الإنصاف أنه لا يستفاد من قوله. وسمعت شيوخنا الثقات ان كل مشايخه بل الظاهر منها بعض مشايخه أو أكثر مشايخه إذ من البعيد أن يكون قد سمع من كل مشايخه وهم كثر القول عنه بالقياس. والخلاصة إلى هنا ان مشايخ النجاشي كلهم ثقات ومن هنا حكمنا بوثاقة ابن أبي جيد لكونه شيخاً للنجاشي. وأما مشايخه فهم اثنان وثلاثون وبعض الأعلام جعلهم أكثر من ذلك، ولكن الإنصاف أن بعض الأسماء متداخلة وهم كما استخرجهم المحدث النوري:

١- الشيخ المفيد وهو المراد بقولنا شيخنا أبو عبد الله.

٢- أبو الفرج الكاتب محمد بن علي بن يعقوب بن اسحاق بن أبي مرّة القنائي.

٣- أبو عبد الله محمد بن علي بن شاذان القزويني.

٤- أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان العامي القمّي.

٥- القاضي أبو الحسين محمد بن عثمان بن الحسن النصيبي.

٦ - محمد بن جعفر الأديب وقد يعبّر عنه بالمؤدب والقمّي.

٧- أبو العباس أحمد بن علي بن العباس بن نوح السيرافي.

٨- أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران بن موسى بن الجراح المعروف بابن الجندي.

٩- أبو عبد الله أحمد بن عبد الواحد بن أحمد البزاز.

١٠- أبو الحسين أحمد بن الحسين بن عبيد الله الغضائري.

١١- أحمد بن محمد بن عبد الله الجعفي.

١٢- أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى الأهوازي المعروف بابن الصلت.

١٣- والده علي بن أحمد بن علي بن العباس النجاشي.

١٤- أبو الحسين علي بن أحمد بن أبي جيد القمّي.

١٥- أبو القاسم علي بن شبل بن أسد الملقب بالوكيل.

١٦- القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن يوسف.

١٧- الحسن بن أحمد بن ابراهيم.

١٨- أبو محمد الحسن بن أحمد بن الهيثم العجلي.

١٩- أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم الغضائري.

٢٠- أبو عبد الله الحسين بن جعفر بن محمد المخزومي الخزاز المعروف بابن الخمري.

٢١- أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن موسى بن هدية.

٢٢- القاضي أبو اسحاق ابراهيم بن مخلد بن جعفر.

٢٣- أبو الحسن أسد بن ابراهيم بن كليب السلمي الحرّاني

٢٤- أبو الخير الموصلي سلامه بن ذكا.

٢٥- أبو الحسن العباس بن عمر بن العباس بن محمد بن عبد الملك بن أبي مروان المعروف بابن المروان.

٢٦- أبو أحمد عبد السلام بن الحسين بن محمد بن عبد الله البصري.

٢٧- أبو محمد عبد الله بن محمد بن محمد بن عبد الله الدعجلي .

٢٨- عثمان بن حاتم بن منتاب التغلبي

٢٩- أبو محمد هارون بن موسى التلّعُكبري.

٣٠- أبو جعفر أو أبو الحسن محمد بن هارون التلّعُكبري.

٣١- أبو الحسين أحمد بن محمد بن علي الكوفي الكاتب.

٣٢- أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن داود الفحام.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo