< قائمة الدروس

الأستاذ السيد علي السبزواري

بحث الفقه

35/08/10

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع : كتاب الطهارة – فصل - في مستحبات التخلي ومكروهاته
ذكر الماتن قدس سره : وعند روية الماء يقول (الحمد الله الذي جعل الماء طهورا ولم يجعله نجسا) وهذا ما ورد في رواية عبد الرحمان بن كثير الهاشمي موسى محمد بن علي، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: بينا أمير المؤمنين (عليه السلام) ذات يوم جالس مع محمد بن الحنفية إذ قال له: يا محمد، إيتني بإناء من ماء أتوضأ للصلاة، فاتاه محمد بالماء، فأكفآه، فصبه بيده اليسرى على يده اليمنى، ثم قال: بسم الله وبالله، والحمد لله الذي جعل الماء طهورا ولم يجعله نجسا)[1] فهذا الحديث وارد في صب الماء في حال التوضي ورأيت الماء ولا ربط له في حال التخلي الا ان العلماء ذكروه في الاستنجاء ايضا اذا رأى الماء ان يقرأ هذا الدعاء، ويستحب الدعاء عند الاستنجاء بقوله (اللهم حصن فرجي واعفه واستر عورتي وحرمني على النار ووفقني لما يقربني منك يا ذا الجلال والاكرام) وهذا الدعاء مروي عن علي عليه السلام ايضا في رواية الهاشمي المتقدمة ثم استنجى فقال (اللهم حصن فرجي واعفه واستر عورتي وحرمني على النار)[2] ولكن ليس في هذه الرواية (ووفقني لما يقربني منك يا ذا الجلال والاكرام) انها وردت في كتاب مصباح المتهجد، ويستحب عند الفراغ من الاستنجاء يقول (الحمد لله الذي عافاني من البلاء واماط عني الاذى) وهذا ما ورد في خبر ابي بصير عن احدهما عليهما السلام اذا فرغت فقل (الحمد لله الذي عافاني من البلاء واماط عني الاذى)[3] بناء على ان المراد من الفراغ هو الفراغ من الاستنجاء، ويستحب عند القيام عن محل الاستنجاء ان يمسح يده اليمنى على بطنه ويقول (الحمد لله الذي أماط عني الأذى، وهنأني طعامي وشرابي، وعافاني من البلوى) وهذا ورد في رواية وردة في المقنعة، وكذلك يستحب عند الخروج او بعده يقول (الحمد لله الذي عرفني لذته، وأبقى في جسدي قوته، وأخرج عني أذاه، يا لها نعمة، يا لها نعمة، يا لها نعمة، لا يقدر القادرون قدرها) وهذا مروية عن علي ابن الحسين عليه السلام اذا خرج مسح بطنه وقال (الحمد لله الذي عرفني لذته، وأبقى في جسدي قوته، وأخرج عني أذاه، يا لها نعمة، يا لها نعمة، يا لها نعمة، لا يقدر القادرون قدرها)[4] وفي خبر اخر عنه كان اذا خرج من الخلاء قال (الحمد الله الذي رزقني لذته وابقى قوته في جسدي واخرج عني اذاه يا لهى من نعمة)، ويستحب ان يقدم الاستنجاء من الغائط على الاستنجاء من البول لموثقة عمار الساباطي عن ابي عبد لله عليه السلام قال (سألته عن الرجل اذا اراد ان يستنجي بالماء يبدئ بالمقعدة او بالإحليل قال : بالمقعدة ثم بالإحليل)[5] وقد تقدم في الفصل السابق ان هذا ما يشهد له الاعتبار، ويستحب ان يجعل المسحات ان استنجى بها وترا فلو لم ينق بالثلاثة واتى بالرابعة يستحب ان يأتي بالخامسة ليكون وترا وان حصل النقاء بالرابع لخبر الهاشمي عن علي عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم (اذا استنجى احدكم فليوتر بها وترا اذا لم يكن الماء)[6] واطلاق الحديث يشمل الخامسة ويشمل السابعة ويشمل التاسعة ويدل على العموم (ان الله وتر ويحب الوتر)[7]، ومن جملة المستحبات ايضا ان يكون الاستنجاء بالاستبراء وان يكون باليد اليسرى لما ذكرناه في الفصل السابق من ان النبي صلى الله عليه واله وسلم جعل يمناه الى الاعمال الحسنة ويسراه الى غير ذلك وهذا على المشهور الذي تقدم واما في الاستنجاء في المقام لما ورد عن عائشة قالت (الْيُمْنَى لِطُهُورِهِ وَلِطَعَامِهِ وَكَانَتِ الْيُسْرَى لِخَلاَئِهِ وَمَا كَانَ مِنْ أَذًى)[8] وهذه الرواية مروية في طرق العامة ولم ترد من طرقنا وعن الصادق عليه السلام قال (نهى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ان يستنجي الرجل بيمينه)[9] وفي الدروس اطلق الحكم واستحباب الاستنجاء في اليسرى، واما الاستبراء فلما ورد عن ابي جعفر عليه السلام (اذا بال الرجل فلا يمس ذكره بيمينه)[10] وايضا يمكن الاستفادة من الرواية المتقدمة من ان النبي صلى الله عليه واله وسلم جعل يمينه لطهوره .


[8] سنن البيهقي، ج1، ص560، باب النهي عن الاستنجاء باليمين.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo