< قائمة الدروس

الأستاذ السيد علي السبزواري

بحث الفقه

35/11/13

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع : كتاب الطهارة – فصل - في مكروهات التخلي
وفي ختام بحث النجاسات والطهارات ذكر السيد فوائد في المقام من جملتها :-
الفائدة الاولى : ان هذه الاحكام الشرعية المكروهة والمندوبة الشارع اهتم بها وذكر فيها مصالح وحكما فنستفيد من هذا هل ان الشارع الذي يهتم بهذه الامور هل من المعقول ان لا يهتم بشؤون الامة ورعاية مصالحها ويهمل حكما مصيري لأمة من الامم فلا يمكن ان يوقل هذا الامر احد الا من يخالف عقله فكيف يترك الامر للأمة وهي لم تصل الى كمالها فإنما تصل الامة الى كمالها بعد ان يأتي ما يكون نفس الرسول صلى الله عليه واله وسلم او من اوصى به الرسول يوصل الامة الى الكمال ثم بعد ذلك يختارون الاصلح ولذلك نرى الامة من يوم ارتحال النبي الى ظهور دولة الحق كم هي في اشد الذى والظلم والجور ما هي الا بسبب تلك الآراء الضالة التي ارتكبوها اصحابهم .
الفائدة الثانية : لا ريب ولا اشكال في ان مراعات تلك الآداب والاحكام الترخيصية انما اهتم الشرع بها اهتماما بليغا فقد ورد في الحديث (ان الله يحب ان يؤتى برخصه كما يحب ان يؤتى بعزائمه) ولا اشكال في انها مندوبات ومكروهات يصح ترك الاول وارتكاب الثاني ولكن لها اثار واقعية في النفس فمراعاتها انما تجلب الاثار مثل ترويض النفوس كما قال امير المؤمنين عليه السلام (تلك نفسي اروضها) وقد ورد في الدعاء (اللهم اصلح لي نفسي فانها اهم الانفس الي) فان هذه النفس امارة بالسوء والمغريات كثيرة فنروضها بمراعات هذه الاحكام الشرعية ، وايضا تلقننا الصبر والثبات على هذا المسير فان الله تعلى من على عباده بأمور حتى يلقنهم الصبر فكما نروض انفسنا بالالتزام بالأحكام الشرعية الواجبة وترك المحرمة فلابد من مراعات الاحكام الترخيصية من اجل تروض النفوس، ان اهم موجبات التوفيق للإنسان اتيان هذه المندوبات وترك المكروهات فلا يمكن تحصيل التوفيق بأدنى شيء انما يتحقق بمراعات الاحكام الشرعية ، وايضا هذه الآداب تجعل الانسان مورد الفيوضات الالهية لان في تلك الاحكام رضى الله تبارك وتعالى والعبد اذا تقرب لربه بفعل المستحبات وترك المكروهات فيكون استحقاق للفيوضات من الله تبارك وتعالى ، وينبغي على رجال الدين الذين هم احق ما يحتاجون الى التوفيق من الله تعالى من اجل ان العلم الذي يعطى لهم لا يعطى لهم الا بالتقوى ولا يتحصل التقوى الا بالالتزام بهذه الآداب .
الفائدة الثالثة : ان جملة من تلك الاحكام التي تقدم ذكرها وما سيأتي ذكرها نقلة من روايات متعددة كثير منها رويت من روايات الاربع مئة وبعضها مروي في وصية النبي صلى الله عليه واله وسلم
اما حديث الاربع فقد روى الامام الصادق عليه السلام عن ابيه عن ابائه عن علي عليه السلام انه علم اصحابه في مسألة اربع مئة باب) وهذا الحديث مروي بسند صحيح يمكن الاعتماد عليه وهو عن محمد ابن مسلم عن الامام الصادق عليه السلام وفي سنده قاسم ابن يحيى وحسن ابن راشد وكلاهما معتبر ، اما قاسم ابن يحيى فهو ثقة ومعتبر ولا اشكال فيه، واما حسن ابن راشد فهو مشترك بين ثلاثة كلهم ثقات فحينئذ سند الاربع مئة يمكن الاعتماد عليه في اثبات الندب او الكراهة مما ورد ، وهذا الحديث رواه عدة من ارباب الحديث فقد نقله الصدوق في الخصال مسندا نقل عنه المجلسي في البحار في كتاب الاحتجاج ونقله صاحب الوسائل ولكن على ابواب متفرقة .
واما وصية النبي صلى الله عليه واله وسلم فانها وصيتان واحدة في هذه الآداب واخرى في خصوص كتاب النكاح ففي كتاب النكاح ذكر الشهيد في المسالك انها تفوح منها رائحة الكذب وكذا قال في الوافي ايضا وصيته اذا اردنا ان نثبت الاستحباب فيها بناء على قاعدة التسامح في ادلة السنن تثبت الاستحباب او الكراهة والا قاعدة التسامح الا الثواب اما اثبات الاستحباب فليس ، واما وصيته في المقام فان في سندها شخصان احدهما انس ابن محمد والمسمى بأنس مشترك بين ثلاثة وثلاثين شخصا كلهم مجاهيل الا اثنين وهم انس ابن حرث وانس ابن عياض والباقي اما ضعيف او مجهول ، واما حماد ابن عمر مشترك بين ثلاث كلهم مجاهيل فحينئذ لا سند لهذه الوصية فمن اراد ان يفتي بالكراهة لابد ان يستند الى قاعدة التسامح او يثبت الاستحباب بناء الى ان هذه القاعدة تثبت الحكم الترخيصي اما اذا لم يثبت ذلك فلابد ان يأتي تلك الآداب بعنوان رجاء المطلوبية ووصية النبي صلى الله عليه واله وسلم لم يعتمد عليها الفقهاء .
الفائدة الرابعة : ذكرنا في كثير من الاحاديث التي تثبت الاحكام التي تقدمة مصادرها روايات ضعاف فاذا اردنا الاتيان بتلك الاحكام فلابد ان نأتي بها برجاء المطلوبية اذ ان قاعدة التسامح في ادلة السنن لا تثبت الا الثواب ليس اكثر من ذلك الا ان بعض الاصوليين وبعض الفقهاء اعتمدوا على تلك القاعدة وحكموا بالندب والكراهة ، والسيد الوالد (قده) ذكر هذه القاعدة اجمالا في المقام يستظهر منه انه يريد ان يثبت بقاعدة التسامح الاستحباب والكراهة وفي تهذيب الاصول يصرح بانه لا يمكن ان نثبت بتلك القاعدة الا الثواب فقط ولعله مبني على الدقة في الاصول وهنا في الفقه مبني على المسامحة العرفية .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo