الموضوع :- كتاب الطهارة – موارد استحباب الوضوء
التاسع : قراءة القرآن أو كتبه أو لمس حواشيه أو حمله[1]، اما بالنسبة الى القراءة فقد ذكرنا يحرم مس كتابة القران وذكرنا بعض الروايات التي تدل على القراءة، واما كتبه فقد دل على ذلك بعض الروايات وهل يستفاد الاستحباب منها ام انها تدل على انه يستحب ان يكون مع الوضوء سواء صادر من اجل كونه مستحب او للكون على الطهارة او لغاية اخرى من الغايات اذ ان الكلام استحباب الوضوء ومشروعيته من اجل مس وكتب القران حمله وغير ذلك فقد ورد في خبر علي ابن جعفر عن اخيه موسى ابن جعفر عليه السلام في الرجل أيحل له ان يكتب القران في الالواح والصحيفة وهو على غير وضوء قال : لا ) فهذا نهي لكن لابد من حمله على استحباب الوضوء اجماعا وجمعا بين هذه الرواية وروايات اخرى فالإجماع قائم على استحباب الوضوء لكتابة القران، فنجمع هذه الرواية مع الرواية التي تنص على جواز ان تكتب الحائض التعويذة ولو على غير طهر مع ان في التعويذ اطلاق يشمل ما فيه القران ايضا والرواية هي رواية ابن فرقد عن الصادق عليه السلام قال سألته عن التعويذ يعلق على الحائض قال : نعم لا بئس وقال ع تقرأه وتكتبه ولا تصيبه يدها) فهذه الرواية تنص على الجواز .
اما لمس حواشيه وحمله فلما تقدم في خبر ابراهيم ابن عبد الحميد فقد ذكرنا الرواية في ما سبق انه يستحب لمن يريد حمل القران او ان يلمسه ان يتوضأ وقلنا ان الرواية ضعيفة من حيث السند الا ان الاصحاب عملوا بها واستفادوا منها الاستحباب، ولكن لابد ان يكون الحمل واللمس يكونا راجحين حتى يكون الوضوء لهما راجحا والا لا يكون هذا الوضوء مستحب وان كانت الرواية مطلقة الا ان استحباب الوضوء ومشروعيته من اجل حمل القران ولمسه انما يكون من اجل رجحان حمل ولمس القران حتى يكون الوضوء بالنسبة له راجحا .
العاشر : الدعاء وطلب الحاجة من الله تعالى، اما بالنسبة الى الدعاء فهو المعروف بين الفقهاء ولا اشكال فيه روايات كثيرة دالة وسيرة العلماء اما بالنسبة لطلب الحاجة من الله تبارك وتعالى فتدل عليه روايات منها ما ورد في الصحيح عن ابي عبد الله عليه السلام (من طلب حاجة وهو على غير وضوء فلم تقضى فلا يلومن الا نفسه) وهذه الرواية ظاهرة في الترغيب الى الوضوء وهو معنى استحبابه .
الحادي عشر : زيارة الائمة عليهم السلام ولو من بعيد لما ورد في كلام صاحب الجواهر من ان الروايات على استحباب زيارة الائمة مطلقا واكثر من ان يحصى .
الثاني عشر : سجدة الشكر او التلاوة، فأما سجدة الشك لما ورد عن الصادق عليه السلام ( من سجد سجدة الشكر وهو متوضأ كتب الله له بها عشر صلوات ومحى عنه عشر خطايا عظام) وهذا يدل على استحباب التوضي لأجل سجدة الشك .
واما سجدة التلاوة قيل انه يشهد لذلك وهل نستفيده من قوله عليه السلام (اذا قرأ شيء من العزائم الاربعة فسمعتها فسجد ولو كنت على غير وضوء وان كنت جنب وان كانت المرآة لا تصلي) فهذه الرواية ظاهرة في الحث على رجحان الوضوء والترغيب في الوضوء والسجدة وقد ذكر في مقام رفع الحضر فقد يتوهم الانسان انه يحرم ام ان يسجد وهو على غير طهر فستفيد من هذا الخبر الاستحباب، ولكنه مشكل يمكن ان نقول به ولكن لا لأجل سجدة التلاوة بل يمكن ان يكون من اجل كونه مستحب او للكون على الطهارة ويأتي بسجدة التلاوة اما الاتيان بالوضوء من اجل سجدة التلاوة لا دلالة فيه .
الثالث عشر : الاذان والاقامة والاظهر شرطيته في الاقامة سيأتي في بحث مستحبات الاذان والاقامة الروايات الكثيرة الدلالة على استحباب الوضوء فيهما بل قيل بان الاقامة جزء من الصلاة فيشترط فيها ما يشترط في الصلاة ولذلك ورد اتيان الاذان في أي حالة واما الاقامة فلابد ان تكون قائما لانها تعتبر جزء من اجزاء الصلاة .
الرابع عشر : دخول الزوج على زوجته ليلة الزفاف بالنسبة الى كل منهما فيستحب للزوج ليلة الزفاف الوضوء وكذلك الاستحباب للزوجة ليلة الزفاف الوضوء يدل على ذلك صحيح ابي بصير سمعت رجل يقول لأبي جعفر عليه السلام اني قد اسننت وقد تزوجت امرأة بكر صغيرة ولم ادخل بها واني اخاف اذا دخلت علي فرأتني ان تكرهني لخضابي وكبري فقال ع : اذا دخلت فمرها ان تصل اليك ان تكون متوضئه ثم انت لا تصل اليها حتى تتوضأ وصلي ركعتين) فان حملنا الوارد في صدر الرواية على العلية لأجل الحكم فيختص بمورده ما اذا كان الزوج كبيرا واما اذا جعلنا حكمة للتشريع فيشمل كل الموارد ولا يختص بمورد الرواية .

---