الموضوع : بحث التقية

الامر الثاني : التقية بحسب الاصطلاح سواء كان في الكتاب والسنة او كلمات العلماء ، ومقدمة نقول ان التقية لا ريب ولا اشكال اخذ فيها المفهوم اللغوي ايضا لكنه حدد بتحديدات فصارت عنوان اسلامي معروفا حتى عند غير المسلمين لكن الخلاف بين علماء انما علماء السنة اخذوا التقية توصيفا وعلماء الشيعة اخذوا التقية تعريفا لهذا المفهوم ولذلك حصل الخلط بين علماء العامة فتارهم يتخبطون ففي مورد يجعلون التقية من ابواب النفاق وتعدى بعضهم وجعل النفاق تقية فمن كان منافقا في عصر الرسول صلى الله عليه واله وسلم يخاف من خطر المسلمين فصار يتقي !

ولا ريب في انهم لو كانوا يرجعون الى الكتاب ويعرفون شروط التقية والاكراه في مواردهما لعرفوا الفرق الكبير بين التقية والنفاق فان الاكراه والاضطرار يكون في موردين فتارة يكون في مورد الحق وتارة يكون في مورد الباطل والجور فلا ريب ولا اشكال في انه اذا استعمل الاضطرار والاكراه تحت العدل يسمى تقية واذا استعمل الاكراه والاضطرار في مورد الجور والطغيان والظلم يسمى نفاق والقران بين بوضوح هذه الموارد ولكنهم جعلوا الظالم والمظلوم على حد سواء وهذا تلاعب بالألفاظ فلو كنا نحن والقران ورجعنا اليه لعرفنا الميزان بين الاضطرار والاكراه في مورد الحق وفي مورد الظلم

فالتقية انما هي من ظالم فمن يريد ان يحفظ نفيه فيتقي ويظهر شيء ليحفظ نفسه من الخطر الذي يحدق به بينما المنافق فهو ظالم بحد نفسه يخاف فيظهر الاسلام كيدا بالإسلام وليس معتقدا فلا يمكن بحسب العقلاء التسوية بينهما فهذا تغير للقواعد وخروج عن طور العقل ومنشأ التخبط لدا ابناء العامة اما لكرههم استعمال لفظ التقية او كره المستعملين للتقية او انه وصل اليهم من عامة الناس في عصر الرسول صلى الله عليه واله وسلم حيث كانوا يدخلون الاسلام خوفا فعمموا ذلك الى بقية الاصحاب فجعلوا النفاق تقية وعلى كل حال انما هو تلاعب بالألفاظ والمفاهيم ولكن هناك تعاريف ذكرها علماء السنة وعلماء الشيعة ذكر تعاريف العامة

فقد عرفوا التقية بتعاريف متعددة منها التقية اظهار خلاف ما يعتقده فهو يكتم الايمان ويظهر الكفر بلسانه ذكر السرخسي في المبسوط التقية ان يقي نفسه من العقوبة وان كان يظهر خلاف ما يعتقده ، وذكر في فتح الباري شرح صحيح البخاري التقية هي الحذر من اظهار ما في النفسي من معتقد او غيره للغير .