< قائمة الدروس

الأستاذ السيد علي السبزواري

بحث الفقه

37/01/28

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع : بحث التقية

الاستدلال بالآيات القرآنية على التقية منها قوله تعالى (وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا ﴿19﴾ إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا﴿20﴾)[1] والمستفاد من هاتين الآيتين :-

الامر الاول : التقية امر عادي دائر بين الناس ومارسوها في امورهم اذا وقوعوا في خطر فلم تكن تشريه الاهي فقط انما هو امر عقلائي امضاه الشارع الاقدس

الامر الثاني : ان اصحاب الكهف مارسوا التقية لدفع الضرر عنهم والدليل (وليتلطف ولا يشعر) وهو الكتمان لكي لا يعرفه احد

الامر الثالث : الذي نستفيده من هذه الاية ان التقية لا تختصر على خصوص الضرر بل ربما يكون ضرر مادي او ديني (او يعيدوكم) وهو ضرر بان يرجعونهم عن معتقدهم والآيتين لهما من الصراحة في تشريع التقية واستعمال اهل الكهف لها

اشكل على هذا الاستدلال من وجهين :-

الوجه الاول : ان اصحاب الكهف في آيات اخرى لم يستعملوا التقية في قوله تعالى (وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا)[2] وهذا يدل على ظهور ايمانهم ، الاية الاخرى (ربنا رب السماوات والارض ) وهذه الاية ايضا تدل على انهم يعلنون ايمانهم وترك الكفر

والجواب على ذلك انهم لهم تقيتان الاولى في بداية امرهم فقد كانوا من اعيان القوم ولكن كانوا يخفون ايمانهم وبعد انكشاف الامر لم يرجعوا الى الكفر ، والثانية من بعد ان قاموا من الكهف وخرجوا من رقدتهم ارادوا ان يرسلوا وكيلا عنهم لشراء الطعام فأوصوه بالتقية والكتمان لكي لا ينكشف مكانهم ولا ريب ان التقية من المسلم تختلف عن التقية عن الكافر فربما يمكن له في بعض الاحيان ان يخرج من التقية ويمارس عقيدته وربما تكون في بعض الموارد اما التقية من الكفار فمن جميع الجهات فلا يقدر ان يظهر أي شيء من معتقده ودينه .

الوجه الثاني : حين رقدتهم لم يكن ظالم على رأسهم فموضوع التقية منتفي عنهم ، ولكن الاية صريحة في ان الاية صريحة بالتقية عندما اوصوا صاحبهم بان لا يشعر به احد وهذا الشخص لو لم يستعمل التقية لأوقع اصحابه في الفتنة فالآيتان لهما من الصراحة في استعمال التقية وقال القرطبي في تفسير هذه الاية جواز التوكيل في اظهار التقية .

واننا ذكرنا ان اصحاب الكهف انما كانوا من اعيان القوم ومن مخالطي الملك ويمارسون بعض طقوسه ولذا عانوا اشد المعاناة ولذا روى الكليني عن الامام الصادق عليه السلام (ما بلغت تقية تقية اصحاب الكهف انهم كانوا يشهدون الاعياد ويلبسون .... فأعطاهم الله اجرهم مرتين) لان التقية من الكافر فيها معاناة شديدة ومن جميع الجوانب اما تقية المسلم من المسلم ربما تكون في بعض الجوانب ولا تكون دائما .

وهناك نكتة قرآنية في قوله تعالى (وليتلطف) التاء في هذه الكلمة هي منتصف الحروف القرآنية


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo