< قائمة الدروس

الأستاذ السيد علي السبزواري

بحث الفقه

37/03/15

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع:- بـحـث الـتــقــيــة.
كان الكلام فيما اعترض به على الشيعة الامامية في موضوع التقية وذكرنا جملة منها ووصل بنا الكلام الى:-
الشبهة الثانية:- ان الشيعة باستعمالهم للتقية يخفون حقيقة ايمانهم وحقيقة دينهم فلا نعرف انهم مسلمون ومؤمنون او لا؟.
ولكن عرفتهم سابقا بان التقية هو كتمان الحق ومدارات الظالم في فكره وعقيدته الى ان يرتفع الخوف ويرتفع المسوغ للتقية، فهي ليست كتمان الحق بالكلية ولذا هم استعملوا هذه التقية عند نزول الخوف عليهم فانهم اذا رأوا الخوف على انفسهم يكتمون فلا يستشكلون على انفسهم ولكن يستشكلون علينا.
الشبهة الثالثة:- وهي ما ذكره بعض المستشرقين من ان التقية عند الشيعة هي الاساس للحركات السرية في الاسلام ولا سيما ان الامامية انما يعتقدون بغيبة امامهم ولذا قاموا بهذه الحركات السرية في الاسلام.
الجواب:- انتم تعلمون ان المستشرقين انما ذهبوا الى هذا واكالوا الاكاذيب والتهم الى الامامية لسببين:-
الاول:- ان جل علوم المستشرقين من المستشرقين لم ينظروا الى علوم الشيعة وكتبهم وتاريخهم.
الثاني:- ان اغراضهم في ذلك معلومة وهي ايجاد الخلاف والنزاع بين طوائف المسلمين كما نراه في هذا اليوم.
ولا ريب ولا اشكال في ان هناك حركات سرية في الاسىلام وقد الفت كتب في هذا ولكن ليست هذه الحركات منسوبة الى الشيعة على مر الزمان وانما هي صدرت من اختلاف الثقافات وسلطة الظالمين واضطهادهم للناس فصدرت حركات سرية في مقابل هذا الظلم، وكما تعلمون انه على مر الزمان ان السلطة كانت بيد الظالمين ولم تكن بيد اهل الحق ابدا ويعترفون بذلك هم انفسهم ويقولون ان السلطة انما هي ملك لهم وليس للشيعة أي حق في هذه السلطة.
وكانت سيرة الائمة من بعد نهضة الحسين (عليه السلام) ان نهضة الامام الحسن (عليه السلام) بعد غياب السلطة عن اهل البيت ووصولها هذه السلطة الى امير المؤمنين (عليه السلام) بعد عشرين عاما من استيلاء الظالمين عليها ووصلت الى امير المؤمنين (عليه السلام) ولم يكن قادرا على تنفيذ ما يريد وانما لدفع الشبهات ودفع الناكثين والمارقين والقاسطين فليس اكثر من ذلك ولكنما اوكل الامر الى الامام الحسين (عليه السلام) فهو ببذله النفس والنفيس اسس قواعد الحق واسس قواعد دولة الحق، وبعد نهضة الامام الحسين (عليه السلام) الائمة انصرفوا الى شيء اهم وهو نشر العلوم ونشر اسس العدالة بين المجتمع وافراده ولم يتعرضوا الى السلطة ابدا ولم يحركوا ساكنا بالنسبة الى الحكومة والملك ابدا وانما شأنهم تثبيت ما فعله امير المؤمنين (عليه السلام) وفعله الامان الحسن المجتبى (عليه السلام) وفعله الامام الحسين (عليه السلام)، فهذه سيرتهم في حال حضورهم وهذه رواياتنا كلها متفقة على هذا الامر، فلا الائمة نظروا الى الملك ولا شيعتهم نظروا الى الملك الا ما ندر حيث كان الظلم عليهم كبيرا.
اما عصر الغيبة الكبرى فقد كان همهم الاول هو حفظ تراث الائمة ونشره بين الناس والوقوف اما الافكار الهدامة التي دخلت على هذا الدين، هكذا كانت سيرة الفقهاء فلم ينظروا الى الحكم ابداً.
الا ان الائمة (عليهم السلام) ام ينهوا شيعتهم عن الحكم بالكلية فجعلوا الامر موكولا اليهم، فان توفرت الشروط فلكم الحكم وادخلوا في الحكم فكان علي ابن يقطين وزيرا، وكذا علمائنا لم ينهوا الشيعة ان يتعرضوا الى الحكم بل اوكلوا الامر اليهم.
اذن ما ذكروه من ان التقية هي الاساس في الحركات السرية باطل واتهام من ابناء العامة للتقية ولمن يستعملها باسلوب اخر.
الشبهة الرابعة:- وهذا الاشكال من بعض الشيعة بان التقية انما اوجبت وهن الشيعة وعدم وصولهم الى الحكم فالتقية هي السبب فلو لم نكن نحن نستعلم التقية لوصلنا الى الحكم.
الجواب:- ولكن الجواب عن هذا واضح فان التقية لها من البركات فانه هي التي حفظت الشيعة الى يومنا، فنحن كنا على قلة والظالمين على السلطة فلو لم تكن هذه التقية لذهبت هذه القلة بالكلية فترون قسوة الظالمين بالنسبة الى الائمة وشيعة الائمة فان الائمة مع كونهم انصرفوا الى بث العلوم ولكنهم لم يسلموا من اضطهاد السلطة فالتقية انما هي بركة من الله لحفظ هذه الثلة المؤمنة.
حتى لو فرضنا جدلا اننا وصلنا الى الحكم فقد وصل امير المؤمنين (عليه السلام) الى الحكم ولكنه لم تكن الظروف مواتية لإقامة الحق والعدل اذ انه ابتلي بحروب متعددة.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo