< قائمة الدروس

الأستاذ السيد علي السبزواري

بحث الفقه

37/03/23

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع:- بـحـث الـتــقــيــة.
كان المقام في سرد الروايات الواردة عن ائمة اهل البيت (عليهم السلام) في التقية ونقلنا الرواية الاولى وهي رواية علي ابن يقطين ونكمل باقي الروايات:-
الرواية الثانية:- ما رواه الكليني (رضي الله عنه) : عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ : ((عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه ‌السلام)، قَالَ : قَالَ لِي : « يَا زِيَادُ، مَا تَقُولُ لَوْ أَفْتَيْنَا رَجُلاً مِمَّنْ يَتَوَلاَّنَا بِشَيْ‌ءٍ مِنَ التَّقِيَّةِ؟ » قَالَ : قُلْتُ لَهُ : أَنْتَ أَعْلَمُ جُعِلْتُ فِدَاكَ، قَالَ : « إِنْ أَخَذَ بِهِ، فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَعْظَمُ أَجْراً ». وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرى : « إِنْ أَخَذَ بِهِ أُوجِرَ ؛ وَإِنْ تَرَكَهُ وَاللهِ أَثِمَ»))[1].
هذه الرواية تبين ان الائمة مارسوا التقية مع اصحابهم في نقل الاحكام وتبين مدى تسليم الاصحاب للتقية الصادرة منهم وتحملهم لهذا ومعرفتهم ان هناك حكم يصدر تقية وحكم يصدر لا للتقية فلابد ان يميزوا بينهما.
الرواية الثالثة:- ما رواه الكليني (رضي الله عنه): مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الْكِنَانِيِّ، ((قَالَ : قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ (عليه ‌السلام) : « يَا أَبَا عَمْرٍو، أَرَأَيْتَكَ لَوْ حَدَّثْتُكَ بِحَدِيثٍ، أَوْ أَفْتَيْتُكَ بِفُتْيَا، ثُمَّ جِئْتَنِي بَعْدَ ذلِكَ، فَسَأَلْتَنِي عَنْهُ، فَأَخْبَرْتُكَ بِخِلَافِ مَا كُنْتُ أَخْبَرْتُكَ، أَوْ أَفْتَيْتُكَ بِخِلَافِ ذلِكَ بِأَيِّهِمَا كُنْتَ تَأْخُذُ؟ » ‌قُلْتُ : بِأَحْدَثِهِمَا، وَأَدَعُ الْآخَرَ. فَقَالَ : « قَدْ أَصَبْتَ يَا أَبَا عَمْرٍو، أَبَى اللهُ إِلاَّ أَنْ يُعْبَدَ سِرّاً، أَمَا وَاللهِ لَئِنْ فَعَلْتُمْ ذلِكَ إِنَّهُ لَخَيْرٌ لِي وَلَكُمْ، وَ أَبَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَنَا وَلَكُمْ فِي دِينِهِ إِلاَّ التَّقِيَّةَ »))[2].
ايضا هذه الرواية تبين ان هناك تقية لابد من العمل بها وان الاصحاب عرفوا حكم التقية.
الرواية الرابعة:- ما رواه ثقة الاسلام الكليني (رضي الله عنه): عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي خَالِدٍ شَيْنُولَةَ، ((قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي (عليه ‌السلام) : جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنَّ مَشَايِخَنَا رَوَوْا عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ (عليهما ‌السلام) وَكَانَتِ التَّقِيَّةُ شَدِيدَةً، فَكَتَمُوا كُتُبَهُمْ وَلَمْ تُرْوَ عَنْهُمْ، فَلَمَّا مَاتُوا، صَارَتِ الْكُتُبُ إِلَيْنَا، فَقَالَ : « حَدِّثُوا بِهَا ؛ فَإِنَّهَا حَقٌّ»))[3].
هذه الرواية شدة التقية وانها كانت في الكتابة.
الرواية الخامسة:- أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ جَابِرٍ الْمَكْفُوفِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ :عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه ‌السلام)، ((قَالَ : « اتَّقُوا عَلى دِينِكُمْ، فَاحْجُبُوهُ بِالتَّقِيَّةِ، فَإِنَّهُ‌ لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا تَقِيَّةَ لَهُ، إِنَّمَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ كَالنَّحْلِ فِي الطَّيْرِ ؛ لَوْ أَنَّ الطَّيْرَ تَعْلَمُ مَا فِي أَجْوَافِ النَّحْلِ، مَا بَقِيَ مِنْهَا شَيْ‌ءٌ إِلاَّ أَكَلَتْهُ ؛ وَلَوْ أَنَّ النَّاسَ عَلِمُوا مَا فِي أَجْوَافِكُمْ ـ أَنَّكُمْ تُحِبُّونَّا أَهْلَ الْبَيْتِ ـ لَأَكَلُوكُمْ بِأَلْسِنَتِهِمْ، وَلَنَحَلُوكُمْ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ ؛ رَحِمَ اللهُ عَبْداً مِنْكُمْ كَانَ عَلى وَلَايَتِنَا»))[4].
هذه ايضا تدل على شدة المعاناة وانهم كتموا كل شيء ورد عن الائمة الطاهرين والامام (عليه السلام) يأمر بذلك.
الرواية السادسة:- ما رواه الكليني بالسند الصحيح عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ، ((قَالَ :سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ (عليه ‌السلام) يَقُولُ : التَّقِيَّةُ تُرْسُ الْمُؤْمِنِ، وَ التَّقِيَّةُ حِرْزُ الْمُؤْمِنِ، وَلَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا تَقِيَّةَ لَهُ ؛ إِنَّ الْعَبْدَ لَيَقَعُ إِلَيْهِ الْحَدِيثُ مِنْ حَدِيثِنَا، فَيَدِينُ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، فَيَكُونُ لَهُ عِزّاً فِي الدُّنْيَا، وَنُوراً فِي الْآخِرَةِ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَقَعُ إِلَيْهِ الْحَدِيثُ مِنْ حَدِيثِنَا، فَيُذِيعُهُ، فَيَكُونُ لَهُ ذُلًّا فِي الدُّنْيَا، وَيَنْزِعُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ ذلِكَ النُّورَ مِنْهُ))[5].
وهذه الرواية تدل على عدم جواز الاذاعة واخفاء ما ورد عنهم.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo