< قائمة الدروس

الأستاذ السيد علي السبزواري

بحث الفقه

37/04/05

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع:- بـحـث الـتــقــيــة.
التنبيه السادس:- ان المستفاد من تراث الشيعة ان التقية انما ثبت امرين مهمين:
الامر الاول:- استفادة الضغوط الشديدة على الشيعة الامامية على مر الزمن فانه لم يستعمل التقية بهذا السعة الا الشيعة الامامية.
الامر الثاني:- ان التقية انما اثبتت استقامة سلوك الشيعة واستمراريتهم في الوجود وحفظ تراثهم واستقامت فكرهم وتفوقهم على غيرهم في العلوم.
وهذه التقية لما وقعت على الشيعة لانهم وقعوا مورد الظلم كانت في فترات متعددة شدة وضعفا ففي عصر الائمة (عليهم السلام) انما كانت التقية في اقصى درجاتها لان الائمة هم كانوا المقصودون من الظلمة والحكام ثم بعد ذلك كانت هناك فترات في عصر بني امية واواخر العباسيين ثم في العصور اللاحقة بعد العباسيين كانت الضغوط موجودة ومستمرة كذا في عصر السلجوقيين الذي استولوا على بغداد كانوا في شدة وتقية وفي عصر الاتراك الذي هو لم يكن بعيدا عنا كانوا في عصر شدة وتقية ايضا.
واذا اردنا ان نذكر مفردات ما استعملوه بالنسبة الى الشيعة فهي كثيرة،
فمنها انهم حتى منعوا من تملك الارض ومنعوا حتى من الكسب بحيث كان كسبهم وتملكهم كله خفية.
اما بالنسبة الى سلب الحقوق فحدث ولا حرج فان الشيعة مسلوبوا الحق بكل معنى الكلمة فلم يكونوا يستفيدون من التنمية الاقتصادية ولا الصحية ولا غيرها على مر الزمن، ولكن اذا كان هناك قتال اجر الشيعة على الجهاد واذا كانت هناك ضرائب اجبروهم على دفعها، هذا كله في عصر الخلافة والمدعاة.
ثم انتهى هذا العصر وبدأ عصر الاستعمار فهو ادعى حفظ حقوق الانسان وحفظ كرامة الانسان المهدورة الا انهم لما دخلوا في بلاد الاسلام ايضا استعملوا نفس كوادر الخلافة السابقة وجاءوا بظلم اشد من الظلم الاول فلم يختلف الحال.
اذن مسيرة الظلم ومسيرة الطغيان موجودة فلابد من ان تكون التقية موجودة لأنها هي الخلاص وهي التي تحفظ المسيرة وحفظ الانفس.
التنبيه السابع:- اننا قلنا بان التقية تشريع الهي ولا اشكال فيه بل ان العقل حكم بالتقية عند تحقق ظروف معينة وهذا واضح فان المؤمنين استعملوا التقية واستعملها غير المؤمنين ايضا، فالعقل يحكم بذلك وان لم يكن شرع في البين فان القعل يحكم بوجوب حفظ النفس ودفع الظالم وهذا واضح،انما الكلام في ان هذه التقية التي كانت هنا هل من الاسرار التي إحتفظها الانبياء وإحتفظها الائمة عليهم السلام لنفسهم واعطوها لخاصة شيعتهم ام لا؟ فإنكم تعلمون ان الناس متفاوتون في الفهم والادراك ليس كل واحد هو قابل لان يأخذ شيئا من المعصوم فقد ذكرنا سابقا ان الرسول صلى الله عليه واله كان يخفي كثيرا من الاشياء الا عن خواصه ولم يكن يقوله لعموم الصحابة وتلك الروايات التي نقلناها ومنها رواية معلى ابن خنيس الذي امر الامام بحفظ السر وعدم الاذاعة والافشاء، وكم من حقيقة كانت في يوم ما صار من الوهم والخيال وكم من وهم في يوم ما صارت حقيقة.
ان الكلام في ان التقية قد عارضها المؤمن والعدو فكلاهما عارضا التقية، فالمؤمن انما عارض التقية لأنه رأى التقية واقفة امام ما يريده فانه كان يريد شيئا وكانت التقية عقبة في طريقه، اما العدو فقد كان يتهمنا بالكذب، وكل ذلك ناشئ من سوء فهم التقية واخبار التقية وان التقية خير للمؤمن ولغير المؤمن ايضا.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo