< قائمة الدروس

الأستاذ السيد علي السبزواري

بحث الفقه

37/04/12

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع:- بـحـث الـتـقـيـة.
كان الكلام في بحث التقية وقلنا ان التقية اسلوب حضاري للتعايش السلمي وهذا ما إستفدناه من مجموع الروايات التي ورت في هذا الموضوع المهم الذي جعل من الدين وهو تسعة اعشار الدين.
ولكن هناك رسالة وردت عن الامام الصادق (عليه السلام) الى شيعته وهذه الرسالة جامعة لما ذكرناه واكثر من ذلك قد جمع فيها المنهج والسلوك وهي قواعد الايمان ولابد للانسان ان يعرض نفسه على تلك القواعد ليتميز النفاق من الايمان ومن وجد في نفسه تلك القواعد الواردة في هذه الرسالة فليحمد الله على ذلك وان لم تكن فيه فلابد من تصحيح ايمانه وسلوكه وعمله وعقيدته.
وهذه الرواية ينقلها الكليني بطرق ثلاثة:-
الاول:- قال : حدثني علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال، عن حفص المؤذن، عن أبي عبد الله (عليه ‌السلام) وهذا الطريق صحيح.
الثاني:- عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن محمد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر : عن أبي عبد الله (عليه‌ السلام) أنه كتب بهذه الرسالة إلى أصحابه،وأمرهم بمدارستها والنظر فيها، وتعاهدها والعمل بها، فكانوا يضعونها في مساجد بيوتهم، فإذا فرغوا من الصلاة نظروا فيها :
الثالث:- قال حدثني الحسن ابن محمد عن جعفر ابن محمد ابن مالك الكوفي عن القاسم ابن الربيع الصحاف عن اسماعيل ابن مخلد السراج عن ابي عبد الله (عليه السلام).
وهذه الرسالة ((«بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد، فاسألوا ربكم العافية، وعليكم بالدعة والوقار والسكينة، وعليكم بالحياء والتنزه عما تنزه عنه الصالحون قبلكم، وعليكم بمجاملة أهل الباطل، تحملوا الضيم منهم، وإياكم ومماظتهم، دينوا فيما بينكم وبينهم إذا أنتم جالستموهم وخالطتموهم ونازعتموهم الكلام ؛ فإنه لا بد لكم من مجالستهم ومخالطتهم ومنازعتهم الكلام بالتقية التي أمركم الله أن تأخذوا بها فيما بينكم وبينهم، فإذا ابتليتم بذلك منهم، فإنهم سيؤذونكم وتعرفون في وجوههم المنكر، ولو لا أن الله تعالى يدفعهم عنكم لسطوا بكم، وما في صدورهم من العداوة والبغضاء أكثر مما يبدون لكم.
مجالسكم ومجالسهم واحدة، وأرواحكم وأرواحهم مختلفة لا تأتلف، لا تحبونهم أبدا ولا يحبونكم، غير أن الله تعالى أكرمكم بالحق وبصركموه، ولم يجعلهم من أهله، فتجاملونهم وتصبرون عليهم وهم لا مجاملة لهم، ولا صبر لهم على شيء من اموركم، تدفعون أنتم السيئة بالتي هي أحسن فيما بينكم وبينهم، تلتمسون بذلك وجه ربكم بطاعته، وهم لا خير عندهم، لا يحل لكم أن تظهروهم على اصول دين الله ؛ فإنه إن سمعوا منكم فيه شيئا عادوكم عليه، ورفعوه عليكم، وجاهدوا على هلاكهم، واستقبلوكم بما تكرهون، ولم يكن لكم النصف منهم في دول الفجار، فاعرفوا منزلتكم فيما بينكم وبين أهل الباطل ؛ فإنه لا ينبغي لأهل الحق أن ينزلوا أنفسهم منزلة أهل الباطل ؛ لأن الله لم يجعل أهل الحق عنده بمنزلة أهل الباطل، ألم تعرفوا وجه قول الله تعالى في كتابه إذ يقول : (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ)؟ أكرموا أنفسكم عن أهل الباطل، فلا تجعلوا الله تعالى ـ وله المثل الأعلى ـ وإمامكم ودينكم الذي تدينون به عرضة لأهل الباطل، فتغضبوا الله عليكم فتهلكوا، فمهلا مهلا يا أهل الصلاح، لا تتركوا أمر الله وأمر من أمركم بطاعته، فيغير الله ما بكم من نعمة، أحبوا في الله من وصف صفتكم، وأبغضوا في الله من خالفكم، وابذلوا مودتكم ونصيحتكم لمن وصف صفتكم، ولا تبذلوها لمن رغب عن صفتكم وعاداكم عليها وبغاكم الغوائل، هذا أدبنا أدب الله، فخذوا به، وتفهموه واعقلوه، ولا تنبذوه وراء ظهوركم، ما وافق هداكم أخذتم به، وما وافق هواكم اطرحتموه ولم تأخذوا به واياكم والتجبر على الله، واعلموا أن عبدا لم يبتل بالتجبر على الله إلا تجبر على دين الله، فاستقيموا لله، ولا ترتدوا على أعقابكم، فتنقلبوا خاسرين، أجارنا الله وإياكم من التجبر على الله، ولا قوة لنا ولا لكم إلا بالله))[1].
هذه رسالة قيمة، احفظوا هذه الرسالة بدل ان تبذلوا اعماركم في اشياء تافه.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo