< قائمة الدروس

الأستاذ السيد علي السبزواري

بحث الفقه

38/03/18

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع:- شرائط الوضوء.

كان الكلام في العجب وانه هل يوجب بطلان العمل او لا؟ سواء كان مقارنا للعمل او بعد العمل ، وذكرنا ان المشهور يذهب الى عدم البطلان وانما يكون محبطا للثواب ، ولكن ذكرنا ان بعض الاعلام ممن عاصر المحقق الهمداني (رحمه الله) والشيخ صاحب الجواهر (رحمه الله) ذهبوا الى ان العجب يوجب بطلان العمل سواء أكان مقارنا او بعد العمل ثم ذكرنا الروايات التي يحتمل ان نستفيد منها انها توجب البطلان من حيث الامتثال وقلنا انها لا دلالة فيها سوى انها ترشد الى ان العجب خلق مذموم ومن الصفات الخبيثة بل من المهلكات لا اكثر ، الا انه توجد رواية قد يقال انها اظهر من غيرها في كون العجب المقارن موجب لبطلان العمل.

وهذه الرواية هي عن يونس ابن عمار عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قيل له وأنا حاضر: الرجل يكون في صلاته خاليا فيدخله العجب، فقال: إذا كان أول صلاته بنية يريد بها ربه فلا يضره ما دخله بعد ذلك، فليمض في صلاته، وليخسأ الشيطان)[1] ، فيستفاد منها انه من البداية ان كانت صلاته قربة الى الله تعالى وخالية من العجب فليمضي بها ولكن اذا دخل العجب في اثناء الصلاة فيوجب البطلان.

ولكن الظاهر ان هذه الرواية لا تدل على ذلك بل شانها شان سائر الروايات من ان العجب يوجب الاضرار بالعمل من حيث الثواب والاجر لا يوجب الاضرار من حيث الامتثال بحيث تجب عليه الاعادة او القضاء.

مضافا الى ان هذه الرواية تدل على صحة العمل فهي تدل على ان العجب الحاصل في اثناء العمل انما يوجب حبط الثواب ولا يوجب بطلان العمل ، والاحسن ان نقول ان هذه الرواية ترشد الناس الى عدم الوسوسة في هذا الامر اذ كثيرا ما المصلي عندما يدخل في صلاته خاليا ثم يراه احد او هو يتصور ذلك فيدخله العجب والشيطان ومكائده وكبيرة والامام (عليه السلام) يريد ان يبعد الانسان عن هذه الوسوسة.

اذن هذه الرواية ليس فيها دلالة على البطلان ولكن الاحوط ان نقول ان عليه الاعادة او القضاء نظرا الى ان مجموع هذه الرواية واهتمام الشارع بان لا يدخل العجب على الانسان والابتعاد عنه انه يوجب الاعادة او القضاء كما ذكره الاعلام الا ان يصل الى حد الوسوسة فان الكل متفقون على انه لا يتعني الوسواسي بما يخطر في باله وهو حرام ايضا.

واما السمعة أي انه انسان انما يفعل فعلا لافهام الناس واسماعهم له ، فهل السمعة موجب للبطلان او لا؟ ان جعلناها من مصاديق الرياء فلا ريب ولا اشكال انه ما يترتب على الرياء من الحرمة التكليفية والحرمة الوضعية يجري في السمعة ايضا واما اذا قلنا ان السمعة غير الرياء إذ الرياء اعم من السمعة ومما يظهر من بعض الروايات فيكون بينهما اختلاف ولكنهما يشتركان في الحكم وهو ان السمعة موجبة للبطلان للروايات عديدة.

منها:- معتبرة ابن القداح، عن أبي عبدالله، عن أبيه (عليهما السلام) قال: قال علي (عليه السلام): اخشوا الله خشية ليست بتعذير ، واعملوا لله في غير رياء ولا سمعة، فإنه من عمل لغير الله وكله الله إلى عمله يوم القيامة)[2] .

فانه ذكر السمعة والرياء وهذا معناه انه يوجب اختلاف بينهما ولكن الحكم واحد.

ومنها:- رواية محمد بن عرفة قال: قال لي الرضا (عليه السلام): ويحك يا بن عرفة، اعملوا لغير رياء ولا سمعة، فإنه من عمل لغير الله وكله الله إلى ما عمل، ويحك ما عمل أحد عملا إلا رداه الله به، إن خيرا فخيرا، وإن شرا فشرا)[3] .

فالظاهر انه يوجب اختلاف بينهما ولكنهما مشتركان في الحكم وحينئذ ان جعلناهما مختلفين موضوعا ولكنهما مشتركان في الحكم بمقتضى الرواية السابقة وهذه الرواية.

اذن لا اشكال ان السمعة حكمها حكم الرياء ولكن هل ان موضوعها نفس الموضوع اولا؟ فقد تقدم هذا.

وحينئذ ان كانت السمعة مستقلة في الداعوية فلا ريب انها موجبة لبطلان العمل والحرمة واما ان تكون جزء الداعي فأيضا هذا موجب للبطلان واما اذا لم يكن ذاك ولا هذا فلا يوجب البطلان ويدل على ذلك رواية مروية عن الصادق (عليه السلام) عن زرارة عن ابي جعفر (عليه السلام) عن الرجل يعمل الشيء من الخير فيراه انسان فيسره ذلك ، فقال: لا باس ، ما من احد الا وهو يحب ان يظهر له في الناس الخير اذا لم يكن صنع ذلك لذلك)[4] .

ولكن ينبغي للانسان ان يكون ملتفتا الى ان الشيطان غرور وعدو مبين ، فاذا اراد الانسان ان يتخلص فليشتغل بتهذيب نفسه.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo