الموضوع : الاقتصاد موضوعه ونظامه ومفرداته

لا اشكال في ان العولمة في عصرنا الحاضر من اوسع المفاهيم انتشارا ومن اوضحها ولا سيما في العلوم الاجتماعية، بل اصبحت من اهم اوصاف الادارة وخبراتها واضحت شعارا يتداوله السياسيون والصحفيون على اختلاف اتجاهاتهم، والتأكيد الواسع والانتشار عليها مما يدل على اننا نعيش في حقبة يتجدد فيها الجزء الاعظم من حياتنا الاجتماعية بفعل صيرورة كونية تذوب فيها كل الثقافات وغيرها مما تنفرد بها القوميات والشعوب المتعددة

ومن نتائج العولمة ايجاد اقتصاد كوني معولم يجمع كل الاقتصادات القومية والاستراتيجيات المحلية لإدارة الاقتصاد، ويفيد هذا الزعم ان الاقتصاد العالمي اصبح دوليا وخاضعا لقوى السوق والشركات العابرة

وتعتبر عولمة الاقتصاد قلب منظومة العولمة بأكملها ومن اهم اليات العلمانية ومنظومتها كما تقدم بيان ذلك ، وقد اتخذ مؤيدو العولمة الاقتصادية خطابات تبشيرية كالعدالة والرفاهية وسوق حرة تكفل لجميع دول العالم النمو والسعادة والرفاهية واصبحت لها منظمات اقتصادية كالبنك الدولي وصندوق البنك الدولي ومنظمة التجارة العالمي وغير ذلك

ومن اجل ذلك كله صار لزاما علينا دراسة العولمة الاقتصادية وخطاباتها ووعودها وخططها وبيان انها وعود مادية وانها تدور حول القيم التي جوهرها الانسان الاقتصادي والجسماني

وعود العولمة

الاول : توحيد الاسواق لتصبح سوقا واحدا متنامي دائم التوسع لتشمل العالم بأسره مما يتيح فرصة ذهبية ومميزات من خلال الامور التالية

اولا : لا توجد اختناقات نتيجة ندرة بعض المنتوجات او تكدس السلع بسبب الفائض او حدوث ازمات في الاقتصاد فالعولمة تعالج ذلك بسوقها الواحد وافكار فورية

ثانيا : سرعة تصريف المنتوجات لسعة الاستهلاك الناشئ من توسع الاسعار وحاجتها وسهولة التجارة الالكترونية

ثالثا : امتياز الاسواق العالمية المفتوحة بسحوله ويسر وحرية الاختيار الواسع للمستهلكين الوكلاء والموزعين

الثاني : وعود المستهلكين هي

اولا ان السوق المفتوح المعولم ينتج للمستهلكين فرصة نادرة وحرية تامة لاختيار المنتج المناسب سواء كان سلعة او خدمة او فكرة وذلك بأقل الاسعار واكبر جودة ممكنة نتيجة التنافس الشديد بين الشركات

ثانيا التقاء اذواق المستهلكين مما يجعل توحدا متزايدا يسمح باستخدام المنتوجات الصناعية على المستوى العام

ثالثا ان الشركات متعددة الجنسيات وغيرها من اليات العولمة تعمل على زيادة درجة الترابط المتبادل بين الشعوب والحكومات وتنمية الشعور بالإنسانية ومباني السلام والرفاهية

رابعا بناء قاعدة فكرية قائمة على وحدة العالم وملئ فراغ القطاع العسكري الذي احدثته الحروب العالمية وما بعدها فان في العولمة لم تكن هناك حروب باردة او ساخنة

خامسا معالجة اسباب القلق والخوف والدمار التي تسببها الحروب وفتح ابواب التعاون والمشاركة والاستثمار المشترك ليعيش العالم بتناغم عام وسلام

الثالث : انتاج عالمي تعد العولمة نتيجة للاستفادة من اساليب ووسائل الانتاج المتقدمة وتطبيق التكنلوجية بجدية في الانتاج

اولا الوفرة الاقتصادية نتيجة زيادة حجم الانتاج مما يوجب انخفاض في التكاليف المتغيرة

ثانيا طفرة في الانتاج من حيث الكم الامر الذي يرفع من حجم الانفاق والسعة وموفورات الحجم الكبير

ثالثا طفرة في الانتاج من حيث النوعية والجودة والمواصفات فان الانتاج حسب معايير دقيقة ومسبقة لتحقيق الاداء الراقي والاشباع المرتفع والرضاء التام من المستهلكين

رابعا طفرة في معالجة تكاليف الانتاج مطلقا من حيث استغلال قدرات التشغيل كالطاقة المحركة ومواد الخام وغيرها ومن حيث الوقت والزمن وعوامل الاداء والحركة والنقل

الرابع : وعود العمالة فقد وعدة العولمة العمال بما يلي

اولا توظيف كامل للقوة العاملة مع اقامة افضل نظام للتدريب واكتساب المعارف وتنمية القدرات وسقل الخبرات

ثانيا ايجاد عائد ومردود من الدخل ومن تحسن الوظائف وامتلاك ادخال متصاعدة وبالتالي امكانيات هائلة لتحسين المعيشة

ثالثا تطبيق الاختراع وتجميع الامكانيات وتشجيعهم على المزيد ورعايتهم

الخامس : وعود الدول النامية ، اندماج الاقتصاد العالمي سيتيح للدول النامية فرص جيدة للتنمية والازدهار مثل زيادة الطلب على منتوجاتها الاولية والزراعية التي تشجعها تلك الدول وزيادة التوسع بالسياحة وزيادة فرص التصنيع والانتاج بدخول الاستثمار الاجنبي المباشر .

فلو كنا وهذه الوعود فنقول انها مجرد رؤى اذ ان هذه الوعود نفسها التي وعدة بها الدول المستعمرة للدول المستعمَرة وكل هذه خطابات ليس لها أي تطبيق في الواقع .