< قائمة الدروس

الأستاذ السيد علي السبزواري

بحث فقه الاقتصاد

39/08/13

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع : الاقتصاد موضوعه ونظامه ومفرداته

ذكرنا ما يتعلق بالعولمة الاقتصادية ووعودها وكيف ان مناصروها وعدوا الشعوب بالحرية وغيرها وقد تقد ذكر ذلك لكن لنا تعليقات على ما تقدم

التعليق الاول : ان العولمة الاقتصادية صورة ثانية عن الاستعمار الذي كان سياسيا واقتصاديا وثقافيا والذي يقوم بهذا الدور الشركات الكبرى العالمية والحكومات الامبريالية تحت غطاء الاقتصاد

التعليق الثاني : ان وعود العولمة الاقتصادية نفس وعود المستعمرين حيث وعدوا الشعوب التي استعمروها بالرفاهية والحرية

التعليق الثالث : ان تلك الوعود اقرب الى النظريات حيث لا يمكن تطبيقها في الواقع العملي لكثرة المشاكل والاختناقات الاقتصادية التي اوجدوها بأنفسهم

التعليق الرابع : ان تسلط الشراكة العالمية على النشاطات الدول الاقتصادية يجعلها ترزح تحت سلطتها فلا يصح لأحد ان يقول بوجود حرية اقتصادية للدول النامية ويظهر ذلك جليا من فرض العقوبات الاقتصادية من الدول الكبرى اذا لم تقم الدول النامية بتنفيذ سياساتها والرضوخ لقوانينها

التعليق الخامس : ان الحروب المصطنعة التي تثيرها الدول الامبريالية من اجل بيع الاسلحة للدول النامية شاهد على تفاهة تلك الوعود

التعليق السادس : ان العولمة الاقتصادية هي نفس الإمبريالية الاقتصادية التي تقدم انها من اجل الاستيلاء على ثروات الدول النامية والاستحواذ على منتجاتها لتبديلها بمنتجات اخرى تنتجها الشركات التي تحت رعايتها

التعليق السابع : ان العولمة بجميع نشاطاتها هي محو الحضارات والثقافات والأديان وتبديلها بنشاطات بديلة قد صنعتها العلمانية لفرضها على شعوب العالم

التعليق الثامن : ان الإسلام وان ضمن الحرية الاقتصادية بين الشعوب والدول لكن هذه الحرية لا تمس كرامة الانسان ولا تمحو الثقافات المختلفة ولا تفرض الاستغلال والهيمنة على الاخرين فانها جعلت لتلاقي الشعوب والاستفادة من تجارب الامم لأعمار الارض وتدل عليه جملة من النصوص

التعليق التاسع : أن العولمة الاقتصادية المزعومة من اهم ركائز الاستعمار واشد الوسائل في استعباد الشعوب وفرض سيطرة الدول الامبريالية على الدول النامية بعد فشلها سياسيا

التعليق العاشر : ان العولمة الاقتصادية هي الوجه القبيح للعلمانية وقد اراد اصحابها تزينها بتلك الوعود البراقة

استراتيجية العولمة

اتسمت العولمة الاقتصادية باستراتيجيات تسعى لتنفيذها بكل الوسائل المتاحة وقد انتج منظمات عملاقة اختص كل منها بجانب من جوانب الاقتصاد العالمي وعملت جميعها من اجل تحقيق اهداف العولمة الاقتصادية وقد اتخذت العولمة الاقتصادية شعار التحرر واصبح السمة المميزة للسياسة الاقتصادية لمعظم دول العالم وقد شمل المجالات الثلاثة الرئيسية للاقتصاد

أولا : تحرير النظام النقدي ومن يقوم بمراقبته والمسيطر عليه عالميا هو صندوق النقد الدولي

ثانيا : تحرير النظام المالي والمصرفي في دول العالم والبنك الدولي هو الذي يقوم بالمراقبة والسيطرة على هذه العملية

ثالثا : تحرير التجارة العالمية حيث يتم بواسطة منظمة التجارة العالمية وما يتفرع عنها من المؤسسات ولقد أدت قرارات هذه المنظمات الى تعاظم دور الشركات متعددة الجنسيات وازداد الاتجاه نحو التكتل الاقتصادي الاقليمي

واذا أردنا توضيح عمل تلك المنظمات في العلاقات الترددية بين البنك الدولي وصندوق النقد الدولي فانهما ينصبان بمنظمة التجارة العالمية فمثلا البنك الدولي والصندوق الدولي يتعاونان في تنسيق التعاون وتوحيد سياسات النقد والصرف، ومن البنك الدولي تنتج برامج التكيف الهيكلي ومن الصندوق تنتج برامج وسياسات الاصلاح الاقتصادي كلها تنصب في منظمة التجارة العالمية ومن المعلوم ان هذه العلاقات تغفل عن قصد مؤسسات اقتصادية اخرى كمؤسسات اقتصادية اسلامية عالمية ذات ثقل في هذه المعادلة كالبنك الاسلامي للتنمية والغرض واضح مما ذكرناه انفا هو تهميش تلك المؤسسات في صنع القرار العالمي وان كان الهدف في تلك المؤسسات ينسجم مع اهداف المنظمات الثلاثة العالمية .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo