الموضوع: اشتراط رفع اليدين في القنوت

 الوارد فيما يذكر في القنوت من الروايات عدّة السن وبعبارة اخرى هل ان القنوت هو دعاء بهيئة خاصة أو ان القنوت هو تضرع اما في الدعاء أو تضرع في الثناء أو تضرع في النجوى أو تضرع في الذكر

 فهل القنوت دعاء بهيئة خاصة أو ان القنوت تضرع وخشوع في امور متعددة؟

 فاذا بني على ان القنوت هو دعاء بهيئة خاصة فان الحاق الذكر والامور الاخرى التي ذكرها الماتن تحتاج الى دليل وبعكس ذلك لوقلنا ان القنوت هو تضرع وخشوع ومسكنة فهو عبادة بدنية ونفسانية تطرئ على عبادات اخرى

 ومرّ بنا ان النبي (صلى الله عليه واله وسلم) في كل ليله ونهاره بدنه كان خاشعا لله تعالى فان جلسته دائما جلسة العبد وهو دائما متوجه الى القبلة وهذه حالة خشوع دائم في البدن

 هنا وجه ثالث وهو ان يقال ان نفس الدعاء لغة يستعمل بمعنى النداء او الطلب او الحاجة فيقال في اللغة دعوته أي ناديته وتعريف دقيق في اللغة وهو دعوته بمعنى طلبت إقباله فالدعاء ليس مطلق النداء بل نداء لطلب النداء ولمن يقبل عليك وهذا معنى عام يشمل المدح والثناء والتمجيد وعليه فان معنى الدعاء اذا كان هو المؤانسة فهو يشمل وله وجه وجيه فيكون المعنى اللغوي للدعاء شامل لهذه الامور

 أما الروايات بألسنتها المتعددة

 الأول: ماورد ان أدنى القنوت خمس تسبيحات في أبواب القنوت الباب 6 أدنى القنوت خمس تسبيحات أو ثلاث

 الثاني: في الباب 6 من أبواب القنوت الحديث 4 يجزي في القنوت في الضرورة ثلاث مرات بسم الله الرحمن الرحيم وقلنا ان حقيقة البسملة هي دعاء وتوسل كقول الانسان استعين ببسم الله الرحمن الرحيم

 الثالث: صحيحة عبد الرحمن بن أبي عبد الله في أبواب القنوت الباب 3 الحديث الأول عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال القنوت في الوتر الاستغفار وفي الفريضة الدعاء

 الرابع: صحيح الحلبي في ابواب القنوت الباب 9 الحديث 2 عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن القنوت في الوتر هل فيه شيء موقت يتبع ويقال؟ فقال لا، إثني على الله عز وجل وصل على النبي واستغفر لذنبك العظيم ثم قال (عليه السلام) كل ذنب عظيم فليس في القنوت شيء موقت

 وهذه الرواية في صدد التعيين الفردي بينما مايفيدنا هنا هو الاطلاق الماهوي

 أيضا صحيح اسماعيل بن الفضل في نفس المصدر الباب 9 الحديث الأول قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن القنوت وما يقال فيه؟ فقال ماقضى الله على لسانك ولا اعلم فيه شيئا مؤقتا

 وهذه جملة من الألسن لو لم نبني على عموم القنوت لمطلق التضرع او ان الدعاء هو لكل شيء وكون القنوت هو دعاء لكان في هذه الالسن التي مرت بنا في الروايات كفاية للتأكيد على مشروعية ورجحان غير طلب الحاجة في القنوت

 وخلاصة الاستفادة ان الأقرب كون القنوت في اللغة بمعنى التضرع والخشوع وهنا حالة اخرى يشمل التضرع والذكر والنجوى وطلب الحاجة فالتضرع هو قنوت وهذا هو الوجه الأول

 الوجه الثاني لو بنينا على ان القنوت دعاء فالصحيح ان الدعاء هو النداء بأن يقبل عليك المنادى أي المدعو

 الوجه الثالث لو بنينا على ان القنوت دعاء وطلب حاجة ولكن مع ذلك نقول ان هذه الالسن الواردة من النصوص دالة على توسعة شرعية للقنوت للثناء والتمجيد والذكر وغيرها لاخصوص طلب الحاجة

 واما القنوت الجامع فهو كما في مصححة معاوية بن عمار في أبواب الدعاء الباب 31 الحديث 5 عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال إنما هي المدحة ثم الثناء ثم الإقرار بالذنب ثم الصلاة على النبي واله ثم المسألة وانه والله ماخرج عبد من ذنب الاّ بالإقرار فالدعاء الجامع هو هكذا

 أيضا في أبواب الدعاء الباب 47 ورد اطلاق الدعاء على مجرد التمجيد والثناء كما في الدعاء قبل طلوع الشمس وقبل غروب كل يوم

 وهذا تمام كلام العروة في ديباجة القنوت

 مسألة 1: يجوز قراءة القرآن في القنوت خصوصا الآيات المشتملة على الدعاء كقوله تعالى: " ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب " ونحو ذلك فهنا الماتن لم يخصص القران الذي يجوز قرائته في القنوت بما يشتمل على طلب الحاجة

 وكان النبي (صلى الله عليه واله وسلم) فضلا عن كونه هو يقرأ القران كان يجب ان يقرأ له القران فينصت ويستمع كما تذكره الروايات

 فيصح ان يأتي الانسان بالقنوت لأجل أن يستلذ بنجوى الله فهو من ذكر الرب للعبد فإن ذكر الله للعبد هو أعظم من ذكر العبد للرب لذا يسمى نجوى

 مسألة 2: يجوز قراءة الأشعار المشتملة على الدعاء والمناجاة مثل قوله: إلهي عبدك العاصي أتاكا * مقرا بالذنوب وقد دعاكا ونحوه فليس من الضروري ان يكن الدعاء نثرا بل يصح ان يكون الدعاء في الشعر فقد يكون الدعاء في الشعر وقعه في القلب أكثر