< قائمة الدروس

بحوث خارج الفقه

الأستاذ الشيخ يوسف السبيتي

35/03/20

بسم الله الرحمن الرحیم


مسألة : 32
( الراجع من سفر المعصية إن كان بعد التوبة يقصِّد، وإن كان مع عدم التوبة فلا يبعد وجوب التمام عليه، لكون العود جزءاً من سفر المعصية، لكن الأحوط الجمع حينئذ ) .

البحث
- أما مسألة، من تاب عن معصيته في السفر وأراد أن يرجع فعليه التقصير لمقتضى القاعدة وهي : كل من سافر قصّر وهذا ما لا خلاف فيه .
وأما لو لم يتب وأراد الرجوع الى وطنه فإنه يقصِّر أيضاً إلا إذا كان رجوعه الى وطنه جزءاً من سفر المعصية كما لو كان الرجوع تكملة للمعصية، ودواماً لها كما لو سافر ليشتري الخمر وعند رجوعه حمل الخمر معه الى الوطن، فإنه يتم . فمع عدم استمرار المعصية عند رجوعه فإنه يقصَّر خصوصاً إذا كان الرجوع لأجل أمر مستحب أو واجب، كما لو اراد الرجوع الى وطنه لينفق على عياله وأهله، ويكفي تحقق الانفصال بين الذهاب والإياب ولو آناماً، ولا يحتاج الى مضي مدة من الزمن بعد تحقق المعصية وبين الرجوع الى بلده، فضلاً عن ان يقيم أياماً لكي يرجع، أو أن يذهب الى بلد آخر بعد المعصية قبل ان يرجع الى وطنه. ولا دليل على عد الرجوع جزءاً من سفر المعصية، إن لم يكن متلبساً رجوعه في المعصية إما ذاتاً أو استمراراً لفسره الأول كما ذكرنا آنفاً .
والمناط في عد الرجوع جزءاً من سفر المعصية هو العرف، ولا أظن أن العرف يرى ذلك، بالاضافة الى أن روح الشريعة الإسلامية هو سهولة الشريعة وسماحتها خصوصاً إن بقي مدة بعد المعصية حتى يرجع .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo