< قائمة الدروس

بحوث خارج الفقه

الأستاذ الشيخ يوسف السبيتي

36/03/08

بسم الله الرحمن الرحیم

مسألة 35 : إذا اعتقد أن رفقاءه قصدوا الإقامة فقصدها ثم تبين أنهم لم يقصدوا فهل يبقى على التمام أو لا فيه صورتان :
إحدهما : أن يكون قصده مقيدا بقصدهم.
الثانية : أن يكون اعتقاده داعياً له إلى القصد من غير أن يكون مقيداً بقصدهم، ففي الاولى يرجع الى التقصير، وفي الثانية يبقى على التمام، والأحوط الجمع في الصورتين .[1]

قد يقال بأن ما فرَق فيه الماتن (قده) بين الصورتين المذكورتين غير مفرِق بينهما وذلك لأن النظرة العرفية هي المناط في فهم المسائل والقضايا.وحينئذ نقول ما الفرق بين أن يكون قصده مقيداً بقصدهم وبين أن يكون قصدهم داعياً الى قصده فالعرف يفهم من الحالتين بأنه تابعلهم في قصدهم للإقامة فان كان قصدهم واقعياً للإقامة عشرة أيام فهو سيكون تابعاً لهم في ذلك وان لم يكن قصدهم واقعياً لها فهو لن يكون قاصداً لذلك، خصوصاً فرض المسألة أنه لن يستقل عنهم في الحل والترحال بل حاله حالهم بقوا أم رحلوا، أقاموا أم سافروا.ولذا نقول بأنه عليه التقصير في كلا الصورتين ولو لم يبق الا يوم واحد. لأنه في واقع الحال، لم ينو الاقامة عشرة أيام على نحو العلم بذلك وهذا هو المستفاد من النصوص والروايات التي تقيد نية الإقامة بالعلم بها ( وان يجمع ويعزم عليها. ( ( حتى يجمع على مقام عشرة أيام ) (اذا عزم الرجل أن يقيم عشراً ) ( أيقنت أن لك بها مقام عشرة أيام ) وغير ذلك، لإعتبار أن رفقاءه لم يقصدوا العشرة فعلاً وواقعاً وحقيقةً فكذلك لا يكون قد تحققت منه الاقامة حقيقة، بلتحققت منه وهماً وخيالاً وهذا بطبيعة الحال لا يكفي للحكم بالتمام.اللهم الا أن يكون مراد الماتن) قده( من الصورة الثانية هو قصده للإقامة على نحو الاستقلال عن رفقائه وان كان قصده لها محبةً لهم وارضاً لهم.ولكن ذلك غير واضح من كلامه ( قده ) خصوصاً انه أناط قصده بقصدهم وربط اقامته باقامتهم.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo