< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ يوسف السبيتي

بحث الفقه

38/08/19

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: القول في الأنفال.

مسألة - الظاهر إباحة جميع الأنفال للشيعة في زمن الغيبة على وجه يجري عليها حكم الملك من غير فرق بين الغني منهم والفقير إلا في إرث من لا وارث له، فإن الأحوط لو لم يكن الأقوى اعتبار الفقر فيه، بل الأحوط تقسيمه على فقراء بلده، والأقوى إيصاله إلى الحاكم الشرعي، كما أن الأقوى حصول الملك لغير الشيعي أيضا بحيازة ما في الأنفال من العشب والحشيش والحطب وغيرها، بل وحصول الملك لهم أيضا للموات بسبب الاحياء كالشيعي.

 

وذلك لعموم الادلة الدالة على أن أئمة اهل الهدى (صلوات الله عليهم اجمعين) قد اباحوا ذلك لشيعتهم سواءً كانوا فقراء أم أغنياء فيملكوها بالحيازة بل يملكها غيرهم أيضًا بالحيازة. وقول الإمام (عليه السلام) (أحللنا لشيعتنا) كما في رواية الحارث بن المغيرة:

-(عن أحمد بن محمّد ابن أبي نصر، عن أبي عمارة، عن الحارث بن المغيرة النصري عن أبي عبد الله (عليه‌ السلام) قال: قلت له: إنّ لنا أموالاً من غلاّت وتجارات ونحو ذلك، وقد علمت أن لك فيها حقّاً؟ قال: فلم أحللنا إذاً لشيعتنا إلاّ لتطيب ولادتهم، وكلّ من والى آبائي فهو في حلّ ممّا في أيديهم في حقّنا فليبلغ الشاهد الغائب)[1] .

وغيره في هذا الباب.

إنما المراد منه كما هو واضح أن الأئمة (عليهم السلام) قد أباحوا ذلك لعموم الناس لأجل شيعتهم وعليه تكون الشيعة من العلة الغائية. بالإضافية إلى ما ورد عنهم (عليهم السلام) (من حاز ملك). وأيضًا قوله (عليه السلام) (ثم هي لكم مني).

وقوله (عليه السلام): (من أحيا أرضًا مواتًا فهي له)

-(وعنه (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: عادي الأرض لله ولرسوله، ثم هي لكم مني، فمن أحيا مواتا فهي له)[2] .

وأيضًا راجع الوسائل ج9، من ابواب الانفال.

هذا بالإضافة إلى السيرة القطعية المستمرة بين المتشرعة، فإننا نرى بالوجدان أن الناس يتصرفون بهذه الانفال ويحوزونها ويستفيدون منها من غير نكيرٍ أو اعتراضٍ من أحد، سواءً كانوا فقراء أم أغنياء في المقام.

 

وقد تم بعون الله وفضله ورأفته ورحمته عليّ وأنا الأقل الفاني يوسف السبيتي العاملي عامله الله ووالديه والمؤمنين بلطف عنايته وتمام رعايته كتابه الخمس مع ملحقه من الأنفال تعليقًا على كتاب تحرير الوسيلة للسيد الإمام الخميني مفجر ثورة العدل والحق على الظلم وألجور في عصرنا الحاضر ومؤسس الجمهورية الإسلامية المباركة التي ساهمت في إعزاز المؤمنين والمسلمين والمستضعفين في العالم، (فرحمة الله تعالى عليه) وحشره مع سادتي ومواليّ محمد وآله (عليهم السلام) ورزقنا الله شفاعتهم (عليهم السلام) وشفاعته (رضوان الله تعالى عليه).

هذا وقد استغرق الوقت بتأليفه ما زاد عن الخمسة اشهر

(من الاثنين: 12/12/2016 –12/03/1438

الى الثلاثاء: 16/05/2017 – 19/08/1438)

مع كثرة الاشغال والأعمال وما يحيط بنا من ظروف عصيبة وصعبة سواءً منها السياسية والأمنية والإقتصادية والحرب الضروس التي يشنها علينا الإستكبار العالمي الصهيوني والتكفيري وسواءً منها العسكرية والناعمة مع ما أعانيه من الأمراض والبلايا، ونسأل الله تعالى أن يوفقني بحرمة محمد وآله (صلوات الله وسلامه عليه وعليهم) لإتمام التعليق على كافة الكتب والأبواب في تحرير الوسيلة للسيد الإمام الخميني (روحي فداه) والحمد لله أولًا وآخرًا وظاهرًا وباطنًا وله الشكر على ما اسبغ وأنعم وتفضّل وتكرّم، والصلاة والسلام على خير خلقه وسيد بريته محمدٍ وآله الأطهار الميامين (صلوات ربي عليهم اجمعين).

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo