< فهرست دروس

الأستاذ السيد ابوالفضل الطباطبائي

بحث الفقه

37/12/26

بسم الله الرحمن الرحيم

المسألة الثانية : ينبغي أن لا يكون النظر في اختيار المرأة مقصورا على الجمال و المال ، فعن النبي | "من تزوج امرأة لا يتزوجها إلا لجمالها لم ير فيها ما يحب، و من تزوجها لمالها لا يتزوجها إلا وكله الله إليه ، فعليكم بذات الدين " بل يختار من كانت واجدة لصفات شريفة صالحة قد وردت في مدحها الأخبار فاقدة لصفات ذميمة قد نطقت بذمها الآثار ، و أجمع خبر في هذا الباب ما عن النبي | أنه قال : " خير نسائكم الولود الودود العفيفة ، العزيزة في أهلها ، الذليلة مع بعلها ، المتبرجة مع زوجها ، الحصان على غيره ، التي تسمع قوله و تطيع أمره إلى أن قال ألا أخبركم بشرار نسائكم ؟ الذليلة في أهلها ، العزيزة مع بعلها ، العقيم الحقود التي لا تتورع من قبيح ، المتبرجة إذا غاب عنها بعلها الحصان معه إذا حضر ، لا تسمع قوله ، ولا تطيع أمره ، وإذا خلا بها بعلها تمنعت منه كما تمنع الصعبة عن ركوبها ، لا تقبل منه عذرا ولا تقيل له ذنبا " وفى خبر آخر عنه |" إياكم وخضراء الدمن ، قيل يا رسول الله : وما خضراء الدمن ؟ قال : المرأة الحسناء في منبت السوء " .)[1]

مر في الدرس السابق أن المسألة الأولى هي كبرى المسائل التي ستأتي لاحقاً، فعلى ذلك لابد من أن تكون المسألة الثانية من صغريات المسألة الأولى، لأن الأولى كانت في صفات الزوجين، وهذه بدأت بتلك الصفات.

ومما يلاحظ في المقام أن جمال الزوجة يعتبر من الكمال فالإسلام يهتم به، غير أنه في مسألة النكاح هو فضل، والبحث عن كمال الزوجين فرض، ولأجل أهمية مسألة الجمال خص الشيخ الحر العاملي أربعة أبواب، يشير إلى أهمية الجمال في مسألة الزواج.

الروايات التي ذكرها في المقام فيستفاد منها شيئان، الأول: الحث على الزواج من المرأة الصالحة، والثاني: الإشارة إلى صفات الزوجة.

 

الحديث الأول :

عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‌ مَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً لَا يَتَزَوَّجُهَا إِلَّا لِجَمَالِهَا لَمْ يَرَ فِيهَا مَا يُحِبُّ وَ مَنْ تَزَوَّجَهَا لِمَالِهَا لَا يَتَزَوَّجُهَا إِلَّا لَهُ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ فَعَلَيْكُمْ‌ بِذَاتِ‌ الدِّينِ[2] ‌.

الحديث الثاني :

عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى وَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ | فَقَالَ: إِنَّ خَيْرَ نِسَائِكُمُ الْوَلُودُ الْوَدُودُ الْعَفِيفَةُ الْعَزِيزَةُ فِي أَهْلِهَا الذَّلِيلَةُ مَعَ بَعْلِهَا الْمُتَبَرِّجَةُ مَعَ زَوْجِهَا الْحَصَانُ عَلَى غَيْرِهِ الَّتِي تَسْمَعُ قَوْلَهُ وَ تُطِيعُ أَمْرَهُ وَ إِذَا خَلَا بِهَا بَذَلَتْ لَهُ مَا يُرِيدُ مِنْهَا وَلَمْ تَبَذَّلْ كَتَبَذُّلِ الرَّجُل[3]

وثمة رواية أخرى بالمضمون نفسه في الكافي، وبعد التأمل في الروايتين ندرك أن الروايتين رواية واحدة، لأنه من عادة المؤلفين تقيطع الروايات حسب ما يحتاجون إليه في المؤلفات. ومما يؤيد هذا هو أن بعض المؤلفين ذكر الروايتين تحت عنوان واحد وفي الرواية الواحدة، وكذلك السيد الخوئي وصاحب الجواهر في مباني العروة والجواهر.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo