< قائمة الدروس

بحوث خارج الفقه

الأستاذ الشیخ ناجي طالب

35/02/14

بسم الله الرحمن الرحیم

العنوان:نجاسة الكلب والخنزير البحريين
* وأمّا الكلب البحريّان والخنزير فقد ذهب المشهور إلى طهارتهما، وهو الحقّ، فإنك إن تلاحظهما في الطبيعة على الإنترنت تعرف أنهما من أنواع السمك .
وخالفهم في ذلك ابنُ إدريس الحلي والتزم بنجاسة البحري منهما أيضاً بدعوى صدق عنوانهما على البحريين أيضاً كالبريين .
دليل المشهور :
أوّلاً : ما رواه في الكافي عن أبي علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن عبد الرحمن بن الحجاج قال : سأل أبا عبد الله (عليه السلام) رجلٌ وأنا عنده عن جلود الخز فقال : ( ليس بها بأس ) فقال الرجل : جعلت فداك، إنها علاجي في بلادي، وإنما هي كلاب تخرج من الماء ؟! فقال أبو عبد الله (عليه السلام) : ( إذا خرجَتْ من الماء تعيشُ خارجةً من الماء ؟ ) فقال الرجل : لا، فقال : ( ليس به بأس )[1] صحيحة السند، أي حتى ولو اُطلق عليها إسم (كلاب) فهي طاهرة، وذلك لأنها مائيّة وليست بريّة . فهي إذَنْ تُفيد أنّ جلود كلاب الماء طاهرة، وبالتالي نفس كلاب الماء طاهرة، ولوضوح الملاك تعرف طهارة خنزير البحر أيضاً .
ثانياً : إنّ الكلب والخنزير البحريين خارجان عن حقيقة البريّين واقعاً، والقدر المتيقّن من النجاسات هما البريّان، والبحريّان مشكوكان جدّاً، فالأصلُ طهارتُهما .
وبتعبير آخر، بما أنهما حقيقةٌ مغايرة للبريّين ـ لأنهما من الأسماك وخارجان عن الكلب والخنزير البريين حقيقة ـ فلا شكّ في أنّ إطلاق (الكلب والخنزير) عليهما هو إطلاق مجازي، وذلك لمجرّد مشابهتهما للبريّين في بعض الجهات فهما طاهران لا محالة، ولا موجب للحكم بنجاستهما بوجه . فإنّ البحر لا يوجد فيه ما يكون كلباً أو خنزيراً حقيقة، فلو وُجِدَ فإنما يوجد فيه ما هو من أقسام السمك، وقد يعبر عنه بأحد أسماء الحيوانات البريّة لمجرد مشابهته إياها في رأسه أو في بدنه، كإنسان البحر ـ الذي شاهدناه في متحف الإمام الرضا (عليه السلام) في مشهد المقدّسة ـ أو عجل البحر ـ كما نشاهده على الشاشات المرئيّة، خاصّةً الإنترنت ـ فإنهما من الأسماك من غير أن يكون الأوّلُ إنساناً حقيقة والثاني بقراً، وإنما سُمّيَ بـ (عِجْل البحر) لضخامته وكِبَرِ رأسه، ومن هذا الباب اِطلاقُ الأسد على العنكبوت حيث يقال له أسد الذباب، لأنه يفترس الذباب كما يفترس الأسدُ سائرَ الحيوانات، وقد يطلق (أسد البحر) على التمساح أيضاً، وذلك لأنه أشجع الحيوانات البحرية كما أن الأسد أشجع الحيوانات في البرّ .
ثالثاً : على فرض صحّة إطلاق الكلب والخنزير على البحريّين حقيقةً فلا شكّ في كون الإنصراف واضحاً إلى البريّين ـ كما ادّعى ذلك جماعةٌ من الأصحاب ـ فمجرّدُ الإشتراك اللفظي بينهما لا يضرّ في الإنصراف من شيء .

* أمّا المتولّد من أحدهما فالمرجع هو الحقيقة الناتجة، وذلك لأنّ موضوع النجاسة والطهارة ـ تكويناً ـ هو الحقيقة والماهية، وليس الإسم العرفي ـ كما يتوهّم البعض ـ فإنْ عرفنا أنه كلب مثلاً كان نجساً لا محالة، وإن عرفنا أنه شاة كان طاهراً لا محالة، ومع الشكّ لا يجب الفحص في المختَبَرات، للبراءة، وإنما يكفي النظرة العرفية، فإن صَدَقَ عليه ـ بنظر الناس ـ الحيوانُ الطاهر فهو طاهر، وإن صدق الحيوان النجس فهو نجس، وإن كان بينهما فقد يمكن أن ترجع إلى أصالة الطهارة وقاعدتها، لكن ـ مع ذلك ـ الأحوط وجوباً اعتبار ريقه نجساً، لا للعلم الإجمالي بينهما، فإنّ العلم الإجمالي ـ في هكذا حالة ـ غيرُ منجِّز، وليس لاستصحاب نجاسة المنيّ، لأنه قد تغيرّ وتبدّل إلى حقيقةٍ مغايرةٍ للمنيّ ـ كما هو الحال في الإنسان والحيوان الطاهر ـ وإنما لضِيْق دائرة المحتملات، وأهمية المحتمل، أي لخطورة الحيوان النجس من حيث حَمْلِه لجراثيم قاتلة، فلو وَلَغَ هذا الحيوانُ في إناءٍ، لا يجوز الأكلُ منه ـ على الأحوط وجوباً ـ لخطورة الأمر من الناحية الطبيّة فقط، خاصّةً إذا كان ملفّقاً بينهما، وهذا هو مسلكنا في هكذا حالات .




[1] وسائل الشيعة، الشيخ الحر العاملي، ج3، ص263، أبواب لباس المصلّي، باب10، ح1، ط الإسلامية.
[نظرةٌ إلى الفرق بين كلب البحر وخنزير البحر وعجل البحر وأسد البحر]
أمّا كلب البحر فهناك عدة حيوانات يطلق عليها إسمُ كلب البحر : منها سمكة كبيرة شبيهة بالقرش، ومنها : حيوان شبيه بالفقمة، ومنها : حيوان من فصيلة ابن عرس المنتمية لرتبة آكلات اللحوم من الثدييات يعيش في المياه.
وأمّا خنزير البحر فهو حوت صغير يشبه الدلفين، ويعتبر من أكثر خنازير البحر نشاطاً واجتماعية، وهو واحد من الكائنات البحرية التي تجذبها السفن المتحركة، ويتواجد في المحيطات في أكثر أنحاء العالم، وقد يعيش على عمق يزيد عن ألف متر . وحوت خنزير البحر آكل لحوم من الطراز الأول بالرغم من أن الأنواع المختلفة، لها بعض الأغذية المتباينة، فحوت خنزير البحر عديم الزعانف يتغذى على الأسماك مثل السردين، بينما حوت خنزير البحر الدال يتغذى على الحَبّار . طولُه أكثر من مترين بقليل . وزنُه من 30 كلغ إلى 160 كلغ . تُرضِع اُنثى خنزير البحر عجلَها لمدة 6 ـ 8 أشهر فقط، أما حوت خنزير البحر دالّ فإنّ الرضاعة عندهم تستمر لأكثر من سنتين .
وهناك بعض الخنازير البريّة يطلق عليها خنزير الماء أو خنزير النهر، وهو يعيش على الشواطئ، ويشبه خنزيرُ الماء الخنزيرَ العادي الصغير . وقد كتب عنه الدكتور ياسر الدرويش ما يلي : "خِنزيرُ الماءِ من الحيواناتِ البَحرِيّةِ التي يُمكِنُ أن تُرَى على الشّواطئِ، ويُسمِّيهِ بعضُ النّاسِ بـ حَمَلَ الماءِ . هو أكبرُ الحيواناتِ القارضةِ حَجماً، إذ يَبلُغُ طُولُهُ المترين، وقد يَصِلُ وَزنُهُ إلى 45 كلغ، ويُوجَدُ في بَانَاما الشَّرقِيّةِ وشَرقِيَّ جِبالِ الأنديزِ في أمريكا الجنوبيّةِ . يُغَطِّي جِسمَهُ المُكتَنِزَ شَعرٌ ذو لَونٍ بُنِّيٌّ مائلٌ للحُمرةِ، أو رماديٌّ في الجزءِ الأعلى من الجِسمِ، ولَونٌ بُنِّيٌّ مائلٌ إلى الصُّفرةِ في بَطنِهِ . كما يَتَمَيَّزُ بأنَّهُ حيوانٌ كبيرُ الرَّأسِ، مُرَبَّعُ الخَطْمِ، قَصيرُ الذَّنَبِ . يَستَطِيعُ خِنزيرُ الماءِ السِّباحةَ بسهولةٍ بمساعدةِ أقدامه ذات الغِشاءِ، ويَرعَى بالقربِ من الأنهارِ والبُحَيراتِ، وسَرْعانَ ما يَغطسُ في الماءِ عِندَ ظُهُورِ ما يُشِيرُ إلى أيِّ خَطَرٍ . يُعدُّ خِنزيرُ الماءِ الغِذاءَ المُفَضَّلَ للنَّمِرِ الأمريكيِّ والتَّمَاسِيحِ ولأهلِ أمريكا الوُسطَى وأمريكا الجنوبيّةِ، ولهذا تَتَناقصُ أعدادُهُ بسببِ صَيدِهِ"(إنتهى) .
وأمّا عجل البحر، فيمتاز عموماً بحجمه الصغير، بينما يملك طبقة سميكة من الفرو، والتي جعلته قديماً مطمَعاً للصيد.
وأمّا أسد البحر فهو حيوان بحري يشبه الفقمة، سُمّيَ أسدَ البحر لوجود عُرْف حول رقبة الذكور يشبه لبدة الأسد . وأسود البحر تعيش حياة نصف مائية، حيث تتغذى وتتنقل في المياه، بينما تتوالد وتنام على الأرض أو في الثلوج . كما أنها تعيش في المياه القطبية الشمالية والمياه المعتدلة والمياه الاستوائية . وتمتاز أسود البحر كافّة بالفرو القصير الخشن الذي يكسوها بالكامل .
وتمتاز أسود البحر بجسمها الضخم وكبر حجم فريستها الذي يختلف تماماً عن عجول البحر . تمتلك أسود البحر زعانف أمامية وعضلات صدرية أكبر من الفقمات، كما تستطيع أسود البحر أن تحني قوائمها الخلفية للأمام وتمشي على قوائمها الأربع مما يسهل قدرتها على المناورة على الأرض . وتعتبر أقل تكيُّفاً مع الحياة المائية، ويرجع سبب ذلك إلى تناسلها في بادئ الأمر على الأرض وقدرتها على الصيد على الأرض بسهولة أكبر عن الفقمات . وعلى الرغم من ذلك فإنّ سرعتها وقدرتها على المناورة تكون أكبر في المياه . وتنبعث قدرتها على السباحة من خلال استخدام الزعانف أكثر من استخدام الفقمات وأحصنة البحر. للحركات الملتوية للجسم بكامله .
ويمكن تمييز أسود البحر بشكل الرأس الشبيه بالكلب تماماً والأنياب الحادّة البارزة وكذلك صوان الأذن المرئي .
ويتراوح وزن ذكور الفقمات بين 70 كلغ في أصغر أنواع عجل البحر، وما يزيد عن 1000 كلغ في بعض أنواع أسد البحر.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo