< قائمة الدروس

بحوث خارج الفقه

الأستاذ الشیخ ناجي طالب

35/02/22

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع: التعرض إلى طهارة الناصبي
ليتك أخي العزيز تقرأ الروايات الكثيرة الواردة في الناصبي، ومع ذلك لم يُتعرض إلى نجاستهم، اَذكرُ عدةَ روايات منها :
1 ـ فقد روى في التهذيبين بإسناده عن موسى بن القاسم عن صفوان وابن أبي عمير عن عمر بن اُذَينة عن بريد بن معاوية العجلي عن الصادق (عليه السلام)قال : سألته عن رجل حج وهو لا يعرف هذا الأمر، ثم مَنَّ اللهُ عليه بمعرفته والدينونة به، عليه حجة الإسلام أو قد قضى فريضته ؟ فقال : ( قد قضى فريضته، ولو حج لكان أحب إليّ ) .
قال : وسألتُه عن رجل وهو في بعض هذه الأصناف من أهل القبلة ناصِبٌ منذ بُرْهَةٍ، مَنَّ اللهُ عليه بمعرفة هذا الأمر، يقضي حجة الإسلام ؟ فقال : ( يقضي أحبُّ إليّ ) وقال : ( كل عمل عَمِلَهُ وهو في حال نصبه وضلالته ثم مَنَّ اللهُ عليه وعرَّفَهُ الولايةَ، فإنه يؤجر عليه إلا الزكاة، فإنه يعيدها، لأنه قد وضعها في غير مواضعها، لأنها لأهل الولاية، وأما الصلاة والحج والصيام فليس عليه قضاء )[1] صحيحة السند، ولم يتعرّض الإمام (عليه السلام) لأهمّ شيء وهو ـ على فرض صحّته ـ نجاسةُ نفسه حينما كان ناصبيّاً ونجاسة كلّ شيء لامَسَه . فهل تقول : إذا رجع الناصبيّ إلى الحقّ تبعته الأواني التي كان يستعملها في الطهارة ؟! ثم على فرض رجوعه في الساعة الثانية إلى النَّصْب هل تقول تبقى هذه الأواني على الطهارة أم ترجع إلى النجاسة ؟! إنّ هذا لشيء مضحكٌ حقّاً .
2 ـ وروى الشيخ الصدوق في (عقاب الأعمال) عن أبيه عن أحمد بن إدريس عن محمد بن يحيى بن عمران عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حمّاد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ( ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت، لأنك لا تجد أحداً يقول : أنا أبغض محمداً وآل محمد، ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنكم تتولّونا وأنكم من شيعتنا )[2] ضعيفة السند بإبراهيم بن إسحاق(أبو إسحاق الأحمري) لكنها مظنونة الصدور جداً . ورواها في (صفات الشيعة) عن محمد بن علي ماجيلويه عن عمّه عن محمد بن علي عن المعلّى بن خنيس عن الصادق (عليه السلام) [3].
3 ـ مكاتبة محمد بن علي بن عيسى إلى الهادي(عليه السلام) يسأله عن الناصب هل يحتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت واعتقاد إمامتهما ؟ فرجع الجواب : ( مَن كان على هذا فهو ناصب )[4].
4 ـ خبر عبد الله بن المغيرة المحكي عن الروضة ـ كما في طهارة الشيخ الأعظم ـ قلت لأبي الحسن (عليه السلام) : إني ابتليت برجلين أحدهما ناصب والآخر زيدي ولا بُدَّ لي من معاشرتهما، فمن أعاشر ؟ فقال (عليه السلام) : ( هما سيّان ... ) ـ إلى أن قال ـ ( هذا نصَبَ لك، وهذا الزيديّ نصب لنا )[5].
5 ـ عن الفضيل عن الباقر(عليه السلام) عن المرأة العارفة هل أزوجها الناصب ؟ قال : ( لا، لأن الناصب كافر )[6].
6 ـ عن حمزة بن أحمد عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) قال : سألته وسأله غيري عن الحمّام إلى أن قال : ( ولا تغتسل من البئر التي يجتمع فيها ماء الحمام فإنه يسيل فيها ما يغتسل به الجنب وولد الزنا والناصب لنا أهل البيت وهو شرّهم )[7].
7 ـ عن محمد بن علي بن جعفر عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) ـ في حديث ـ فقال : ( كذبوا، يغتسل فيه ـ أي في الماء الذي اغتسل فيه ـ الجنبُ من الحرام والزاني والناصبُ الذي هو شرهما وكل مَن خَلَقَ اللهُ ثم يكون فيه شفاءٌ من العَين ؟! )[8].
8 ـ وفي التهذيب بإسناده ـ الصحيح ـ عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب (الحسين بن سعيد ـ خ) عن ابن أبي عمير عن جعفر بن البختري عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ( خذ مال الناصب حيثما وجدته، وادفع إلينا الخمس )[9] صحيحة السند، ومثله غيره عن المعلى بن خنيس وعن أبي بكر الحضرمي عن الصادق (عليه السلام).
مع كل هذه الجرأة في تكفير الناصبي وأنه شر خلق الله وأنه يؤخذ مالُه ومع وضوح عدم التقية في أيام صدور هذه الروايات لماذا لم تُذكَر نجاستهم طيلة العصر العباسي، على الأقل حين صدور هذه الروايات .
ألم يرد رواياتٌ في ذم النواصب وأنهم شرُّ خلْقِ الله ؟ إذن لماذا في هذه الأيام التي كانت تصدر فيها هكذا روايات لم تصدر رواياتٌ بنجاستهم، خاصة في زمان بداية تحوّل الأمر إلى بني العباس ورفعِهم شعار (الرضا لآل محمد) ؟! ولعَمري إن الأمر في غاية الوضوح، ولذلك فإما أن نحمل كلمة (لأنجس من الكلب) على القذارة النفسانية، وإمّا أن يكون الصحيح ( لأهون على الله من الكلب ) .
وإلاّ بالله عليك أليس اليهود في ذلك الزمان ـ كما في كل زمان ـ نواصب ؟! فكيف وردت فيهم روايات عديدة صحيحة صريحة بطهارتهم ؟!

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo