< قائمة الدروس

بحوث خارج الفقه

الأستاذ الشیخ ناجي طالب

35/03/21

بسم الله الرحمن الرحیم

العنوان: عرق الحيوان الجلاّل نجس

الثاني عشر : عرق الحيوان الجلاّل ـ أي الذي ينمو على النجاسات لفترة معتدّ بها ـ على الأحوط.
147 لا بدّ أوّلاً مِن ذِكْرِ كلّ روايات الباب فنقول :
1 ـ روى في الكافي عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ( لا تأكل اللحومَ الجلالة، وإن أصابك من عرقها شيء فاغسله ) صحيحة السند .
2 ـ وأيضاً روى في الكافي عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري(البغدادي، أصلُه كوفي، ثقة) عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ( لا تشرب من ألبان الإبل الجلالة، وإن أصابك شيء من عرقها فاغسله ) صحيحة السند .
ولم أرَ غير هتين الروايتين في موضوعنا هذا . وقال السيد محسن الحكيم في مستمسكه ـ في تعليقته على قول السيد اليزدي (من النجاسات عرقُ الإبل الجلالة) ـ ( كما عن الشيخين والقاضي والمنتهى . وعن الأردبيلي وتلميذه في المدارك وتلميذه في الذخيرة الميلُ إليه، بل نُسِب إلى مشهور القدماء .. والمحكيّ عن المتأخّرين الكراهةُ لما دلّ على طهارتها وطهارة سؤرها الملازم لطهارة عرقها)(إنتهى) ثم نَسَبَ الطهارةَ إلى أكثر المتأخّرين، ثم قال (.. اللهم إلاّ أن يقال يكفي في وهن الصحيح ـ يقصد صحيحة هشام ـ إعراضُ القدماء عن ظاهره، لأنه يوجب ارتفاع الوثوق المعتبر في حجّيته) .
أقول : يجب القول بنجاسة عرق الحيوان الجلاّل، ولا أقلّ للزوم الأخذ بصريح الصحيحتين السابقتين ـ والمراد بالحيوان الجلاّل هو الذي يعتاش على النجاسات ـ بل إنّ العرق الخارج من هذه الحيوانات هو من نتاج هذا البدن المربّى على النجاسات والذي ينمو عليها، ولذلك لا ينبغي أن يشكّ عاقل في لزوم الإجتناب عن عرق وسؤر الحيوانات الجلاّلة، لاحِظْ مثلاً ما رواه في يب عن محمد بن أحمد بن يحيى عن أبي عبد الله الرازي[1]عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة(كذّاب ملعون) عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : سألته عن البهيمة تُسقَى أو تطعم ما لا يحل للمسلم أكلُه أو شربه أيكره ذلك ؟ قال : ( نعم، يكره ذلك )[2] ضعيفة السند جداً . وقد تستدلّ على الكراهة ـ في خصوص ما يراد أكلُه من الحيوانات أو الطيور ـ بما ورد في روايات الحيوانات والطيور الجلاّلة من لزوم استبرائها كذا يوماً، ممّا يعني تأثير ما تأكله فيها، ولذلك نُهِي عن أكلها وشربِ لبنها، وقد ورد ذلك في عدّة روايات من قبيل مرسلة موسى بن أكيل عن بعض أصحابه عن أبي جعفر (عليه السلام) في شاةٍ شربت بولاً ثم ذبحت ؟ فقال : ( يُغسَل ما في جوفها ثم لا بأس به، وكذلك إذا اعتلفتِ العذرةَ، ما لم تكن جلاّلة، والجلاّلة هي التي يكون ذلك غذاءَها )[3] [4]، وظاهر ذيل الرواية أنّها إن كانت جلاّلة فإنّ الحكم فيها أشدّ، وهذا ما ينطق به الوجدان أيضاً .


[1] هو محمّد بن أحمد الجاموراني، ضعّفه القمّيّون واستثنوا من كتاب نوادر الحكمة ما رواه، وفي مذهبه ارتفاع، ذكر ذلك جش وست ..
[4] الجلاّلة مأخوذة من الجِلَّة وهي بَعْرُ الدوابّ، والجلاّلة هي التي تلتقط البعر والعَذِرَة وتتبعها .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo