< قائمة الدروس

بحوث الفقه

الأستاذ الشیخ ناجي طالب

37/04/09

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع : الوضوء المستحبّ في الضرورات
مسألة 38 : لا فرق في جواز المسح على الحائل في حال الضرورة ـ حتى ولو كانت الضرورة هي التقيّة المداراتيّة أو التقيّة الواجبة ـ بين الوضوء الواجب والمندوب . نعم في التقيّة لا ينبغي المسح على الحذاء لما ورد من نهي ومن خصوصيّة في ذلك، والفرض أنّ هذا الوضوء مستحبّ فلا ينبغي التوضّي أمامهم بالمسح على الحذاء لمداراتهم في الوضوء المستحبّ، فإنّ مبغوضيّة المسح على الحذاء أهمّ من مداراتهم في فرْض الوضوء المستحبّ . أمّا لو فرضنا أنّ السبب من المسح على الحائل هو وجود الحائل فعلاً ويريد إزالته بعد قليل فلا وجه ح في جواز المسح الآن على الحائل، وإنما يصبر حتى يزول الحائل .
أمّا في الضرورات غير التقيّة، كما لو كان في معركة مثلاً أو لم يمكن نزع الحذاء لمشكلةٍ في رجله مثلاً، فلا شكّ في جواز المسح على الحذاء كما في حال الحرج، بل قد يحرم المسح على البشرة في بعض الأحيان كما في حال الضرر، وقد مرّت الأدلّة على هذه المسألة قبل قليل في مسألة 33 و 35 . وأمّا في حال التقيّة فقد عرفتَ استحباب العمل بمقتضاها في التقيّة المداراتيّة حتى ولو كان هناك مندوحة في التوضّي في بيته مثلاً ولا يجب الإعادة، لأنّ الملاك في التقيّة المداراتيّة هو التحبّب والمداراة كما رأيت في روايات (صلّوا في مساجدهم) و(صلّوا في عشائرهم) وأنّ (من صلى معهم في الصف الأول كان كمن صلى خلف رسول الله w) وغيرها .. وهو يتأتّى في الوضوء المستحبّ أيضاً . ولكن في حال التقيّة اللزوميّة بما أنّ الوضوء استحبابيّ فلا موجب للوضوء التقيّتي إلاّ إذا أتى به من باب المداراة والتحبّب . وقد ذكرنا في السابق أنه لم يستشكل أحد في جواز المسح على الحائل في الضرورات، كما إذا كان يخاف على نفسه من تشقّق رجلَيه من شدّة البرد، وأنت تعلم برفع الضرر والحرج عن الناس، أمّا رفع الضرر فواضح ولو من استفاضة أحاديث (لا ضرر ولا ضرار) وما رووه عن الإمام الصادقt (ما من شيء حرّمه اللهُ إلاّ وقد أحَلَّه لمن اضطر إليه ) وقولهمi (كلُّ ما غلب الله عليه فاللهُ أولى بالعذر ) وما رواه الشيخ الصدوق في التوحيد والخصال عن أحمد بن محمد بن يحيى عن سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبد الله عن أبي عبد اللهt قال قال رسول الله8 : (رفع عن أمتي تسعة أشياء : الخطأ والنسيان وما أكرهوا عليه وما لا يعلمون وما لا يطيقون وما اضطروا إليه والحسد والطيرة والتفكر في الوسوسة في الخلق (الخلوة ـ خ) ما لم ينطقوا بشفة ) [1]، وأمّا رَفْعُ الحرجِ فيكفيك قولُه تعالى[مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ ] [2].

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo