< قائمة الدروس

بحث الأصول

الأستاذ الشیخ ناجي طالب

35/06/07

بسم الله الرحمن الرحیم

العنوان: القراءات العشرة

أقول : ما ذكره سيدنا الخوئي لا يخلّ بحجيّة القرآن الكريم الموجود فعلاً بين أيدينا، على أنّ ما نقلوا من آيات مدّعاة هي ضعيفة أدبياً إلى حدّ لا تصدر من أديب عربي عادي فضلاً عن أن تكون بمستوى آيات القرآن الكريم . ويكفينا أن نقول : طالما كان القرآن الكريم هو نفسه الموجود في أيام الأئمّة (عليهم السلام) وهم سكتوا عنه وجعلوه لنا ميزاناً نَرجع إليه لنميّز بين الحقّ والباطل، إذن هو حجّة من جميع الجهات وبكلّ ما للكلمة من معنى، أقصد أننا لا نحتمل وجود قرينة متّصلة أو منفصلة حذفت من كتاب الله بحيث تَغيَّرَ المعنى أو اختلّ .
وأمّا بالنسبة إلى اختلاف القراءات فإنّ الواجب علينا أن نأخذ بما ثبت إمضاؤه من الأئمّة عليهم السلام، مثل يطهرن، فالموجود في القرآن الكريم الذي نقرؤه هو [يَطْهُرْنَ] وقرأها بعضهم (يَطَّهَّرْنَ)، قال تعالى[ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ المَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي المَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ، فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ ][1] .


نظرةٌ إلى القراءات العشرة
لا شكّ أنّ الأحوط القراءة بإحدى القراءات العشرة ما لم يعلم شذوذها، والقاعدةُ أنه يكفي القراءةُ على النهج العربي المتداول في زمن أئمّتنا (عليهم السلام) مع أنّ المنسوب إلى أكثر علمائنا وجوب القراءة بإحدى السبع، واستدلّ له بأنّ الإشتغال اليقيني يستدعي الفراغ اليقيني، ولإتفاق المسلمين على جواز الأخذ بها إلا ما علم رفضه وشذوذه، فعن الشيخ الطوسي في التبيان أنّ المعروف من مذهب الإمامية والتطلّع في أخبارهم أنّ القرآن نزل بحرف واحد غير أنهم أجمعوا على جواز القراءة بما يتداوله القرّاء وأنّ الإنسان مخيّر بأيّ قراءة شاء قرأ، ونحوَه قال الطبرسي في مجمع البيان، واستدلّ بعضهم على جواز القراءة بإحدى القراآت السبعة باتّفاق المسلمين على جواز القراءة بإحداها، رغم استبعادنا تواترَ هذه القراآت عن النبيّ (ص) أو تواترَ جوازِ القراءة بها عنه (ص) !! ..
وقبل أن ننظر في أدلّة جواز القراءات يجب أن نذكّر بأنّ كلامنا إنما هو في التغاير البنيوي في الكلمات لا في الإمالة ونحوها ممّا يدخل في اللهجات .
فنحن ـ إذَنْ ـ سنتكلّم في مثل [ مالك ] و(ملك) و[ فتبيّنوا ] و(فتثبّتوا) و[ عليهِمْ ] و(عليهُمْ) و(عليهِمُ)، لا في مثل [ طه ] و[ لتشقَى ] التي يصحّ قراءتها كما نقرؤها في بلادنا و[ طه ] و[ لتشقَى ] اللتان يقرؤهما بعضُهم بين المفتوحة والمكسورة كما تقول (ماء)، فإنّ الإمالة في هاء [ طه ] وفي ألف [ تشقَى ] تدخل في اللهجات ولا كلام فيها بين أحد من الناس، كما لا إشكال في قراءة [ الصراط ] بالسين والصاد، وذلك لأنها مكسورة، فلا مشكلة في البين عند كلّ العرب، ومثلُها [ بَسْطَةً ] بالسين والصاد .
فقد قرأ عاصم والكسائي ويعقوب وخلف[ مالك يوم الدين ] وقرأها الباقون (ملك)، فهل يجوز لك أن تقرأ في الصلاة (مَلِكِ) كما قرأها الباقون ؟ هنا الكلام .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo