< قائمة الدروس

بحث الأصول

الأستاذ الشیخ ناجي طالب

36/03/03

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع : إستـثـناءً : هل قُـتِـلَ رسولُ الله (ص) بالسمّ ؟
( هل قُتِلَ رسولُ الله (ص) بالسمّ ؟ )
في كتاب (الخرائج والجرائح) للفقيه المحدث قطب الدين الراوندي المتوفَّى سنة 573 هـ ق، وكذا في (مناقب آل أبي طالب) تأليف ابن شهرآشوب المتوفى سنة 588 ه‌ قالا :
رَوَى الحسن بن أبي العلى(مهمل، وفي البحار : الحسين بن أبي العلاء) عن جعفر بن محمد قال الحسن بن علي (عليه السلام)لأهل بيته : ( إني أموت بالسم، كما مات رسول الله (ص) ) فقالوا : ومن يفعل ذلك ؟ قال : ( اِمرأتي جعدة بنت الأشعث بن قيس، فإن معاوية يدس إليها ويأمرها بذلك )، قالوا : أخرجها من منزلك، وباعدها من نفسك، قال (كيف أخرجها ولم تفعل بَعْدُ شيئاً، ولو أخرجتُها ما قتلني غيرها، وكان لها عذر عند الناس ) . فما ذهبت الأيام حتى بعث إليها معاوية مالاً جسيماً، وجَعَلَ يُمَنِّيها بأن يعطيها مئة ألف درهم أيضاً ويُزَوِّجها من يزيد، وحمل إليها شربة سم لتسقيها الحسن . فانصرف إلى منزله وهو صائم فأخرجت له وقت الإفطار ـ وكان يوماً حارّاً ـ شربةَ لبن، وقد ألقت فيها ذلك السم، فشربها وقال : ( يا عدوة الله قتلتيني قتلك الله، والله لا تصيبين مني خلفاً، ولقد غرك وسخر منك، واللهُ يخزيك ويخزيه ) . فمكث (عليه السلام) يومين، ثم مضى، فغدر معاوية بها، ولم يَفِ لها بما عاهد عليه .
* وفي كتاب سليم بن قيس الهلالي( 2 قبل الهجرة ـ 76 هـ ) /أول مصنف عقائدي حديثي تاريخي وصل إلينا من القرن الأول، وسليم هذا هو من خواص أصحاب الإمام أمير المؤمنين والإمامين الحسنين والإمام زين العابدين والإمام الباقر (عليه السلام): إخبار رسول الله (ص)عن شهادة نفسه والأئمة (عليه السلام) ... ثم عاد (ص)فقال : ( أيها الناس، إذا أنا استشهدت فعَلِيٌّ اَولَى بكم مِن أنفسكم، فإذا استشهد علي فابني الحسن أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم، فإذا استشهد ابني الحسن فابني الحسين أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم، فإذا استشهد ابني الحسين فابني علي بن الحسين أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم ليس لهم معه أمر ) ... فقام إليه علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو يبكي، فقال : بأبي أنت وأمي يا نبي الله، أتقتل ؟ قال : ( نعم، اُهْلَكُ شهيداً بالسم، وتُقْتَلُ أنت بالسيف، وتُخَضَّبُ لحيتُك مِن دم رأسك، ويقتل ابني الحسن بالسم، ويقتل ابني الحسين بالسيف، يقتله طاغي بن طاغي، دعي بن دعي، منافق بن منافق ).
* وفي تفسير العياشي : عن عبد الصمد بن بشير(ثقة ثقة) عن أبي عبد الله (عليه السلام)قال : تدرون مات النبي أو قتل إن الله يقول ( أفإن مات أو قُتِلَ انقلبتم على أعقابكم )[1] فسُمَّ قبل الموت، إنهما سقتاه، فقلنا : إنهما وأبوهما شر من خلق الله .
* وقال العلامة المحقق الحاج ميرزا حبيب الله الهاشمي الخوئيفي كتابه (منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة) ج 12 : (ومات عليّ (عليه السلام)شهيداً بالسّيف، ومات رسول الله (ص) شهيداً بالسمّ ) (إنتهى) .
وفي مسند أحمد بن حنبل وبهامشه منتخب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال المجلد الأول ص 408 : حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق أنا سفيان عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : ( لَئِنْ أَحْلِفْ تسعاً اَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قُتِلَ قَتْلاً أحبُّ إِلَيَّ مِن أنْ أحْلِفَ واحدةً اَنّه لم يُقْتَلْ، وذلك باَنّ الله جعله نبياً واتخذه شهيداً . قال الأعمش : فذكرت ذلك لإبراهيم فقال كانوا يرون اَنّ اليهود سموه وأبا بكر ) (إنتهى) .
* وعلّق عليه في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي المتوفى سنة 807 بتحرير الحافظين الجليلين : العراقي وابن حجر الجزء الثامن قائلاً : (رواه الطبراني وأبو يعلي بنحوه باختصار ورجال أبي يعلي رجال الصحيح) (إنتهى) .
* وفي كتاب (المحلى) تصنيف علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي المتوفى سنة 456 ه‌ قال : ( وأما حديث حذيفة فساقط لأنه من طريق الوليد بن جميع وهو هالك ولا نراه يعلم من وضع الحديث، فإنه قد روى أخباراً فيها اَنّ أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم أرادوا قتل النبيّ (ص)وإلقاءَه من العقبة في تبوك، وهذا هو الكذب الموضوع الذي يطعن الله تعالى واضعه فسقط التعلق به والحمد لله رب العالمين) (إنتهى) .
* وقال بعض المحقّقين : العلماء الذين صرّحوا بأنّ النبيّ (ص) قُبِضَ مسموماً يوم الإثنين 28 صفر : الشيخ المفيد في المقنعة ص 456 والشيخ الطوسي في التهذيب 6 / 2 والفتّال النيسابوري في الروضة ص 71 والعلاّمة الحلّي في التحرير 2 / 118 والشهيد الأوّل في الدروس 2 / 6 والعلاّمة المجلسي في مرآة العقول 5 / 44، وغيرهم كثير .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo