< فهرست دروس

درس خارج فقه استاد توکل

92/08/08

بسم الله الرحمن الرحیم

 موضوع : الشرط الثانی عشر : النیة ، شرایط الوضو، الطهارة
 و قد یستدل بعض علی ان الاصل فی کل واجب ان یکون عبادیاً یعتبر فی سقوطه قصد التقرب و الامتثال و قد تمسکوا بروایات بعضها یدل علی انه لا عمل الا بینة و بعضها علی ان الاعمال بالنیات .
 و اما الطائفة الاولی من الروایات منها : ما رواها ابو حمزة عن علی بن الحسین - علیهما الصلوة و السلام قال لا عمل الا بنیة . [1]
 و منها ما رواها ابو عثمان العبدی عن جعفر عن ابائه عن امیر المومنین - علیه الصلوة و السلام- قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلی الله علیه و آله - لَا قَوْلَ إِلَّا بِالْعَمَلِ وَ لَا قَوْلَ وَ لَا عَمَلَ إِلَّا بِنِيَّةٍ وَ لَا قَوْلَ وَ لَا عَمَلَ وَ لَا نِيَّةَ إِلَّا بِإِصَابَةِ السُّنَّةِ . [2]
 و منها ما رواها َ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ - علیه الصلوة و السلام- قَالَ لَا حَسَبَ لِقُرَشِيٍّ وَ لَا عَرَبِيٍّ إِلَّا بِتَوَاضُعٍ وَ لَا كَرَمَ إِلَّا بِتَقْوًى وَ لَا عَمَلَ إِلَّا بِنِيَّةٍ (وَ لَا عِبَادَةَ إِلَّا بِتَفَقُّهٍ) . [3]
 و یمکن ان تکون هذه الروایة هی الروایة الاولی .
 و اما الطائفة الثانیة من الروایات :
 منها : ما رواها إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ هَذَا عَنْ أَخِيهِ وَ هَذَا عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ - علیه الصلوة و السلام- عَنْ آبَائِهِ - علیه الصلوة و السلام- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلی الله علیه و آله - فِي حَدِيثٍ قَالَ إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَ لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ غَزَا ابْتِغَاءَ مَا عِنْدَ اللَّهِ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ غَزَا يُرِيدُ عَرَضَ الدُّنْيَا أَوْ نَوَى عِقَالًا لَمْ يَكُنْ لَهُ إِلَّا مَا نَوَى . [4]
 تقریب الاستدلال : ان النفی فی هذه الروایات انما ورد علی نفی وصف الصحة دون الذات لوضوح تحقق الذات مع عدم قصد القربة و الامتثال فتدل علی ان العمل الفاقد لنیة القربة فاسد لایترتب علیه اثر .
 و بعبارة اخری تدل هذه الروایات علی ان العمل یصیر عملاً بالنیة و المراد من النیة هو قصد الامر و ان الاثر المرغوب من الاعمال هو حصول الاطاعة و ترتب الثواب علی الاطاعة یحصل بالنیة و النیة هو قصد الامر ؛ انتهی .
 اقول و فیه : اولاً : ان الانسان لکان ذا قصد و ارادة ( و قد یقال انه هو الفارق بین الانسان و الحیوان ) و الاعمال عند انضمام القصد الیها یترتب علیها الاثر من الاثر الاخروی او الدنیوی و لو لا القصد لما یترتب علیها اثر لان العمل بلا قصد کالمعدوم فمن غسل وجهه و یدیه و مسح راسه و رجلیه بدون ارادة الوضوء فلا یحسب له شئ فعلیه لایکون المراد من القصد قصد الامر او قصد التقرب .
 ثانیاً : ان مفاد هذه الروایات هو لزوم الاخلاص فی العمل و لذا صرح بهذه النکتة النبی الاعظم صلی الله علیه و آله فی الروایة فقال لکل امرء ما نوی فمن غزی ابتغاء ما عند الله فقد وقع اجره علی الله و من غزی یرید عرض الدنیا او نوی عقالاً لم یکن له الا ما نوی کما انه اذا کان العمل عن ریاء فلا اثر له من البرکات لا فی الدنیا و لا فی الاخرة .
 عقال : سربندی از موی شتر
 و ثالثاً : اذا کان المراد من النیة هو قصد التقرب و الامتثال لکان اللازم من ذلک هو تخصیص الاکثر المستهجن لخروج اکثر الاوامر لان العبادات فی قبال التوصلیات قلیلة جداً .
 و رابعاً : ان المصرح فی بعض الروایات کما ذکرناه انه لا قول و لا عمل و لا نیة الا باصابة السنة فیستفاد منها انه لیس المراد من النیة هو قصد القربة و لا قصد عناوین الافعال و الا فلا معنی لاصابتها للسنة فالمراد ان الجزاء مترتب علی عمل تکون مطابقاً للسنة الشریفة و بعبارة اخری یترتب الاثر علی عمل کان الماتی به مطابقاً للمأمور به .
 فالحق ان یقال ان الاعمال بعد طرو القصد الیها لکانت مستندة بالنیة التی هی المحرکة فی الاقدام بالعمل فاذا کان الداعی الی الاتیان بالاعمال حسناً فالاعمال ایضاً صارت مستحسناً و اذا کان الداعی قبیحاً فالاعمال ایضاً کذلک فالقیام یمکن ان یکون للاحترام کما یمکن ان یکون للاستهزاء و الضرب ایضاً یمکن ان یکون للتأدیب کما یمکن ان یکون للایذاء و الامر کذلک فی جمیع الافعال الصادرة من الانسان فالمدح او الذم و الثواب او العقاب لکان یترتب علی النیة التی کانت هی المحرکة للاتیان بالاعمال و لذا قیل الاعمال بالنیات فلا یستفاد من هذه الروایات لزوم قصد القربة او قصد الامر .
 و الحاصل من جمیع ما ذکرناه ان الدلیل الوحید و العمدة فی المسئلة هو الاجماع .


[1] وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ط آل البیت، ج1، ص46، ابواب وضوء، باب5، ح 1
[2] وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ط آل البیت، ج1، ص47، ابواب وضوء، باب5، ح 2
[3] وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ط آل البیت، ج1، ص47، ابواب وضوء، باب5، ح 3
[4] وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ط آل البیت، ج1، ص49، ابواب وضوء، باب5، ح 10

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo