< فهرست دروس

درس خارج فقه استاد توکل

92/10/21

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع : الثالث عشر : الخلوص، شرایط الوضو، الطهارة
( متن سید ) او فی اجزائه
اقول : انه لایخفی ان الجزء الذی وقع عن زیادة لایخلو حاله عن وجوه :
الاول : ان الملکف اقتصر علی الجزء من دون تدارک و لا اعادة فلا اشکال فی البطلان فی هذه الصورة لان هذا الجزء مع صدوره ریاء لکان بمنزلة العدم فلایحسب بشئ و من البدیهی ان الکل ینتفی بانتفاء الجزء فالماموربه لایتحقق براسه .
الثانی : ان الملکف بعد الاتیان بالجزء علی وجه الریاء ندم و اعاد ذلک الجزء امتثالاً لامر الله تعالی ففی هذه الصورة :
تارة یکون الجزء علی نحو کانت الزیادة ( علی صورة الاعادة و التدارک ) یوجب بطلان العمل لعدم جواز الزیادة فی ذلک العمل کما اذا سجد ریاءً ثم ندم و اراد اعادة السجدة قربة الی الله تعالی فمن البدیهی ان ازدیاد السجدة فی الصلوة عمداً لایجوز فیشمله (ع) من زاد فی صلوته فعلیه الاعادة.[1]
ففی هذه الصورة ان بطلان العمل و الصلوة ( مثلاً ) لکان لاجل عدم جواز الزیادة فیه .
و اخری : یکون علی نحو ان زیادة الجزء لایوجب البطلان کمن غسل یده ریاءً ثم ندم و اراد الاتیان بالغسل مرة ثانیة قربة الی الله فعلی فرض عدم الجفاف و عدم الاخلال بالموالاة فلا وجه للبطلان لان اللازم فی صحة الوضوء هو اتیان جمیع الاعضاء علی وجه الاخلاص مع حفظ الموالاة و عدم جفاف الاعضاء السابقة قبل الشروع فی اللاحقة و قد تحقق جمیع هذه الشرائط. و لکن ذهب بعض الی البطلان لوجوه :
الوجه الاول : اطلاق بعض الروایات و تطبیقها علی المقام کقوله من عمل لله و لغیره فهو لغیره او قوله کمن عمله لغیری و امثال ذلک فاذا غسل یده الیمنی ( مثلاً ) لغیر الله تعالی فلا اعتبار بهذا الوضوء لان الله تعالی جعله لغیره .
و فیه : ان مفاد هذه الروایات هو ان العمل اذا صدر لغیر الله و لله تعالی اشتراکاً فلا اعتبار به و نحن ایضاً نقول به و لکن المقام لیس کذلک و لم یکن من مصادیق هذه الروایة لان المتوضی بعد الاتیان بالعمل الریایی قد اعرض عنه ثم اتی بالعمل خالصاً لوجه الله تعالی فلیس فی ضوئه عمل لغیر الله بل یکون جمیع اجزائه صادراً خالصاً لله تعالی و ما صدر منه ریاءً فقد اعرض عنه کما اعرض الله عزوجل عنه .
الوجه الثانی : عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ -علیه الصلوة و السلام - قَالَ لَوْ أَنَّ عَبْداً عَمِلَ عَمَلًا يَطْلُبُ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ وَ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَ أَدْخَلَ فِيهِ رِضَى أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ كَانَ مُشْرِكاً.[2]
و تقریب الاستدلال انه مع الاتیان بجزء من الوضوء علی وجه الریاء فقد ادخل فی وضوئه رضاً من الناس فتشمله الروایة .
و فیه ایضاً مالا یخفی : لان مفاد هذه الروایة هو العمل (سواء کان هو نفس العمل بتمامه او هو جزء منه ) اذا ادخل علیه رضا الغیر فلا اعتبار به لانه یکون العمل لله و لغیر الله و هو الشرک و نحن ایضاً نقول بعدم صحة العمل و بطلانه و لکن المقام لیس من مصادیق هذه الروایة لان المفروض ان المکلف بعد الاتیان بالعمل الریائی فقد اعرض عنه و لم یعدّه من الاجزاء و لذا اتی ثانیاً بذلک العمل خالصاً لوجه الله تعالی فیرجع الامر الی ان جمیع الاجزاء اللازمة فی ذلک العمل قد صدر خالصاً لله تعالی فلا شرک فی البین و لا اشکال فی عمله لصدوره واجداً للشرائط .
الوجه الثالث: ان الوضوء و ان کان ذا اجزاء و لکن المجموع فعلاً واحداً فی نظر العرف بان جمیع الغسلات و المسحات فی نظر العرف یکون عملاً واحداً فلا یصح لطرو الریاء فی جز من هذا العمل الواحد.
و فیه :
اولاً : ان حکم العرف بان العمل الفلانی مع کونه ذا اجزاء یعّد عملاً واحداً لایکون عندنا دلیلاً یعتمد علیه لان الاعمال العبادیة من مخترعات الشرع الاقدس و لا سبیل للعقل و لا للعرف الی بیان ماهیتها من الوحدة و امثال ذلک لان غایة ما ورد من الشرع هو ان الوضوء یتشکل من الغسلات و المسحات و لزم رعایة الموالاة بینها و اما هذه الغسلات و المسحات تکون شیئاً واحداً ام لا فلا تصریح من الشرع علی ذلک فالحکم بوحدتها رجم بالغیب .
و ثانیاً : ان الحکم من العرف علی الوحدة ایضاً محل نظر و لو حکم بعضهم علی الوحدة فلایکون ذلک نظر جمیعهم و الاختلاف دلیل علی عدم صحة الادعاء و لو کان الادعاء صحیحاً لما کان فی العرف اختلاف .
و ثالثاً : ان الوارد فی الشریعة ان الوضوء یکون من الغسلات و المسحات فالظاهر المستفاد منه هو ان الوضوء امر مرکب من هذه الاجزاء و یترتب علیها اثر خاص من الطهارة و اما الحکم بالوحدة امر خلاف ظاهره فیحتاج الی دلیل و ما ذکر لکان ادعاء محض من دون اقامة برهان .
و رابعاً : انه علی فرض التسلیم بان الوضوء امر واحد فارد ( مع غمض العین عن جمیع ما ذکرناه ) و العرف یحکم بان مجموع الوضوء امر واحد لزم الاخلاص فیه فاذا طرء الریاء فی جزء منه ثم اعرض عنه و اتی بذلک الجزء مع الاخلاص فصار جمیع هذا الامر الواحد علی وجه الاخلاص فلا وجه للبطلان .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo