< فهرست دروس

درس خارج فقه استاد توکل

93/02/10

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع : کثیرالشک، شرایط الوضو، الطهارة
و ان کان الدلیل هو الروایات فی باب الصلوة فقد یقال انها تدل علی عدم الاعتناء بالشک فی الجزء او الشرط ( اذا کان الشک کثیراً و غیر متعارف ) فالوضوء ایضاً کذلک لانه من توابع الصلوة فیسری حکم المتبوع الی التابع .
ففیه ایضاً انه لا دلیل علی سریان حکم المتبوع الی التابع مضافاً الی ان الوضوء عمل و عبادة مستقلة و له حکمه.
و ان کان الدلیل هو الروایات ( کما هو العمدة فی المقام ) فلزم النظر الی مفادها .
منها : صحیحة مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ - علیه الصلوة و السلام - قَالَ إِذَا كَثُرَ عَلَيْكَ السَّهْوُ فَامْضِ فِي صَلَاتِكَ فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يَدَعَكَ إِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ [1].
و مورد الروایة و ان کان فی باب الصلوة و لکن التعلیل الموجود فی ذیلها عام فقوله (ع) انما هو من الشیطان ای ان الشک اذا کان کثیراً لکان من الشیطان لان الشک فی بعض الاوقات علی وجه القلة لیمکن ان یقع لکل ملکف و لکن اذا کان علی وجه الکثرة لکان ذلک من استحواذ الشیطان و تسلطه علی الانسان فاذا کان التعلیل عاماً لکانت الصلوة من المصادیق فیرجع الامر الی ان التعلیل کان موضوعاً و الموضوع فی الکلام لکان من المصادیق و فی المثال اذا قیل لا تأکل الرمان لانه حامض یرجع الامر الی انه لا تأکل الحامض و من مصادیقه الرمان و فی المقام قوله (ع) اذا کثر علیک السهو فامض فی صلوتک فانه یوشک ان یدعک انما هو الشیطان یرجع الامر الی انه اذا کثر علیک السهو فامض ما کان من الشیطان و العرف یحکم بان السهو الکثیر من اغواء الشیطان فالصلوة من مصادیق لزوم المضی و عدم الاعتناء به من دون تقیید بالصلوة فقط .
و منها : صحیحة ْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ ذَكَرْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ - علیه الصلوة و السلام - رَجُلًا مُبْتَلًى بِالْوُضُوءِ وَ الصَّلَاةِ وَ قُلْتُ هُوَ رَجُلٌ عَاقِلٌ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ - علیه الصلوة و السلام - وَ أَيُّ عَقْلٍ لَهُ وَ هُوَ يُطِيعُ الشَّيْطَانَ فَقُلْتُ لَهُ وَ كَيْفَ يُطِيعُ الشَّيْطَانَ فَقَالَ سَلْهُ هَذَا الَّذِي يَأْتِيهِ مِنْ أَيِّ شَيْ‌ءٍ هُوَ فَإِنَّهُ يَقُولُ لَكَ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ [2].
اقول : ان قول السائل – رجل مبتلی – قرینة علی ان هذه الحالة عرضت له بکثرة لانه لایقال فی حق من عرض علیه الشک فی بعض الاوقات انه مبتلی به و الامام (ع) قد صرّح بان ذلک من الشیطان ففی هذه الروایة بیان و ایضاح للروایة السابقة من محمد بن مسلم بان اللازم من کثرة الشک هو نفوذ الشیطان و تسلطه علی قلب الانسان و بهذه الروایة ایضاً یظهر ان ذکر الصلوة فی روایة محمد بن مسلم لکان علی وجه بیان المصداق لان المذکورة فیها هو الصلوة و الوضوء .
و یظهر ایضاً ما فی کلام بعض من ان الروایة ناظرة الی الوسواس، لان هذا التعبیر غیر سدید لان الابتلاء له مراتب و اخر مراتبه و ان کان الفرد الوسواسی لکن الابتلاء لایختص بالوسواس فقط بل یشمله و من کان دونه.
و منها : مصحح ْ زُرَارَةَ وَ أَبِي بَصِيرٍ . . . لَا تُعَوِّدُوا الْخَبِيثَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ نَقْضَ الصَّلَاةِ فَتُطْمِعُوهُ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ خَبِيثٌ مُعْتَادٌ لِمَا عُوِّدَ بِهِ فَلْيَمْضِ أَحَدُكُمْ فِي الْوَهْمِ وَ لَا يُكْثِرَنَّ نَقْضَ الصَّلَاةِ فَإِنَّهُ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ مَرَّاتٍ لَمْ يَعُدْ إِلَيْهِ الشَّكُّ ثُمَّ قَالَ إِنَّمَا يُرِيدُ الْخَبِيثُ أَنْ يُطَاعَ فَإِذَا عُصِيَ لَمْ يَعُدْ إِلَى أَحَدِكُمْ [3].
اقول : ان الروایة و ان کانت فی مورد الصلوة و لکن فیها تعابیر و علل عامة کقوله (ع) ان الشیطان خبیث لما عوّد و کذا قوله (ع) فلیمض احدکم فی الوهم و کذا قوله (ع) انما یرید الخبیث ان یطاع فاذا عصی لم یعد الی احدکم، فاللازم من هذه التعابیر عدم الاختصاص بخصوص الصلوة فالنهی من نقض الصلوة مترتب علی الامر بعدم الاعتناء بالوهم و لا خصوصیة لخصوص الصلوة مضافاً الی ان التعبیر بالوهم قرینة اخری علی ان من ابتلی بکثرة الشک لکان فکره وهماً غیر واقع و لیس مطابقاً للواقع بل انه خیال و تصور باطل ناش من اغواء الشیطان حتی یوجد فی قلوب المکلفین ادبار عن التوجه الی الله تعالی .
و اما الکلام فی خبر الواسطی : أَغْسِلُ وَجْهِي ثُمَّ أَغْسِلُ يَدَيَّ وَ يُشَكِّكُنِيَ الشَّيْطَانُ أَنِّي لَمْ أَغْسِلْ ذِرَاعَيَّ وَ يَدَيَّ قَالَ إِذَا وَجَدْتَ بَرْدَ الْمَاءِ عَلَى ذِرَاعِكَ فَلَا تُعِدْ [4].
فالظاهر منه هو حال المتوضی حال الوسواسی لان مفروض الکلام انه قد غسل وجه و یدیه ثم شک فی غسلهما و هذا هو حال الوسواسی و لذا ان الامام (ع) حکم بالتوجه و امعان النظر بان برد الماء قرینة علی تحقق الغسل و هذا التوهم من وسوسة الشیطان و اللازم هو عدم الاعتناء و انه و دواء داء الوسوسة فلیس فی مقام بیان الحکم الشرعی کما هو الظاهر من الروایة .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo