< فهرست دروس

درس خارج فقه استاد توکل

94/12/12

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع : احکام الغسل، الجنابة، الطهارة

و رابعاً : ان الرقبة لو لم تکن داخلة فی الراس مع عدم دخولها فی البدن لان المنکب یصدق علی ما بعد الرقبة فاللازم هو عدم لزوم غسلها لا حین غسل الراس لان المفروض عدم کونها من الراس و لا حین غسل المنکب لان المنکب کما مرّ یصدق علی ما بعد الرقبة و هو کما تری فبذلک یفهم ان الرقبة داخلة فی ناحیة الراس و الراس و ان کان فی اللغة یطلق علی ما نبت علیه الشعر و لکن فی اصطلاح الشرع الاقدس – فی المقام – یطلق علی ما نبت علیه الشعر و الاذنین و الوجه و الرقبة و هذا هو المطلوب .

و الروایة الثانیة : موثقة ْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ –علیه الصلوة و السلام - قَالَ إِذَا أَصَابَ الرَّجُلَ جَنَابَةٌ فَأَرَادَ الْغُسْلَ فَلْيُفْرِغْ عَلَى كَفَّيْهِ وَ لْيَغْسِلْهُمَا دُونَ الْمِرْفَقِ ثُمَّ يُدْخِلُ يَدَهُ فِي إِنَائِهِ ثُمَّ يَغْسِلُ فَرْجَهُ ثُمَّ لْيَصُبَّ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِلْ‌ءَ كَفَّيْهِ ثُمَّ يَضْرِبُ بِكَفٍّ مِنْ مَاءٍ عَلَى صَدْرِهِ وَ كَفٍّ بَيْنَ كَتِفَيْهِ ثُمَّ يُفِيضُ الْمَاءَ عَلَى جَسَدِهِ كُلِّهِ فَمَا انْتَضَحَ مِنْ مَائِهِ فِي إِنَائِهِ بَعْدَ مَا صَنَعَ مَا وَصَفْتُ فَلَا بَأْسَ .[1]

و ما یستفاد منها اولاً : ان غسل الکفین دون المرفقین لکان لاجل النظافة لو کانا غیر نجسین او لاجل التطهیر لو کانا نجسین و الامر واضح .

و ثانیاً : ان غسل الفرج لکان لاجل التطهیر غالباً لنجاسة المحل بالجماع .

و ثالثاً : ان التقیید بالثلاث لیس بتقیید شرعاً – کما مرّ – بل المراد ان غسل الراس یمکن ان یتحقق بثلاث الاکف من الماء اذا ملأ کفیه منه و لا باس بالزیادة عنها او النقصان عنه .

و رابعاً : ان صبّ الماء علی صدره او علی الکتف فالظاهر منه لکان لاجل وصول الماء الی تمام الجسد بسرعة و التسریع فی جریان الماء و لذلک قال (ع) ثم یفیض الماء علی جسده و ارادة الغسل بعد ان یفیض الماء .

و خامساً : لو لم تکن الرقبة من الراس فلیس لها ذکر فی الاغتسال لان صب الماء علی الصدر او علی المنکب – و هما من البدن کانا تحت الرقبة – قرینة علی ان یکون المراد من الجسد هو الصدر و المنکب و ما تحتها فلا یخطر ببال احد ان الرقبة داخلة فی البدن فاللازم هو کونها من الراس فیجب غسلها مع غسل الراس .

و قال بعض ان الرقبة داخلة فی الجسد فیجب غسلها عند غسل البدن و استدلوا بصحیحة أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ –علیه الصلوة و السلام - عَنْ غُسْلِ الْجَنَابَةِ فَقَالَ تَصُبُّ عَلَى يَدَيْكَ الْمَاءَ فَتَغْسِلُ كَفَّيْكَ ثُمَّ تُدْخِلُ يَدَكَ فَتَغْسِلُ فَرْجَكَ ثُمَّ تَتَمَضْمَضُ وَ تَسْتَنْشِقُ وَ تَصُبُّ الْمَاءَ عَلَى رَأْسِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ تَغْسِلُ وَجْهَكَ وَ تُفِيضُ عَلَى جَسَدِكَ الْمَاءَ .[2]

و بمضمون هذه الروایة مع عن علی بن يَقْطِينٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ –علیه الصلوة و السلام - قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ غُسْلِ الْجَنَابَةِ فِيهِ وُضُوءٌ أَمْ لَا فِيمَا نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِيلُ –علیه الصلوة و السلام - قَالَ الْجُنُبُ يَغْتَسِلُ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَغْمِسَهُمَا فِي الْمَاءِ ثُمَّ يَغْسِلُ مَا أَصَابَهُ مِنْ أَذًى ثُمَّ يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ وَ عَلَى وَجْهِهِ وَ عَلَى جَسَدِهِ كُلِّهِ ثُمَّ قَدْ قَضَى الْغُسْلَ وَ لَا وُضُوءَ عَلَيْهِ .[3]

و الاستشهاد بهاتین الروایتین بعد بیان علة غسل الیدین و الفرج – کما مرّ سابقاً – ان غسل الراس اذا لم یشمل الوجه لاجل ذکر الوجه بعد الحکم بصّب الماء علی الراس فلا یشمل الرقبة قطعاً فلا تدخل الرقبة فی غسل الراس و قد ذهب الی ذلک الشیخ عبد الله بن صالح البحرانی و قد ذکرنا کلامه فی اول البحث بان الرقبة فی نظره من المتشابهات لعدم نص منها فی الروایات .

و قال المحقق الخویی ما هذا لفظه : ان اراد ان الرقبة و الوجه لایغسلان مع غسل الراس مقدماً علی غسل البدن فلا دلالة علیه فی شی من الروایتین بل هما یغسلان بغسله و انما امره بغسل الوجه اما لاستحبابه فی نفسه و لو مع غسله بغسل الراس و اما لاجل الاهتمام به .[4] انتهی کلامه .

اقول : اولاً : فی کلام المحقق الخویی تامل فی قوله انما امره بغسل الوجه اما لاستحبابه و فیه انه لا دلیل علی استحباب غسل نفس الوجه فی جنب وجوب غسل الراس فی تحقق الاغتسال .

و اما قوله : لاجل الاهتمام به – ایضاً – نظر فلو کان نظره الشریف ان الشعر الموجود فی الوجه یوجب الدقة حین الاغتسال من وصول الماء الی نفس البشرة سیما اذا کان الشعر محیطاً بالوجه و لاجل ذلک یقتضی کثرة الاهتمام و الدقة فهو امر صحیح و ان کان مراده الشریف غیر ذلک فهو ایضاً محل تأمل .

و ثانیاً : ان ما استدل به بعض بالروایتین ففیه ما لایخفی لان المسلم ان الوجه داخل فی الراس بالاتفاق حتی علی قول من ذهب الی ان الرقبة لیست من الراس فعلیه هل یصح القول بان الراس اذا لم یشمل الوجه فبطریق اولی لم یشمل الرقبة لان اللازم من ذلک هو خروج الوجه عن عنوان الراس فهو باطل بالاتفاق . لانه لیس فی البین قول بالفصل بان الرقبة لاتدخل فی الراس و لا تدخل فی البدن لاجل ان الکلام یدور مدار کونها اما داخلة فی الراس و اما داخلة فی البدن فاذا فرض ان الراس لایشمل الرقبة علی وجه التعیین و لایشمل البدن ایضاً الرقبة علی وجه التعیین و یحتمل کونها داخلة فی احدهما فالروایة من هذه الجهة تکون مجملة و لکن ما مرّ من الادلة سابقاً یوجب رفع الاجمال عن هذه الروایة بان الرقبة من الراس فتغتسل مع غسله و هذا هو الحق فی المسئلة و لکن لایترک الاحتیاط من غسلها مع الراس و کذا مع البدن .


[1] وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ج2، ص231، ابواب الجنابة، باب26، ح8، ط آل البیت . . محمد بن الحسن‌ بن علی الطوسی (امامی ثقة جلیل) عن الحسين بن سعيدالاهوازی (امامی ثقة جلیل) عن أخيه الحسن بن سعید الاهوازی (امامی ثقة جلیل) عن زرعة بن محمد الحضرمی (واقفی ثقة) عن سماعة (امامی ثقة جلیل و نسبته الی الواقفة غیر صحیح) عن أبي عبد الله –علیه الصلوة و السلام – فهذه الروایة صحیحة
[2] وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ج2، ص231، ابواب الجنابة، باب26، ح9، ط آل البیت .. محمد بن الحسن‌بن علی الطوسی (امامی ثقة جلیل) بإسناده عن الحسين بن سعيد الاهوازی (امامی ثقة جلیل) عن حماد بن عیسی (امامی ثقة جلیل من اصحاب الاجماع) عن شعيب بن یعقوب العقرقوفی (امامی ثقة جلیل) عن یحیی أبي بصير الاسدی (امامی ثقة جلیل من اصحاب الاجماع و لیس بواقفی) قال سألت أبا عبد الله –علیه الصلوة و السلام - ... فقال فهذه الروایة صحیحة
[3] وسائل الشیعة، شیخ حر عاملی، ج2، ص246، ابواب الجنابة، باب34، ح1، ط آل البیت . . محمد بن الحسن بن علی الطوسی (امامی ثقة جلیل ) عن الحسين بن سعيد الاهوازی(امامی ثقة جلیل) عن يعقوب بن يقطين(امامی ثقة) عن أبي الحسن –علیه الصلوة و السلام -‌. . . فهذه الروایة صحیحة

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo