« فهرست دروس

درس خارج اصول

استاد علی اکبر رشاد

91/11/02

بسم الله الرحمن الرحیم

 موضوع: تقسيمات دلالت
 
 أطال في فوائد الأصول کلامه رفع الله مقامه ونحن نلخصه. قال: البحث في الحروف يقع في مقامين:
 المقام الأوّل: في بيان معاني الحروف و المائز بينها و بين الأسماء.
 المقام الثّاني: في بيان الموضوع له في الحروف، من حيث العموم و الخصوص.
 بحث في المقام الأوّل، عن الأقوال الثلاثة في المسألة، بمثل مایلي:
 القول الأوّل: إنّه لا مائز بين المعنى الحرفي و المعنى الإسمي في هويّة ذاته و حقيقته، لا في الوضع و لا في الموضوعِ له،الفرق أو الفروق الموجودة ليست من مقوّمات المعنى الإسمي و المعنى الحرفي. وقال: فمرجع هذا القول في الحقيقة إلى أنّ كلاًّ من لفظ«مِن» و لفظ «الإبتداء» موضوع للمعنى الجامع بين ما يستقلّ بالمفهوميّة و ما لايستقلّ، ولکن كأنّه إشترط الواضع، عدم إستعمال کلّ منهما موضع الآخر.
 القول الثّاني: إنّه ليس للحروف معنى أصلاً، بل هي نظير علامات الإعراب من الرّفع و النّصب و الجرّ، حيث وُضعت لمجرّد العلامة لما أريد من مدخولها حسَب تعدّد ما يراد من المدخول، فوضعت كلمة «من» للعلامة على أنّ الدّار أو البصرة لوحظت كونها مبدأ السّير، و «إلىٰ» علامة كونها ملحوظة منتهى السّير، و كلمة «في» علامة لكونها ملحوظة بوجودها الأيني المقابل لوجودها العيني.
 القول الثّالث: هو أنّ للحروف معان ممتازة بالهويّة عن معاني الأسماء، و يكون الإختلاف بين الحروف و الإسم راجعاً إلى الحقيقة، بحيث تكون معاني الحروف مباينة لمعاني الأسماء تبايناً كليّاً، وقال هذا القول هو الموافق للتّحقيق. ثم بيّن أرکان مختاره خلال أربعة أمور:
 الأمر الأوّل: المراد من المعنى و المفهوم هو المُدرَك العقلاني، سواء كان لتلك الحقائق خارج يشار إليه أو لم يكن، و ذلك المدرَك العقلاني يكون مجرّداً وبسيطاً غاية البساطة، إذ التّركيب من المادة و الصّورة إنّما يكون من شأن الخارجيّات، والمفهوم عبارة عن ذلك المدرك العقلاني الّذي لا وعاء له إلاّ العقل؛ والمراد من تعریف الإسم بـما دلّ على «معنى» في نفسه أو قائم بنفسه، هو أنّ المعنى الأسمي مدرَك من حيث نفسه، و له تقرّر في وعاء العقل، من دون أن يتوقّف إدراكه على إدراك أمر آخر، حيث إنّه هو بنفسه معنى يقوم بنفسه في مرحلة التّصور و الإدراك، سواء كان هناك لافظ و مستعمِل أو لم يكن(أی من دون أن يكون لإستعمال ألفاظها دخل في ذلك)، و سواء كان واضع أو لم يكن، والمراد من أنّ «الحرف ما دلّ على معنى في غيره» أو «قائم بغيره»،هو أنّ المعنى الحرفيّ ليس له نحو تقرّر و ثبوت في حدّ نفسه و بهويّة ذاته،مثل قيام المعنى الإسمي بنفسه، بل معناه قائم بغيره في الذهن، نظير قيام العرض بمعروضه في الخارج.

logo