< قائمة الدروس

الأستاذ مهدی احدی

بحث الفقه

45/10/12

بسم الله الرحمن الرحیم

 

موضوع: كتاب الطهارة/غسل الجنابة /مستحبات/ الدرس 90

 

تخليل الحاجب في الغسل

السادس: تخليل الحاجب الغير المانع؛ لزيادة الإستظهار

توضيح ذلك: أنّ الحاجب إمّا مانع لوصول الماء؛[1] فقد وجب زواله، وإمّا غير مانع لوصوله،[2] يستحبّ تخليل الحاجب، كما ذكره جماعة، وليس له دليل إلاّ الإستظهار الذي عرفت عدم اعتباره، للدليل. نعم ورد في النساء بالنسبة إلى شعرها وقرونها أن يبالغن في الغسل.[3] ولا يستفاد منه الإستظهار، بل المبالغة تلازم اليقين بوصول الماء إلى شعرها.

السابع: غسل كل من الأعضاء الثلاثة ثلاثاً

تكرار الغسل ثلاثاً في كلّ عضو، كما في الميّت بلا دليل ظاهر، إلاّ فتوى جماعة، لأنّ المستفاد من روايات الصبّ على الرأس ثلاثاً أو ثلاث مرّات ملأ كفّيه أو ثلاث أكفّ؛[4] تثليث الصبّ دون تثليث الغسل؛ كما هو مورد الكلام، مضافاً إلى أنّها خالية عن التعرّض للجانبين، بل في بعضها تصريح بالمرّتين بالنسبة إليهما بدل التثليث.

الثامن: التسمية، بأن يقول: باسم الله، والأولى أن يقول بسم الله الرحمن الرحيم.

وعليه فتوى جماعة من الفقهاء، ولا يُظفر دليل على ذلك إلا الروايتين:

منها: ما في فقه الرضا (ع):" وتذكر الله، فإنّه من ذكر الله على غسله وعند وضوئه فقد طهر جسده كلّه".[5] موضوع الذكر الغسل والوضوء والمحمول "طهارة الجسد"؛ يشعر بأنّ ذكر الله عندهما موجب لرجحانه، مضافاً إلى أخبار من بلغ، لأنّها تؤيّد أمثال هذه الروايات.

ومنها: صحيح زرارة عن أبي جعفر (ع) قال:" إذا وضعت يدك في الماء فقل بسم الله وبالله اللهم اجعلني من التوابين و اجعلني من المتطهرين، فإذا فرغت فقل الحمد لله رب العالمين‌".[6] لكنّ دلالتها غير واضحة، لاستشعار التسمية عن ابتداء كل عمل. حتى وضع اليد في الماء، إلاّ أن يؤخذ بإطلاقه، وهو مشكل، لعدم كون الرواية في صدد بيان استحباب التسمية عند الغسل والوضوء.

نعم؛ ذيل الحديث "فإذا فرغت فقل الحمد لله ربّ العالمين"؛ قرينة على أنّ العمل إمّا وضوء أو غسل. ولا يستظهر منه مطلق العمل بنحو الابتداء. والأمر بالإستحباب سهل لأخبار من بلغ.

 

التاسع: الدعاء المأثور في حال الاشتغال وهو "اللهمّ طهّر قلبي، وتقبّل سعيي، واجعل ما عندك خيراً لي، اللهمّ اجعلني من التوّابين واجعلني من المتطهّرين"، أو يقول:" اللهمّ طهّر قلبي واشرح صدري، وأجر على لساني مدحتك والثناء عليك، اللهمّ اجعله لي طهوراً وشفاءاً ونوراً، إنّك على كلّ شيء قدير"، ولو قرأ هذا الدعاء بعد الفراغ أيضاً كان أولى.

تعرّض المصنّف بذكر الدعاء المأثور وإن كان له دليل كموثّقة عمّار الساباطي، عن أبي عبد الله (ع)، قال:" إذا اغتسلت من الجنابة فقل: اللهمّ طهّر قلبي، وتقبّل سعيي، واجعل ما عندك خيراً لي، اللهمّ اجعلني من التوّابين واجعلني من المتطهّرين. وإذا اغتسلت للجمعة فقل: اللهمّ طهّر قلبي من كلّ آفة تمحق ديني، وتبطل به عملي، اللهمّ اجعلني من التوّابين واجعلني من المتطهّرين".[7] لكنّه محمول على بعد الغسل لا حال الاشتغال به.

نعم؛ ظاهر مرسلة ابن الحكم حال الإشتغال، قال:" تقول في غسل الجمعة: اللهمّ طهّر قلبي من كلّ عافة تمحق ديني وتبطل عملي. وتقول في غسل الجنابة: اللهمّ طهّر قلبي، وزكّ عملي، وتقبّل سعيي، واجعل ما عندك خيراً لي".[8]

وأمّا دعاء " اللهم طهّر قلبي...." محكيّ عن الشهيد في النفلية، لكن بزيادة "لي" بين "اشرح" و "صدري"، وجعله مستحبّاً [9] في أثناء كل غسل.[10] وقال لو قرأ هذا الدعاء بعد الفراغ أيضاً لكان أولى.

 

العاشر: الموالاة والإبتداء بالأعلى في كلّ من الأعضاء في الترتيبيّ.

أمّا الموالاة فقد أفتى باستحبابها جمع من الأصحاب.[11] والدليل عليه عموم الأمر بالمسارعة[12] ،[13] والاستباق،[14] ،[15] وباستحباب الكون على الطهارة وكراهة الكون على الجنابة.

وأمّا الإبتداء بالأعلى؛ فلأنّه مقتضى الأمر بالصبّ على الرأس وعلى المنكبين، كما في الروايات. ولكن إثبات الإستحباب مشكل، إذ هو محمول على العادة والتنظيفات العرفية.

 


[1] كطلاء البيوت، والدهن الغليظ ونحوها.
[2] كالشعر الخفيف، أو شعر الظهر.
[3] الوافي، ج6، ص509.
[13] قال تعالى:" وسارعوا إلى مغفرة من ربّكم وجنّة عرضها السماوات والأرض أعدّت للمتّقين" آل عمران:133.
[15] قال تعالى:" فاستبقوا الخيرات..." المائدة:48.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo