< فهرست دروس

درس خارج فقه استاد سیدمحمدعلی علوی‌گرگانی

97/09/03

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع: فروع صلاة الجماعة

 

الفرع الثالث : لا يخفى بأنَّ أقلّ ما تنعقد به الجماعة هو الاثنان فما فوق، كما أُشيرَ إليه في النصوص وكلمات الأصحاب، ولكن لابدَّ أن يعلم بتصاعد فضل الجماعة بتصاعد أفرادها، على حسب ما ورد في النصوص في ذلک، فلا بأس بذكر بعضها تيمّناً وتبرّكاً ولمزيد الاطّلاع، ونكتفي في ذلک برواية واحدة حكاها صاحب «الجواهر» نقلاً عن الشهيد الثاني، عن الشيخ أبي جعفر ابن أحمد القميّ نزيل الرَّي في كتاب «الإمام والمأموم»، بإسناده المتّصل إلى أبي سعيد الخُدَري، قال: قال رسول اللّه 6 :

(أتاني جبرئيل مع سبعين ألف ملک بعد صلاة الظهر، فقال: يا محمّد! إنَّ ربّک يقرأک السلام، وأهدى إليک هديّتين لم يهدهما الى نبيّ قبلک، قلت: وما الهديّتان؟ قال: الوتر ثلاث ركعات، والصّلاة الخمس في جماعة. قلت: يا جبرئيل! وما لأُمّتي في الجماعة؟ قال: يا محمّد، إذا كانا اثنين كتب اللّه لكلّ واحدٍ بكلّ ركعةٍ مائة وخمسين صلاة، وإذا كانوا ثلاثة، كتب اللّه لكلّ منهم بكلّ ركعة ستّمائة صلاة، وإذا كانوا أربعة، كتب اللّه لكلّ واحدٍ بكلّ ركعة ألفاً ومائتي صلاة، وإذا كانوا خمسة، كتب اللّه لكلّ واحدٍ بكلّ ركعة ألفين وأربعمائة صلاة، وإذا كانوا ستّة، كتب اللّه لكلّ واحدٍ منهم بكلّ ركعة أربعة آلاف وثمانمائة صلاة، وإذا كانوا سبعة، كتب اللّه لكلّ واحدٍ منهم بكلّ ركعة تسعة آلاف وستّمائة صلاة، و إذا كانوا ثمانية، كتب اللّه تعالى لكلّ واحدٍ منهم بكلّ ركعة تسعة عشر ألفاً ومائتي صلاة، وإذا كانوا تسعة، كتب اللّه تعالى لكلّ واحدٍ منهم بكلّ ركعة ستّة وثلاثين ألفاً وأربعمائة صلاة، وإذا كانوا عشرة، كتب اللّه لكلّ واحدٍ بكلّ ركعة سبعين ألفاً وألفين وثمانمائة صلاة، فإن زادوا على العشرة، فلو صارت بحار السماوات والأرض كلّها مداداً، والأشجار أقلاماً، والثَّقلان مع الملائكة كُتّاباً، لم يقدروا أن يكتبوا ثواب ركعة واحدة.

يا محمّد! تكبيرة يُدركها المؤمن مع الإمام، خيرٌ من ستّين ألف حجّة وعمرة، وخيرٌ من الدنيا وما فيها سبعين ألف مرّة، وركعة يُصلِّيها المؤمن مع الإمام، خيرٌ من مأة ألف دينار، يتصدّق بها على المساكين، وسجدة يسجدها المؤمن مع الإمام في جماعة، خيرٌ من عِتق مائة رقبة»[1] .

وقال صاحب «الجواهر» بعد نقل هذا الخبر: (ولا استبعاد في شيء ممّا ذكر فيه عن لطف اللّه ورأفته، وفضله وحكمته، خصوصاً بعد أن كان ذلک هديّة منه إلى حبيبه محمّد (ص)، فلا غرو إن عظمت، إذ الهدايا على مقدار مُهديها).

أقول: ولقد أجاد فيما أفاد، وأحسن في فهم المُراد.

ثمّ قال بعد ذلک: (لكن من المعلوم أَنَّ ذلک كلّه للجماعة الصحيحة لا مطلقاً، فينبغي المحافظة فيها حينئذٍ على جميع ما يعتبر فيها)، انتهى كلامه رفع مقامه[2] .

 

نسأل اللّه أن يوفّقنا لما يحبّ ويرضى، ويجعلنا ممّن يُقيمها ويُديمها، بحقّ محمّدٍ وآله صلّى اللّه عليه وآله المعصومين.

 


[1] وسائل الشيعة: الباب62 من أبواب صلاة الجماعة، ح1103(ص)، الكافي: ج3 / 385 ح4، من لا يحضره الفقيه: ج1 / 386 ح1144.
[2] المقاصير: جمع مقصورة، ومقصورة المسجد محرابه.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo