< فهرست دروس

درس خارج فقه استاد سیدمحمدعلی علوی‌گرگانی

97/11/13

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع: فروع القراءة في اثناء قراءة الإمام

 

أقول: لا يخفى أَنَّ ظاهر الخبرين الواردين في الهمهمة، هو المنع عن القراءة عند سماع الهمهمة، فيوجب حرقه القراءة بسماع الهمهمة، عملاً بظاهر النّهي، ولكن لابدَّ أن يصرف النّهي فيها إلى الكراهة، كما عليه الأكثر، كما عرفت ذهاب جماعة كثيرة من أصحابنا الأجلّاء الى الكراهة، وقد ذكرَ صاحب «الجواهر» أسماءهم وأسماء كتبهم في أوّل المسألة، ولا يبعد أن يؤيّد كلامهم بما ورد في الرواية المرويّة عن سماعة مضمرةً، حيث قال في حديث :

«سألته عن الرجل يؤمّ الناس، فيسمعون صوته ولا يفقهون ما يقول؟ فقال: إذا سمع صوته فهو يجزئه، و إذا لم يسمع صوته قرأ لنفسه» .

 

حيث يفهم من كلمة (الإجزاء) جواز القراءة للمأموم، كما يستفاد منه جواز تركها والاكتفاء بما يقرأه الإمام، كما هو دلالة المنطوق، فيدلّ بدلالة المفهوم الموافق جوازها للمأموم أيضاً، وعلى هذا يبتني الكلام على بيان حكم الهمهمة من حيث الحرمة والكراهة، على ملاحظة حال حكم القراءة من تلک الجهة؛ لوضوح أنّه إن قلنا بالكراهة في أصل القراءة، عند سماع قراءة الإمام، لأجل وجود الدليل على جواز قراءة المأموم مع سماع قراءة الإمام من الأخبار، ففي جواز القراءة مع سماع همهمة الإمام يكون الجواز بطريقٍ أَوْلى، و إِلاَّ لزم زيادة الفرع على الأصل، وهو غير وجيه.

نعم، مَن ذهبَ إلى حرمة القراءة لِمَن سمع قراءة الإمام، يجوز له أن يسأل عن حكمها، وهل أنّ حكم سماع الهمهمة كحكم سماع القراءة حراماً، أم أنّ القراءة في هذه الحالة تكون جائزة مع الكراهة، أو جائزة بلا كراهة أَصلاً؟ وإنْ كان القول بالجواز بلا كراهة مع وجود هذه الأخبار بعيدٌ جِدّاً.

وحيث قد عرفت عدم وجود القائل بوجوب الإنصات عند قراءة الإمام، وعدم وجود القائل بوجوب الاستماع للمأموم عند قراءة الإمام، وحمل أخبار المنع عن القراءة للمأموم على الكراهة، لأجل ما جاء في الرواية الصحيحة المرويّة عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبداللّه(ع)، قال :

«سألتُ أبا عبداللّه(ع) عن الركعتين الأخيرتين من الظهر؟ قال: تُسبّح وتحمد اللّه وتستغفر لذنبک، وإن شئت فاتحة الكتاب، إنّها تحميد ودعاء» . على كون

فاتحة الكتاب مشتملة على التحميد والدعاء، فلا تضرّ قراءة المأموم لها حين الاقتداء بالإمام، فجواز القراءة عند سماع الهمهمة يكون بطريق أَوْلى، وهذا هو المطلوب؛ لأنَّ لسان التعليل بكونها (تحميدٌ ودعاء) عامٌّ يعمّ قراءة الركعتين في الأولتين أيضاً، كما لا يخفى.

 

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo