< فهرست دروس

درس خارج فقه استاد سیدمحمدعلی علوی‌گرگانی

98/07/02

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع: المحقّق الهمداني/ مصباح الفقيه/

 

وأمّا المحقّق الهمداني فقد قال في «مصباح الفقيه»: (فهي سؤال عن قضيّة صدرت من باب الاتّفاق، فيمكن أن يكون منشأ الاشتباه غفلة كلّ منهما عن مراقبة حال الآخر، أو كون المتأخِّر منهما أو كلاهما أعمى، فالتبس عليهما الأمر، إلى غير ذلک من أسباب الاشتباه، كما هو الشأن في سائر أفعال الصلاة ممّا يعتبر فيه تأخّر المأموم ولو بمقتضى العادة). انتهى كلامه .

 

أقول : والذي يختلج بالبال، واللّه العالم بحقيقة الحال، أَنَّ هذه الرواية على خلاف المطلوب أدلّ، كما سيتّضح لک الحال إن شاء اللّه، وهو أَنَّ الجماعة لا تتحقّق إِلاَّ بعد تحقّق الاقتداء من المأموم، فما لم يحصل الائتمام من أحدٍ، لا تتحقّق الجماعة، فبمجرّد قصد الإمام الإمامة من دون وجود المأموم لا تتحقّق الجماعة، والمفروض من الفقرة الأُولى في الرواية أنّه قصد كلّ واحدٍ من الرَّجُلَين أن يكون إماماً للاخر، من دون قصد المأموميّة من الآخر، وهكذا في الآخر. فالجماعة لم تتحقّق بهذا القصد، فصلاة كلّ واحدٍ منهما صحيحة، لكنّها فرادى وليست بجماعة، ولذلک حكم الإمام(ع) بصحّة صلاتهما، وهو قوله(ع): (فصلاتهما تامّة).

وأمّا في الفقرة الثانية، فهي أنّه قصدَ كلّ منهما الاقتداء بالآخر، فإنَّ الجماعة تتحقّق بذلک القصد، لصيرورة كلّ واحدٍ منهما مقتدياً بالآخر، إِلاَّ أَنَّ جماعتهما باطلة، لأجل أنّ المستفاد من الرواية، كون موقف كلّ منهما مساوياً مع الآخر، وإِلاَّ لو كان أحدهما مقدَّماً على الآخر، لكانت جماعته صحيحة، كما أشارَ إليه صاحب «الجواهر»؛، وحيث لم يكن كذلک، وكان موقف كلّ واحدٍ منهما مساوياً مع الآخر، فصلاتهما تكون فاسدة، كما صرّح بذلک الإمام(ع)، لعدم مراعاة شرطيّة تقدّم الإمام على المأموم، فتصير الفقرة الثانية دليلاً على خلاف المطلوب، أي عدم صحّة الجماعة لو لم يراع شرطيّة تقدّم الإمام على المأموم، ولعلّ هذا هو الوجه في كلام الشهيد في «الذكرى» من أنّه: (لا اقتداء هنا حتّى يتأخّر المأموم).

فبالنتيجة: لو جعلت الرواية دليلاً على القائلين بوجوب رعاية المتقدِّم للإمام في صحّة الجماعة، لما كان بعيداً.

قد يقال : لو سلّمنا كون جماعتهما باطلة، لأجل عدم رعاية شرطيّة تقدّم الإمام على المأموم، وكان موقفهما مساوياً، ولكن لماذا الحكم ببطلان أصل صلاتهما؟ بل ربّما يمكن أن يقال بأنَّ جماعتهما باطلة دون صلاتهما، بل تصير صلاتهما فرادى.

والجواب عنه: أَنَّ الصلاة إذا لم تكن صحيحة بالجماعة فلابدَّ أن تكون فرادى، وحينئذٍ يجب على كلّ واحد منهما الإتيان بالقراءة، وهي لم يتحقّق، لأنّ كلّ واحدٍ منهما يدّعي صحّة جماعته، وأنّ القراءة ساقطة منه، والحال أنّه لم يكن كذلک، فتكون صلاتهما فاسدة، وهو المطلوب.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo