< قائمة الدروس

آیةالله الشيخ بشير النجفي

بحث الفقه

45/04/05

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: الصلاة في المشكوك بكونه من مأكول اللحم

 

سؤال: ما هو موضوع الحكم في الروايات التي استفاد منها الأعلام المانعية واستفدنا منها الشرطية؟

هل هو طبيعي الحيوان ومعنى ذلك أن أنه يكون له حكمان: حرمة الأكل وعدم صحة الصلاة في شيء منه.

أم أنه عنوان حرمة الأكل؟ ويعني ذلك أن ما كان محرم الأكل فهو موضوع لحكم الآخر وهو عدم صحة الصلاة.

يظهر من كلمات الأعلام تناول الاحتمالين كما يظهر من كلمات السيد الأعظم أن النائيني (رض) قد تعرض لهذا المطلب.

وكيف ما كان، فالفرق بينهما واضح.

فإن قلنا بالأول وهو طبيعي الحيوان، يثبت له حكمان بهذه النصوص.

وإن قلنا بالثاني فما ورد على لسان الراوي أو لسان المعصوم عليه السلام يكون من باب المثال، والموضوع هو محرم الأكل، وكل محرم الأكل يثبت له حكم عدم صحة الصلاة فيه من هذه النصوص.

وحسب تخيل خادمكم فإن في المقام قرينتين على أن موضوع الحكم هو عنوان محرم الأكل:

إحداهما أن معظم الناس قاصرة عن معرفة كل ما يحرم أكله، لأنه غير محصور بالسبع والضبع ونحوه.

وهذه قرينة خارجية، فالأصل أن كل حيوان مشكوك بحرمة أكله، فهو محرم الأكل، فتكون الحيوانات محرمة الأكل كثيرة جداً وليست مذكورة جميعها في النصوص، وهذا يفيد كون الموضوع ليس ذات الحيوان بل عنوان محرم الأكل.

والقرينة الثانية هي في الرواية العمدة في الباب وهي رواية ابن بكير، فإن زرارة سأل عن الفنك والثعالب والسنجاب ثم عبر بقوله (وغيره).

وهذا السؤال يوسع دائرة المسؤول عنه.

والإمام عليه السلام في مقام الجواب أخرج إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله الذي يذكر فيه أن الصلاة في يحرم أكله فاسدة.

فالنبي الأعظم صلى الله عليه وآله جعل موضوع هذا الحكم عنوان ما لا يحل أكله.

فدعوى أن موضوع الحكم هو ذات الحيوان المسؤول عنه مستبعد جداً.

ربط المعصومين عليهم السلام بطلان الصلاة

وكذلك يستفاد هذا المعنى من الرواية الثانية من الباب الثاني من أبواب لباس المصلي:

عن علي بن أبي حمزة قال: سألت أبا عبد الله وأبا الحسن (عليهما السلام) عن لباس الفراء والصلاة فيها؟ فقال: لا تصل فيها إلا ما كان منه ذكياً، قال: قلت: أوليس الذكي مما ذكي بالحديد؟ قال: بلى، إذا كان مما يؤكل لحمه.

وكذلك الرواية الثانية من الباب الثالث من لباس المصلي:

عن مقاتل بن مقاتل قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن الصلاة في السمور والسنجاب والثعلب؟ فقال: لا خير في ذا كله ما خلا السنجاب فإنه دابة لا تأكل اللحم.

فالإمام عليه السلام ربط بين الحكم وبين عنوان كونه من غير مأكول اللحم.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo