< قائمة الدروس

آیةالله الشيخ بشير النجفي

بحث الفقه

45/06/25

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: لباس المصلي/ المقصود من محرم الأكل ومحلل الأكل/

 

ذكرنا في الجلسة السابقة أن هذه المسألة مغايرة للمسألة السابقة.

لكن كلام سيدنا الأعظم (رض) يوهم أن كلتا المسألتين واحدة، فقد ذكر في حوالي صفحتين أو أكثر هذا المطلب وعبّر عنه بأنه إعادة لما تقدم.

الفرق بين هذه المسألة وسابقتها

والفرق بين المسألتين أن المكلف في المسألة السابقة يعلم المحلل ويعلم المحرم، ولكنه لا يحل أن الثوب الذي يريد أن يصلي به هو من المحلل أو من المحرم.

هذا لب المسألة السابقة.

أما هذه المسألة فقد قسم فيها الحرمة إلى قسمين: ذاتية وعرضية.

فمحور تلك المسألة تقسيم الملبوس إلى المحلل والمحرم، وأما هذه المسألة فمحورها تقسيم للحرمة كما سلف.

فلا يجب الاشتباه بين المسألتين.

الحرمة لا تكون ذاتية وعرضية

ومع غض النظر عن هذا الجانب، فما أفاده اليزدي إلى قسمين يوهم القارئ أن الحرمة قد تكون أصلية بذات الشيء وقد تكون بعنوان عارض أو وصف عارض.

وهذا التعبير موجود أيضاً في عبارات غيره من الأعلام، وما أتخيله والعلم عند الله وعند الراسخين في العلم أنه تعبير مسامحي.

والوجه في ذلك أن لا شيء من الممكنات فيه اقتضاء للحرمة أو الحلية أو غيرهما من الأحكام التكليفية، بل وحتى الوضعية، بل كلها ناشئة من منّة الله على العباد.

فقد مهد بذلك الطريق لكسب القرب منه والمنازل الرفيعة، فمن اختار فاز ومن ترك خسر.

وهذا الطريق هو عبارة أخرى عن جعل الأحكام الأصلية والفرعية.

ولذلك عبر تعالى عن كل تلك الأحكام بأنها منن منه.

يقول تعالى: ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾ ﴿اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً﴾ ﴿صدق الله العلي العظيم﴾[1]

ويقول في آية أخرى: ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴿﴾ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾ ﴿صدق الله العلي العظيم﴾[2]

فوجود الرسول منّة من الله، وهذه الرسالة تتضمن جانباً عقائدياً وجانباً فقهياً.

فالعقائد منّة من الله وكذا الأحكام الفرعية، فعليه ليس في نفس الشيء المحرم أو المباح اقتضاء للتحريم أو الإباحة، بل كله منّة من الله.

فما ذكر من تعبير الحرمة الذاتية والعرضية تعبيرات مسامحية.

فالصحيح أن يقال أنها منن من الله، وإلا ما من موضوع يحكم الشرع بحرمته إلا ويحل بنحو أو بآخر، حتى أجلكم الله نحو الكلب والخنزير يجوز أكله عند الاضطرار.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo