الموضوع: لباس المصلي: الصلاة بالذهب المغشوش والزينة المتخذة من الذهب

لا يزال الكلام في التزيين بالذهب وكلام الأعلام فيه.

ولا بد من مقدمة في المقام:

أن الشيء تارة يكون بنفسه زينة، وأخرى يصنع منه الزينة.

والزينة هو ما يتحلى ويتجمل به الإنسان.

ومن هنا كان الذهب زينة، أي بنفسه زينة، ولذا إذا وجد الذهب بين أمور ليست بزينة فإنه يلفت النظر عما سواه.

ومنه ما دأب عليه الشعراء والأدباء في التغزل بالشعر الطويل للمرأة باعتباره زينة، فالشعر بما هو شعر زينة للمرأة، ولذلك يعتبر عيباً فيما لو عدم، بل يحتمل ثبوت الدية لمن حلق شعر المرأة.

بينما لا يعد ذك عند الرجل، فلو قص شعر الرجل يكون إساءة ولكنه ليس سلب زينة منه.

فالشعر بنفسه للمرأة زينة عند العقلاء.

وعليه فقد يكون الشيء بوجوده التكويني زينة، وقد يصنع من الشيء شكل وهذا الشكل يكون زينة، كما يصنع الورد الصناعي من النفط الذي ليس بزينة.

وحسب تخيل خادمكم هو بنفسه زينة، فالتزين بالذهب يكون بنفس الذهب وإن صنع منه شكل يعد زينة بغير الذهب.

فبعد هذا التمهيد نعود إلى النصوص الشريفة:

فمنها: الرواية السادسة من الباب الثلاثين من أبواب لباس المصلي:

عن أبي جعفر (عليه السلام)، أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لعلي (عليه السلام): إني أحب لك ما أحب لنفسي، وأكره لك ما أكره لنفسي، لا تتختم بخاتم ذهب، فإنه زينتك في الآخرة.

ومنها: الرواية الحادية عشر من نفس الباب:

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: قال النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): إياك أن تتختم بالذهب، فإنه حليتك في الجنة، وإياك أن تلبس القسي.

ولكن هاتان الروايتان ضعيفتا السند.

ومنها: الرواية الأولى من نفس الباب:

عن روح بن عبد الرحيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام): لا تختم بالذهب فإنه زينتك في الآخرة.

وهي رواية معتبرة.

والضمير ـ وهو اسم إنّ ـ إما أن يعود للذهب أو للمصدر الاشتقاقي من الفعل، وهو التختم، والتختم بنفسه زينة وإن كان بغير الذهب.

ولكن لا يرجح عود الضمير إلى المبدأ إلا حين يفقد المرجع الآخر، وفي المقام المرجع الآخر موجود وهو الذهب.

وعليه تكون هذه الرواية أجنبية عن الكلام جملة وتفصيلاً.